مقالات

رعايةالموهوبين.. استثمار العصر (د. شيماء قنديل- مصر)

أصبح الاهتمام والتركيز في الوقت الحاضر ينصب على الاستثمار فى الأفراد بصفة عامة، والموهوبين بصفة خاصة؛ لذا تعتبر رعاية الموهوبين من أحدث المواضيع اهتماماً فى عصرنا الحالي.

ورغم حداثة سنها نظاماً، إلا أنها تعتبر من أقدم المواضيع اهتماماً، حيث تبنى الأمم حضارتها بسواعد أبنائها وأفكارهم، فالمادة الخام لبناء أيةُ حضارة هي الإنسان، وكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمزايا عقلية ذات مستوى رفيع، فهو بالتأكيد يُشكل كنزاً لابد من استخراجه واستثماره والاستفادة منه، بدلاً من أن يخسر المجتمع الثروة العقلية التى يمتلكها مثل هؤلاء الأفراد والتي هو بأمس الحاجة إليها.

 إن العصر الذى نعيش فيه عصر علم وتكنولوجيا ونبوغ معرفي وتقدم مذهل يعتمد فى أساسه على تخطى الحواجز وتغير المألوف وإبداع جديد متطور دائماً.. وكيف يتسنى ذلك لمجتمعات نامية؟

 إذا لم تلاحق ذلك التغير والتطور بالتأكيد على دور كل فرد من أفرادها وبخاصة المتفوقين، فتقدم الأمم ورقيها مرهون بتقدم فكرها ونتاجها العلمى والتقني.

ومن هنا علينا أن ندرك خطر هدر مثل هذه الطاقات والإمكانات التى تذهب سدى أو يسرقها الآخرون منا؛ لذلك لابد من الاهتمام بمثل هذه الفئات وتلبية احتياجاتها، فالموهوبون يحتاجون إلى الرعاية الخاصة، لأن لديهم حاجات تختلف عن حاجات العاديين، فهم يحتاجون إلى تجارب تعليمية وخبرات علمية تتسم بالتحدى لتكون مرضية ومشبعة ومناسبة لحاجاتهم.

  وهم بحاجة أيضاً إلى التعلم والتحفيز والتشجيع؛ فإذا راعينا هذه الأمور فنحن نمهد لتفجير العبقرية لديهم والتي تنعكس وبشكل مباشر على المجتمع الذى يوجد فيه هؤلاء المتفوقون.

  وانطلاقاً من ذلك، أصبح الاهتمام باكتشافهم وتهيئة السبل لرعايتهم، والعمل على حسن استثمار طاقاتهم واستعداداتهم.. ضرورة يفرضها التقدم والتغير المتسارع فى مختلف نواحى الحياة.

 لذلك فإن عملية الكشف عن الطلاب الموهوبين والمتفوقين والتعرف عليهم أصبحت تمثّل المدخل الطبيعي لأي مشروع أو برنامج يهدف إلى رعايتهم وإطلاق طاقاتهم؛ فالطفل الموهوب ثروة بشرية كامنة، تضاهي في أهميتها أي ثروة أخرى..

 وبالتالي يعتبر اكتشاف هذه الثروة وتنميتها واجباً وطنياً ودينيا وأخلاقيا.. وأي تقصير أو إهمال في استغلال هذه الثروة يعتبر كارثة بكل معنى الكلمة، فيجب أن تكون رعاية الأطفال الموهوبين من الأولويات وليست من العناوين المدرجة على جدول الأعمال، فعديد من الدول بدأت في إنشاء مراكز ومدارس ومؤسسات تعنى بالطلاب الموهوبين والمتفوقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى