فنونمقال رئيس التحريرمميز

الرسام العراقي الشهير جمال البياتي: مصر أكثر الدول التي أثرت في فن الاستشراق

  يقول فنان الاستشراق العراقي المعروف جمال البياتي، إن أعمال الرسامين المستشرقين، هي المرآة التي تعكس  العصر والزمن الذي رسمت فيه، منوهاً إلى أن «مصر تبقى أكثر الدول التي أثرت في «فن الاستشراق».

 

أضاف: ونستطيع أن نؤكد أن أثر مصر على الرسامين المستشرقين كان عظيما، إلى درجة أن أعمالهم في بلادهم الأم لم تكن بجمال وروعة ما رسموه  في مصر،  وأفضل مثال على ذلك أعمال  الفرنسي “جان ليون جيروم”،  التي رسمها في مصر.

 – ويؤكد «البياتي» أن كل جزء في مصر كان مؤثرا حيويا على نتاج  الرسامين؛ من الحواري  وأبنيتها، والمساجد وزخارفها، وزوايا الصلاة، وتكايا الصوفية، والأسواق والباعة  والمقاهي، وأسبلة الماء والسقايات، والمشربيات وشبابيك وأبواب المنازل، وصولا  إلى خارج المدن، وبقايا الآثار  والأهرامات.. لافتاً إلى أن «كل شيء  في مصر  ترك أثرا  وكل ذلك كان  تأثيره  ساحرا  على نتاج  الرسامين».

 

 – وعن أعمال الفنان العراقي جمال البياتي؛ يقول الكاتب عادل المصري، إن عالم الفنان جمال البياتي هو عالم من السحر والروعة والجمال، مبينا أنه فنان يمتلك إحساسا بديعا بالألوان، وقدرة فائقة على العزف بأطيافها، وتطويع درجاتها.

 – وتابع بأن «البياتي» فنان يقف بنا على أبواب التاريخ، كي نتصفح معه عطر الماضي، وسحر الشرق، فأعماله تأصيل تراثى لجماليات العصور الوسطى، وما بعدها.. كما أن لوحاته أشبه بدراسة أثرية فى العمارة والزخارف، وفى النسيج والأخشاب والمعادن والزجاج والفنون بأشكالها كافة، بل والحرف أيضا.

 

 – أردف «المصري» پأنه كلما امتزجت فرشاة «البياتي» بالتوال، نشعر وكأنه فى تحد صريح بينه وبين إظهار التفاصيل.. منتهيا إلى أنها الدقة المتناهية؛ فكل وحدة أو كل تفصيلة في تكوينه الفني هي لوحة قائمة بذاتها  شديدة الجاذبية، والإبهار .. وكأنه بعث من عالم الأساطير لإحياء «الأعمال الاستشراقية»، واستدعاء روحها، ونبضها الفنى مرة أخرى بتكنيك جديد، ورؤية مختلفة، تفوق فيها على برجمان وجيروم ولودفيج دويتش أنفسهم، وغيرهم من المستشرقين، دون أن يفصلنا عن واقع وواقعية اللوحة أو عامل الزمن.

 – ويؤكد عادل المصري أن الأمر هنا ليس باستنساخ، أو تقليد، ولكن هو إضفاء روح ورؤية، وإعادة توزيع وصياغة للعمل الفني.. وإجمالا يقول: حقا نحن أمام سيمفونية فنية رائعة، تعزفها ريشة الفنان العراقي الكبير المبدع جمال البياتي، وتجبرنا على الدخول، والاستمتاع والتمعن أكثر وأكثر  فى فنه، ومسيرته وفي عالمه السحري.

 

  جدير بالذكر أن فن الاستشراق أو فن المستشرقين، نشأ  في بدايات القرن التاسع عشر، مع البعثات الغربية إلى الشرق، أولها حملة نابليون بونابرت إلى مصر في العام 1798، حيث اصطحب معه الرسام جان كونسطانطين بروتان، وأندريه دوتيرتر، وتلاهما عدد كبير من الفنانين من مختلف البلدان الأوروبية.

 

  • توضح تالين آنيليان الخبيرة في فن المستشرقين- حسب صحيفة الشرق الأوسط- أن المسافرين الأجانب ومنهم الفنانون، ذهلوا بطبيعة الشرق والثقافة الإسلامية، منذ القرون الوسطي، منوهة بأن الاستشراق مستمد من نظرة الغرب إلى الشرق، الذي يضم بالنسبة للمستشرق كلا من: الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وكانوا يصفونه بأنه الأرض التي تشرق عليها الشمس.

 

  • أكثر ما جذب انتباه الفنانين في الشرق؛ هو الضوء والمساحات الرملية الشاسعة في الصحاري، كما بذلوا جهوداً في التعبير عن الجمال الشرقي والشهامة، التي اتسم بها رجال القبائل والتجار والنساء في الأسواق.

 

  • تكتسب أعمال الفنانين المستشرقين أهميتها، من كونها وثقت تراث وتاريخ الفولكلور لشعوب المنطقة، في تلك المرحلة، وإن جنح عدد كبير منهم بمخيلتهم ليتجاوزوا الواقع إلى عوالم ألف وليلة.

 – وينقسم الفنانون المستشرقون إلى قسمين: (1)- من سافر إلى الشرق وكانوا قلة نظراً لصعوبة السفر ومشاق الطريق خاصة في المناطق الصحراوية.. (2)- القسم الثاني من المستشرقين؛ هم  الذين ألهمتهم لوحات زملائهم الذين زاروا الشرق، لرسم عوالمه من مخيلتهم، فكانوا يذهبون إلى الأسواق لشراء الأدوات والملابس الخاصة ببلاد الشرق، والتي يعتمدون عليها في رسم تفاصيل لوحاتهم، أو الاستعانة بصور فوتوغرافية أو لوحات فنانين آخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى