ملفات

 «التيك توك» في دائرة الضوء.. تقييم للتجربة واستشراف المستقبل (بقلم: علي الحاروني- مصر)

 

    إن ما حققه تطبيق تيك توك  وضعه كأحد أهم منصات التواصل الاجتماعي استخداماً حيث وصل متابعيه حتي منتصف أكتوبر 2021 م مليار مستخدم نشط شهرياً، وبات بذلك واحداً من أسرع منصات التواصل الاجتماعي غداً مقارنة بعمالقة التواصل مثل  فيسبوك وانستجرام.

 

      ورغم أنه خلال عام 2020 م حاولت انستجرام إطلاق خدمة (ريلس)، كما أطلق اليوتيوب  خدمة (يوتيوب شورت) وهي مشاركة لمقاطع مصورة فقيرة علي غرار (التيك توك) لمنافسة الأخير إلا أنه لم يحقق النجاحات الكبيرة للتوك توك في الأونة الأخيرة فما هي الانتقادات التي وجهت للتيك توك في الأونة الأخيرة فما هي الانتقادات التي وجهت للتيك توك وما هي العوامل التى أدت الى  نجاحه الآن وكيفية تفعيل دوره مستقبلاً ؟

(التيك توك) في مرمى التقييم والانتقاد:

      التيك توك هو تطبيق صيني تم إطلاقه عام 2016 م ثم أدمج مع تطبيق (ميوزيكالي) عام 2018م والذي أثار كثير من الجدالات والتساؤلات حول طبيعة المحتوي المستهدف والخصوصية وجمهوره ومن أهم الانتقادات التي وجهت إلي التيك توك أنه مجرد تطبيق للمقاطع المصورة القصيرة وأن نجاحه كان أمراً استثنائياً في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19) لكسر الملل خاصة وأن العالم أجمع تم إجباره علي التواجد داخل المنازل وكان نافذة الشباب علي العالم الخارجي حيث اعتمد التيك توك علي الفيديوهات القصيرة التي تظهر مستخدميها بطابع البساطة والطبيعية دون تكليف في الوقت الذي يتوق الجميع للحياة الطبيعية من جديد والذي حرم منها بفعل جائحة  كورونا  وفي هذا السياق تعرض التيك توك لانتقادات انتهاك الخصوصية بالإضافة إلي طبيعة المحتوي التي تسمح للمشتركين السماح بنشره دون ضوابط أو قيود.

وبناء علي ذلك نجد أن الشركات المالكة لتطبيق (التيك توك) تعرضت لخطر الحظر من قبل الإدارة الأمريكية السابقة دونالد ترامب بسبب مخاوف تتعلق بالبيانات والتطبيقات لدرجة أن هذا التطبيق كان سيضطر لبيعه إلي شركات أمريكية عملاقة مثل (أورا كل وول مارت) حتي جاءت إدارة بايدن  وأسقط الحظر علي التطبيق في يونيو 2021 م ويذكر أن تهديدات حظر التطبيق شملت أيضاً الهند ومصر التي لاحقت عدد من الفتيات اللاتي امتلكن حسابات شهيرة علي ” تيك توك ” قضائياً.

 

ثانياً- تقييم نجاحات التيك توك وتفعيله مستقبلاً:

علي الرغم من الانتقادات التي وجهت إلي التيك توك إلا أن هناك العديد من المؤشرات التي تصب في صالح تجربة (التيك توك) ومنها:

      لقد استحوذ التيك توك علي الاهتمام العالمي وبخاصة  بين فئة من الشباب لنجاحه فى مواكبة العصر إذ أن التطبيق يلعب علي سرعة المقاطع المصورة ويلتقط اهتمام المستخدم ويقترح عليه مقاطع تناسب احتياجاته وهذا نوع من الذكاء الاصطناعي والذي ساهم في صعوده وزيادة شعبيته.

  وهذا ما أكدته العديد من الاحصائيات والمؤشرات في تقدير نشرته مجلة (فوريس) الأمريكية نهاية شهر سبتمبر 2021 م من أن تطبيق تيك توك استغرق 5 سنوات للوصول إلي مليار مستخدم شهرياً وهي فترة زمنية قصيرة قياساً بالتطبيقات الأخري حيث أن الفيسبوك تجاوز حاجز المليار تمام عام 2012 م أي بعد ثماني سنوات من إطلاقه عام 2004 أما انستجرام  المملوك الآن لشركة (فيسبوك) الأمريكية فلقد وصل إلي المليار عام 2018 م أي بعد ثماني سنوات أيضاً من إطلاقه عام 2010 م إضافة إلي أن تطبيقات الفيديو  تمكن من تجاوز المليار في عام 2013 م بعد ثماني سنوات من إطلاقه عام 2005م.

  إن التطبيق الصيني (تيك توك) يعتبر أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي ويعتبر مكتبة عملاقة للمقاطع المصورة التي لا تتجاوز 15 ثانية مما يبعث علي المتعة والتسلية دون ملل وتحوله إلي شبكة تواصل إجتماعية سريعة وجعله يتصدر عالم التطبيقات الاجتماعية.

 

      تطوير محتواه ومضمونه حيث استطاع أن يستفيد من جائحة كورونا ويدخل عالم الترفيه والحفلات وتنظيميه كثير من المناسبات هذا إلي وجود حسابات عليه تقدم خدمات تعليم اللغة الانجليزية أو فنون الطهي وعالم الأزياء.

 

      وفي النهاية يمكن القول إن تجربة التيك توك أصبحت ثرية وسريعة الانتشار بفعل تطوير محتواها ومضمونها علي أن يتم تفادي المحاذير التي تحمل تهديداً لقيم ومبادئ مجتمعاتنا والمتعلقة لتحديد الجمهور المستهدف والمحتوي والمضمون وبما يمتلكه من حرية وإبداع وفي هذا السياق يستطيع الإعلام الاستفادة من هذه التجربة لما له من تأثير كبير واتساع الانتشار.

علي الحاروني- مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى