أدب وثقافةمقال رئيس التحريرمميز

حكاية شاب من الجنة .. قدمي سبقتني إلى ربي !! (بقلم: د. محمود عبد الكريم)

 أحمد عبدالعليم حمزاوي؛ هذا البطل طالب بكلية الطب (السنة الثالثة) جامعة الفيوم، وهو- ما شاء الله- متفوق في دراسته، وحافظ لكتاب الله الكريم، شاءت الأقدار أن تكتشف أسرته إصابته بالسرطان.. وبين عشية وضحاها أجمع الأطباء على ضرورة بتر إحدى ساقيه بالكامل.. وبالفعل أجريت له الجراحة اللازمة منذ أيام.

ومن قوة إيمانه، لم يجزع أو حتى يهتز؛ حيث كان تعليقه بعد دفن ساقه المبتورة في مقابر العائلة: (سبقتني قدمي إلى خالقي).. إنه البطل أحمد عبد العليم حمزاوي.. وهو الذي بلاؤه عظيم وجرحه أليم، لا يزال يمسح دموع والديه، متعهدا لهما بأن ما حدث لن ينال من عزيمته، أو يؤثر بالسلب على مسيرة نجاحه وكفاحه وتصميمه على إثبات ذاته، وإدخال البهجة والسرور على قلوب أسرته وأصدقائه وأحبابه.

وهذه كلمات متواضعة كتبتها بمداد القلب ودموع العين ومشاعر الإعجاب، قاصدا بها أن أشد على يدي والده؛ أخي الحبيب (الشيخ عبدالعليم حمزاوي).. أما أنت يا أحمد؛ فأنت من تصبرنا، وتذكرنا بأهمية الرضا بقضاء الله.. دمت ثابتاً على يقينك، بخالقك ومولاك.. يا حبيبي.

*********

لا تبكْ أبدًا يا أمّي..

قدمي سبقتْني إلى ربّي.

 لا تُرهق نفسَك يا شَيخي (*)..

لا تَحرِق عَينَك بالدَّمعِ.

إنّي مَسرورٌ بقضائي..

كُلي إيمانٌ بالقدرِ.

 أُشهدُكُم يا أهلي ويا ناسي ..

سَأشقُّ الأرضَ كَما الوَتدِ.

وأرومُ المَجدَ ولو كُنتُ..

حتّى ملفوفًا في الكفنِ !!

_______________

(*)- شيخي: المقصود والد أحمد؛ فهو ليس أباه فقط، وإنما يعتبره أيضاً شيخه وأستاذه ومعلمه.

(كلمات: د. محمود عبد الكريم عزالدين).

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى