الجنس الناعمملفاتمميز

الشباب العربي.. والزواج من أجنبيات !!   (بقلم: علي الحاروني- مصر)

انتشرت في الآونة الأخيرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ظاهرة الزواج من أجنبيات والتي تحمل بين جنباتها عديد من الإيجابيات والسلبيات والتحديات والتى تحتاج إلى تأصيل وتدقيق للحفاظ على شبابنا العربي والإسلامى والثروة البشرية في عالمنا العربى والإسلامي؛ ومن هنا سنحاول تحليل هذه الظاهرة من خلال بيان أسباب تفضيل الشباب العربي الزواج من أجنبية وإيجابيات ذلك الزواج وسلبياته والتحديات التي تواجه نجاح هذا الزواج وكيفية تصحيح مساره لإنجاح ذلك النوع من الزواج وهذا كله عبر أربعة مباحث رئيسة.

أولاً- حوافز وأسباب الزواج من أجنبية:

إن الصورة التقليدية لدى عقول كثير من الشباب تكون هى الحافز والدافع الأول للتفكير بالزواج من أجنبية ومن هذه الصور السائدة والمنتشرة فى المنطقة العربية أن المرأة الأجنبية مطالبها أقل من المرأة العربية وغير مستغلة. حيث أن متطلباتها الحياتية معتدلة وغير مبالغ منها، كما أن بعض الرجال يستهويهم الجمال الأوروبى وأن الأجنبيات أكثر إثارة وإشباع لرغباتهم الجنسية، علاوة على أن الزواج من أجنبية يجعلك تعيش حياة سعيدة قائمة على الحب والتفاهم والإحترام.

– وفي سياق تحليل حوافز الزواج من أجنبيات يمكن القول بأن هذه الأسباب ليست قاعدة أو مرجعية للإرتكاز عليها عند التفكير فى ذلك النوع من الزواج فالطباع والجمال والإشباع الجنسى هي مسائل نسبية وليست مطلقة ولا يمكن اللجوء إليها لتبرير الزواج من أجنبيات، إضافة إلى أن هذا النوع من الزواج قد يسبب عديد السلبيات والتحديات أكثر من مكاسبه وإيجابياته.

 

ثانياً- إيجابيات الزواج من أجنبية:

يسعى الكثير من الرجال للهجرة أو البحث عن أى طريقة للحصول على جنسية دولة أجنبية إما للهجرة أو لإيجاد فرصة عمل منها أو لإستكمال دراساته العليا فى تلك الدولة، ويكون خيار الزواج من أجنبية من أبرز الخيارات التى تسهل تحقيق جميع هذه الأهداف, كما ان بعض الرجال يفكرون فى ذلك النوع من الزواج لتحقيق أعباء وتكاليف الزواج والمهر والزفاف والتى تعتبر عبئاً مالياً ونفسياً على الرجال فى المنطقة العربية.

– وقد يكون الحافز للزواج من أجنبيات هو الرغبة فى حصول الأبناء على الجنسية الأجنبية وهو ما يعنى زيادة فرص الأبناء مستقبلاً فى التعليم ودخول الجامعات الأجنبية كمواطنين يحملون جنسية تلك البلاد ويحصلون على الإمتيازات الخاصة بتلك الجنسية.

كما أن الزواج من أجنبيات قد يكون من أجل تحقيق مصالح خاصة بالشباب كالبحث عن فرصة عمل فى تلك الدولة الأجنبية أو إستكمال دراسته فى تلك الدول فى حال زواجهم من إمرأة تحمل الجنسية والتي بدورها تقوم بمنحها لزوجها ضمن شروط وضوابط تحددها كل دولة.

– وقد تكون الرغبة في التعرف على عادات وثقافات وتقاليد الشعوب المختلفة حافز للزواج من أجنبيات من باب الفضول والتعلم والإكتشاف والمعرفة وكسر الروتين الاعتيادى للحياة.

ثالثاً- سلبيات وتحديات الزواج من أجنبيات:

على الجانب الآخر فإن الزواج من أجنبيات له بعض المخاوف والسلبيات منها إختلاف المرجعيات والعادات والأفكار السائدة لدى كل مجتمع سواء أكانت تلك المرجعيات دينية أو إجتماعية, هذا ناهيك عن المشاكل القانونية للزواج من أجنبيات حيث يشكل التباين فى القوانين بين الدول عقبة كبيرة فى تسوية أوضاع الزوجين بداية من معاملة الزواج نفسها ثم فى المعاملات اللاحقة مثل وقوع الطلاق وحضانة الأطفال وفصل المنازعات والقضايا المالية وغيرها من التفاصيل البالغة التعقيد فى حالة الزواج من أجنبية.

 

علاوة على ذلك فإن من أهم تحديات وسلبيات هذا الزواج من أجنبيات إختلاف اللغة وبالتالي صعوبة فهم متطلبات حياة كل طرف لأن لكل دولة مصطلحات تخص بيئتها الثقافية والاجتماعية، كما أن اختلاف العادات والتقاليد قد ينشأ بعض الخلافات فى طريقة تربية الأطفال حسب أفكار وقناعات وثقافات ومعتقدات الزوجين.. هذا علاوة علي أنه قد يضطر الزوج إلي قبول عادات وقيم لا يرغب فيها خاصة مع تعود الزوجة علي نمط حياة قد يصيب تغيره مما يؤثر علي مستقبل الأسرة بأكملها.

وبلا شك فقد تكون هناك صدمة فكرية ونفسية وعاطفية بعد زوال فترة الإنبهار الأول بين الرجل العربي والمرأة الأجنبية والشعور بمدي الأختلاف في الثقافات والمعتقدات وصعوبة تأقلم المرأة الأجنبية التي تعيش في إنفتاح وتحرر في بعض المجتمعات العربية المحافظة خاصة وأن ذلك النوع من الزواج قائم علي المصلحة والإستغلال مما يؤدي في النهاية إلي حياة غير سعيدة تعود بالسلب علي الزوجين والأطفال.

فكيف يمكن إصلاح زواج العرب من أجنبيات وتفعيله والعمل علي إنجاحه بعدما أصبحت ظاهرة واقعية وحقيقية لا مفر منها ؟!

رابعاً-إرشادات وعوامل النجاح للزواج من أجنبيات:

حيث يكون الزواج من أجنبية ناجحاً أو حتي العكس زواج الأجنبي من عربية لابد من إتقان اللغة والتعرف علي القوانين والأنظمة في البلاد الأجنبية خاصة فيما يتعلق بالزواج والإقامة والجنسية والحقوق المالية للزوجة أو الأطفال, مع إختيار المرأة الأجنبية المناسبة والتأكد من التوافق الفكري والعقلي والإنسجام العاطفي والروحي بين الرجل العربي والمرأة الأجنبية ومحاولة تقريب وجهات النظر وفهم الآخر قبل الإرتباط لدراسة مدي إمكانية قبول الأخر وقيام حياة زوجية قائمة علي الإحترام والثقة والحنان المتبادل.

وفي النهاية، نؤكد أن ظاهرة الزواج من أجنبيات أو زواج العربية من أجنبي هي واقع ملموس في مجتمعاتنا العربية والإسلامية علينا التعامل معه بواقعية والبحث عن حلول وبرامج عملية لإنجاحة ويتطلب ذلك تكاتف الجميع الدولة بمؤسساتها السياسية والتربوية والتعليمية والدينية، والمجتمع المدني والأسرة المصرية … وذلك لأن التعامل مع الواقع والذي يمس خيرة شبابنا أفضل من الهروب منه والبعد عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى