مقالات

علي عبدالفتاح يكتب: عَود حميد لإحياء ملف سد النهضة !!  

لقد عاد ملف النهضة من جديد وسط العديد من المستجدات والتي طرأت بعد جمود اتفاقات سد النهضة واعلان اثيوبيا نجاحها في ظل الملئ القرن الثاني لخزان سد النهضة وعودة ملف ازمة سد النهضة من جديد الي محراب الاتحاد الافريقي بناءا علي توصيات مجلس الامن . فما هي المستجدات التي احيت ملف سد النهضة من جديد علي الساحة الاقليمية والدولية ؟ وما هي الرؤي المستقبلية لتلك الازمة علي ضوء تلك المستجدات؟

 

أولا- مستجدات إحياء ملف سد النهضة:

 هناك عديد من الحقائق والمؤشرات التي توصي بعودة ملف سد النهضة إلى طاولة المفاوضات الاقليمية والدولية وهي كالآتي:

 

      وجود عديد من الدراسات الدولية من جامعات وهيئات دولة التي اكدت وقوع هبوط اراض في أطراف السد الرئيس خاصة الجانب الغربي كما ينذر موقع السد بحدوث انهيار لوجوده على فالق أرضي قد يتسبب في هبوط غير متناسق ومما ينذر بانهياره وهذا ما اكدته تصريحات الخارجية ووزارة الري المصرية من انها علي استعداد تام للتعامل مع جميع السيناريوهات المستقبلية لسد النهضة ، هذا علاوة علي تصريحات رئيس جنوب السودان سلفاكير اثناء مقابلته مع الرئيس السيسي من ان السودان تلقت وعدا من اديس ابابا ببدء مفاوضات سد النهضة خلال اكتوبر الحالي ولكن حرب رئيس وزارة اثيوبيا أبي احمد مع اقليم تيجراي قد أجلت تلك المفاوضات.

 

      التحالف السياسي مع مصر والدولة الافريقية المحيطة باثيوبيا مثل جنوب السودان واوغندا وجيبوتي كل ذلك لممارسة ضغوط سياسية علي اثيوبيا لابداء مرونة في ملف سد النهضة.

      التورط الإثيوبي في اقليم تيجراي وتاكيد التقارير الدولية بان تلك الازمة خلفت من وراءها عدد كبيرا من الضحايا والمشردين واللاجئين والتي ترقي الي مستوي الابادة الجماعية والتطهير العرقي ، هذا الي جانب فقد سيطرة الجيش الاثيوبي علي الاقليم واعلان قيادات المعارضة المسلحة في تيجراي بسيطرتها علي الاقليم واسر اكثر من 7 الاف جندي ، أثيوبى مما يمثل انهيارا داخليا جديد، مع الضغوط الدولية والتلويح بفرض عقوبات دولية بفعل هذه الازمة كل ذلك يجعل اثيوبيا تسعي لمحاولة ايجاد منافذ للخروج من تلك الأزمة.

ثانياً- رؤى مستقبلية لأزمة سد النهضة

ورغم المستجدات التي توحي بعودة  مفاوضات سد النهضة من جديد الا ان ذلك معلق علي لازمة مستقبلية انتهاء ازمات اثيوبيا الداخلية وهو ما اكده رئيس جنوب السودان سيلفا كير من ان اثيوبيا لن تعاود التفاوض مع دولتي المصب(مصر والسودان ) الا بعد حل المشكلات الداخلية في اثيوبيا خاصة ازمة اقليم تيجراي لاسيما وان ليس هناك أي متغيرات اقليمية او دولية بما تؤدي الي خلق افق جديد في مفاوضات سد النهضة يمكن من خلاله الوصول إلي حلول عادلة وملزمة لكافة الأطراف.

 ولكن أيا كانت السيناريوهات المحتملة فإنها لا تصل الي السيناريو العسكري في ظل التوازنات الإقليمية والدولية اشتعال المنطقة بأزمات وصراعات ولا تحتمل تفجر نزاع جديد ، إضافة إلي مخاطبة مصر والسودان رسميا لمجلس الامن الدولى وطلب عقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة السد ومواجهة التعنت الاثيوبي في ظل عجز الاتحاد الإفريقي عن حل هذه الأزمة وفي ذات الوقت لا يزال التحرك المصري في منطقة منابع النيل والقرن الإفريقي والجوار الأفريقي متواصلا لتطويق أثيوبيا سياسيا وعسكريا من خلال التدريبات والمناورات ومذكرات التعاون العسكري مع دول الجوار الأثيوبى كما حدث مع السودان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى