مقال رئيس التحريرمميزمنوعات

حكاية أغرب من الخيال.. «الشاب الميت» عاد إلى أسرته عجوزاً بعد نصف قرن من الزمان !!

 سافر «الشاب حسين عبد العليم الهاين» إلى ليبيا في عام 1974 وكان عمره حينذاك 19عامًا.. غادر “الفتى” بلدته (عزبة الهاين- مركز يوسف الصديق- محافظة الفيوم)، وأصر على السفر إلى الخارج مهما يكن الثمن الذي سيدفعه.. حتى وإن كلفه الأمر أن يفقد حياته ويضحي بعمره؛ لتحقيق ذاته وتأمين مستقبله.

استقر «حسين» على تكون الدولة المجاورة «ليبيا» هي وجهته الأولى والأخيرة، باعتبارها أقرب بلد لمصر، وبين الدولتين حدود مشتركة .. سلك «حسين» دروب الصحراء بدون جواز سفر أو أي أوراق رسمية.. وبعد عناء شديد على مدى أيام، وصل ليبيا.

استقر «حسين» في ليبيا، وعمل هناك في جميع المهن مثل المعمار والحفر والتجارة.. وتزوج وعمره 34 عاما من (حفيدة المجاهد الليبي عمر المختار).. ومرت الأعوام تباعًا.. وفي زحمة الحياة ودوامة البحث عن «لقمة العيش»، انقطعت الصلة بينه وبين أهله في مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم.

لم تشك أسرته لحظة واحدة في أنه في عداد «الأموات»؛ نظرا لمرور نحو نصف قرن من الزمان على سفره خارج البلاد .. ولكن وقعت المفاجأة الكبرى منذ أيام قليلة !!

فقد فوجئ أهالي بلدة الهاين المتاخمة لقرية الريان، برجل عجوز، يتفرس في ملامحهم، وكأنه يحاول التعرف على حقيقة شخصية كل منهم .. وعندما سألوه عن اسمه، وعما إذا كان يبحث عن منزل أحد من أبناء البلدة، أخبرهم أنه (حسين عبد العليم الهاين).

¶¶= انتشر الخبر المذهل في ربوع البلدة، وقد تعرف عليه أخوه الأكبر محمد، وأبناء عمومته.. وكانت فرحتهم غامرة، بعودة ابنهم وشقيقهم إليهم بعد حوالي 49 عاما من الغُربة.. وحتى هذه الساعة أصبحت حكاية (عودة الميت)- أي عم حسين- على لسان جميع أهالي مركز يوسف الصديق!!

الزميل محمد الجالي مراسل (شارع الصحافة) التقى بـ الحاج حسين الهاين، في حضور بعض أقاربه وجيرانه، والذين أعربوا عن دهشتهم مما حدث، مؤكدين أن الواقع أحيانًا يكون أغرب من الخيال!!

ومن جانبه، قال الحاج حسين الهاين إن «الحنين إلى الوطن»، هو ما جعله يعود مرة أخرى.. وأضاف بأنه عاد بدون أسرته.. وهو الآن فى مصر، يحاول استخراج واستكمال أوراقه، حتى يعود إلى ليبيا ليصفى أملاكه هناك، ويعود مجددًا مع أسرته لقضاء ما تبقى له من العمر مع عائلته في مسقط رأسه بمحافظة الفيوم.

 

أجرى الحوار/ محمد الجالي  

تحرير وإشراف:

د.محمود عبد الكريم عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى