ثمة جو عام لا يشجع على شد العزائم، يبرر تهاوننا هذه الأيام في حق أنفسنا، وإهمال التزامتنا، فالأهوال التي نشهدها جعلت كثيرا من الأمور المصيرية تبدو غير ذات أهمية.
أحيانًا، من شدّة وضوحك، يحكم عليك النّاس بالغموض، ربما لأنهم لم يتعوّدوا على رؤية إنسان لا يخشى من إظهار نواياه. فالنظر إلى الشمس يُعميك رغم سطوعها البارِق، تمامًا كالإنسان الواضح يُحيِّرك من شدّة وضوحه. إنّهُ كالشمس، لا يُمكن لأحدٍ أن يخفيه، كما لا يمكن لأحدٍ أن يستوعبه.
الحياة نفسها غدت مسرحا عبثيا بتقلباتها السريعة، ستجعلك تندم كلما وفيت بعهد قطعته على نفسك، لأنه لا شيء مما آمنت به كان يستحق تضحيتك.
يقال أن أساس الغيرة (حُب التملُّك) عند وجود المُزاحمة. فإذا ازدحم قوم على شراء شيء -كما في المزاد- دبَّت الغيرة عند الشارين، ودفعتهم الغيرة على التسابق والتزايد، ومن رسا عليه المزاد زالت غيرته لأنه تملَّك، ومن لم يرسُ عليه غار، وامتزجت غيرته بالغضب، ومنشأ الغضب العقبات التي صادفته في طريقه، الأمر الذي يذكرنا بكلمات للفنان الراحل محمود عبد العزيز، وهو يتحدث للفنان صلاح قابيل صاحب أدوار الشر في السينما المصرية، في ختام مشهد الفيلم (يا عزيزي كلنا لصوص).
هناك في فرنسا يرفعون شعارا لتحفيز الناس:” كن واقعيا، اطلب المستحيل”، ونحن هنا نحتاج من يثبت لنا أن المستحيل ممكن في زمن ما عاد فيه حتى الممكن بإمكاننا.
قال لي مرة أحد الأصدقاء ممازحا ، وهو يتحدث عن الأكاذيب والخديعة بشكل عام :” نحتاج إلى (5 %) من الحقيقة لنخفي(95%)مما نقوله من أكاذيب”.
وتحضرني الآن الحكمة- غفر الله لقائلها- التي تقول:” لإنقاذ الصدق أكذب، ولمزيد من الكذب أكتب…. “.