ملفات

معوقات تنمية التفكير لدى الطلاب (د. شيماء قنديل- مصر)

 يتفق الجميع على أن التعليم من أجل التفكير أو تعلم مهارته هدف مهم للتربية، وعلى المدارس أن تفعل كل ما تستطيع من أجل توفير فرص التفكير لطلابها.

 ويعتبر كثير من المدرسين والتربويين أن مهمة تطوير قدرة الطالب على التفكير هدف تربوي، يضعونه في مقدمة أولوياتهم، إلا أن هذا الهدف غالباً ما يصطدم بالواقع عند التطبيق، لأن النظام التربوي القائم لا يوفر خبرات كافية في التفكير.

 

     إن مدارسنا نادرا ما تهيئ للطلبة فرصاً كي يقوموا بمهمات تعليمية نابعة من فضولهم، أو مبنية على تساؤلات يثيرونها بأنفسهم، ومع أن غالبية العاملين بالحقل التعليمي والتربوي على قناعة كافية بأهمية تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب، ويؤكدون على أن مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة بالمعلومات، بقدر ما يتطلب الأمر الحث على التفكير ، والإبداع.. إلا أنهم يتعايشون مع الممارسات السائدة في مدارسنا، ولم يحاول واحد منهم كسر جدار المألوف أو الخروج عنه.

 

     هنالك عدد من معوقات التفكير ، وعند تأملها بعمق نجدها قد تتعلق بالمعلم، وفيما يلي بعض السلوكيات التي تمارس من قبل بعض المعلمين، وتعيق تفكير التلاميذ:

1- المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف، والكتاب المدرسي المقرر هو مرجعه الوحيد في أغلب الأحيان.

2- المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة خاملون.

3- نادراً ما يبتعد المعلم عن السبورة أو يستخدم التقنيات الحديثة.

4- يعتمد المعلم على عدد محدود من الطلبة، يوجه إليهم أسئلته دائما لإنقاذ الموقف والإجابة عن السؤال الصعب.

5- المعلم مغرم بإصدار الأحكام والتعليقات المحبطة، لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر فيه والمعيقة للتفكير في ما هو أبعد من الإجابة الوحيدة أو الظاهرة.

6- المعلم لا يتقبل الأفكار الغريبة أو الأسئلة الخارجة عن موضوع الدرس.

7- معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية.

8- نادرا ما يسأل المعلم أسئلة تبدأ بكيف؟ ولماذا ؟ وماذا لو.. ؟

9- أحيانا يعاقب التلميذ على التساؤل والاكتشاف ويتعرض للسخرية.

10- تفضيل المعلم للطالب الذكي وعدم تفضيله للتلميذ المبتكر.

11- اتجاه المعلم نحو مكافأة التلاميذ الذين يبدون سلوك الطاعة والإذعان والمسايرة.

12- نادرا ما يعتمد المعلم على أساليب حديثة لتوصيل المعلومات كأسلوب البحث والاستقصاء والنقاش.

  ومن خلال استعراض السلوكيات التي تمارس من قبل المعلمين وتعيق تنمية التفكير، يتبين أن الخطوة الأولى نحو تنمية مهارات التفكير لدى المتعلم، هي إعادة تأهيل وتدريب المعلم على السلوكيات والأساليب الداعمة للتفكير، وإلا فسيكون أي جهد يبذل في هذا المجال ضائعاً لا محالة.

وترى الباحثة أنه باستطاعة أى طفل أن يكون مفكراً، فالتفكير مهارة ولذلك فإنه يتطور بالتدريب، وباستطاعة المعلم مساعدة الطالب على التفكير بطرق عدة.

 ومن وجهة نظر الباحثة الشخصية يمكن تحديد بعض النقاط المهمة التى يجب أن يدركها المعلم جيداً ويتبناها أثناء عملية التدريس ليساعد طلابه على تنمية التفكير لديهم ، وذلك بعدة طرق منها:

1- يمكن للمعلم تقديم مشاريع للطلاب تتطلب خططاً ذهنية وتنفيذية.

2- باستطاعة المعلم أن يشجع الأطفال عند محاولتهم استخدام قدراتهم العقلية.

3- من الممكن إعطاء التلاميذ التغذية الراجعة بحيث يكون الفصل الدراسي حلبة يمارس فيها الطلاب النشاط والتفاعل والتقويم.

4_ من الممكن أن يكون التعاون هو المدخل الأساسي، بحيث يرى الطلاب أنفسهم أنهم المتنافسون الأساسيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى