ملفات

رؤية وجدي زيد في إصلاح التعليم المصري -{1من 3}- (بقلم: محمد ناجي المنشاوي- مصر)

في كتابه (التعليم ومستقبل مصر رؤية واقعية وخطة عملية) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2015 قدم الدكتور وجدي زيد الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة رؤيته لإصلاح التعليم المصري ووصفها على صفحة غلاف الكتاب بأنها (رؤية واقعية وخطة عملية) موحيا لقارئه بعدم خوضه خارج نطاق التعليم المصري؛ وبيئته المصرية بكل مافيها من تناقضات وقضايا مركبة.

 إنها رؤية تنبع من داخل المجتمع المصري، تستقرئ مشكلاته المحلية لينطلق منها نحو تقديم تصوراته لحل هذه المشكلات بطرق جديدة ورؤى مبتكرة (خارج الصندوق التقليدي لحل المشكلات).

 وقد صدر كتابه في صفحته السابعة بخط عريض عبارة اظنها تمثل (المرتكز والمحور الأساسي) لإيمانه بأن مصر في حاجة إلى نهضة (حقيقية)، وأن التعليم هو مركز وقلب هذه الثورة وهذا التغيير فقال: (لاتصدق أن هناك ثورة أو تغييرا يمكن أن يدفع بمصر إلى طريق النهضة الحقيقية مالم يكن التعليم هو مركز وقلب هذه الثورة وهذا التغيير).

 وقد اهدي مشروعه إلى (شباب مصر) واصفا إياهم بانهم القوة الوحيدة التي سوف تجعل حلم النهضة التي أساسها التعليم واقعا ينير كل ربوع مصر لتصبح من (أفضل بلاد الدنيا).

 ونعى على حكام مصر السابقين تجاهلهم لحقيقة جوهرية وهي ان الحياة ذاتها وصناعتها وتغييرها إلى الأفضل هو فعل ملازم (لطبيعة الشباب)، ولكنهم استغلوا الشباب فقط للبقاء في السلطة ولم يقدموا لهم تعليما جيدا وفق المستويات العالمية يساعدهم على دعم وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم وكانت النتيجة هي (تخلف مصر) وضياع أجيال عديدة من اذكي عقول العالم.

  ويحتوي الكتاب مقدمة وستة فصول مذيلة بمراجع (أجنبية فقط).. وقرر الدكتور وجدي زيد بأن الهدف الاول والاخير لدراسته ومشروعه هو تقديم (رؤية محددة وخطة عملية) يمكن من خلالهما إقامة نظام تعليمي جديد في مصر.

 وقد ناقش في فصوله الأربعة الأولى ملامح تلك الرؤية، ثم طرح في الفصل الخامس خطة عملية لكل المهتمين بالتعليم المصري وإصلاحه، ثم ينتهي من دراسته بفصله السادس بسرد لأفضل ماقيل عن التعليم وأهميته من مقولات وآراء، والتي وصفها الدكتور وجدي زيد بأنها تضيف أبعادا ضرورية لاستيعاب المفاهيم الأساسية في الرؤية والخطة العملية.

 وقد أولى الباحث كل الاهتمام إلى (المقارنة بين الدول المتقدمة في التعليم والاقتصاد، ولم يكتف بدولة واحدة) معللا لذلك (بأن الدراسات المقارنة هي التي (تكشف بالتحديد) أوجه التميز في كل تجربة من هذه الدول؛ ما يساعد على تشكيل الرؤية والخطة العملية التي هي (بيت القصيد) في مشروعه.

 ولما كانت أقوال القادة والمصلحين التربويين وآراؤهم التي أوردها الباحث في فصله الأخير تضيف أبعادا ضرورية لاستيعاب المفاهيم الأساسية في رؤية الباحث وخطته العملية.. فرأيت أنه من الأفضل البدء بها لنلج من خلالها إلى رؤية الباحث وخطته ولوجا كاشفا لهما وتكون دروبا ومسالك ومعالم مضيئة نستهدي بها لما ورد في هذه الدراسة من أفكار ومقترحات على درجة عالية من الأهمية.

 وتبلغ هذه المقولات ثلاثا وخمسين مقولة، انتقيت منها ما قد يعين القارئ على فهم محتوى تلك الدراسة منها 1= اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد (حديث نبوي شريف) 2= انا ألامس المستقبل، أنا أعمل مدرسة! (كريستا ماكليفي) 3= كل ما نتمني أن ندخله في حياتنا يجب أن ندخله أولا في مدارسنا (فون همبولد) 4= دعنا ننظر إلى التعليم كوسيلة لتنمية وتطوير أعظم قدراتنا لأن لكل واحد منا هدفا خاصا وحلما، إذا تحقق يمكن ترجمته إلى فائدة له وقوة أعظم لأمتنا (جون ف كيندي).

 5= جهل ناخب واحد في نظامنا الديمقراطي يهدد أمن الجميع (جون ف كيندي) 6= إذا أغلقت مدرسة، فستضطر أن تبني زنزانة (مارك توين) 7= التعليم ليس إعدادنا للحياة بل هو الحياة ذاتها (جون ديوي).

 8=لن نكون مجتمعا متعلما ولن يكون هناك عصر علم إلا إذا أعطينا المعلم ما يستحق (فيديريكو ميور) 9= لست نابغة انا فقط أقضي وقتا أطول في حل المشكلات (ألبرت أينشتاين).

10= إذا لم يستطع المجتمع الحر أن يساعد الغالبية الفقيرة، فلن يستطيع حماية الأقلية الغنية ( جون ف كيندي).

 11= سر التعليم هو احترام الطفل (رالف والدو إيميرسون).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى