رياضةمميز

«فضيحة» سقوط الفراعنة في مخالب النسور الخضر.. وجريمة «كيروش» !!

لم يكن أشد المتشائمين يتخيل الظهور الفني المتواضع والصورة الباهتة والأداء التمثيلي الذي ظهر عليه المنتخب الوطني الأول لكرة القدم خلال لقائه الأول أمام نيجيريا في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة للدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة في الكاميرون.

وكتبت المباراة خسارة المنتخب بهدف مقابل لاشىء سجله كليتشي مهاجم نيجيريا المحترف في ليستر سيتي الإنجليزي في الدقيقة 30 من عمر اللقاء ليبقى رصيد الفراعنة خاليا من أي نقاط مقابل ثلاث نقاط وصدارة مبكرة للنسور الخضر في جدول الترتيب.

وبات المنتخب وفقا لهذه الخسارة أمام طريق وحيد يتمثل في الفوز على السودان وغينيا بيساو من أجل التأهل لدور الستة عشر والاستمرار في سباق المنافسة على لقب البطولة.

وفاجأ المنتخب جماهيره بعرض سيئ للغاية لم يكن أدنى حضور هجومي وكذلك فشل في المعادلات الرقمية مثل الاستحواذ والتمرير الناجح والمؤثر، والتراجع فقط للدفاع ومحاولة تشتيت الهجمات النيجيرية في مشاهد أثارت المخاوف من خروج مبكر للفريق من سباق المنافسة على اللقب رغم امتلاكه أفضل لاعبي العالم في الوقت الحالي وهو محمد صلاح هداف ليفربول الإنجليزي.

ويتحمل المسئولية في الأداء المخيب للأمال في المباراة الأولى كارلوس كيروش المدير الفني الذي ارتكب مجموعة من الأخطاء ساهمت في منح الانتصار إلى النسور الخضر وبسهولة.

وأول الأخطاء التي ظهرت في أداء المنتخب مع كارلوس كيروش المدير الفني هي سوء التشكيلة التي بدأ بها اللقاء رغم الدفع بالعناصر الأساسية بسبب التوظيف الخاطىء من جانب المدرب، تصدره اللعب بمحمود حسن تريزيجيه ومحمد النني كلاعبي وسط على الطرفين الأيمن والايسر ثم الدفع بمصطفى محمد رأس الحربة في مركز الجناح الأيمن وكذلك تحريك محمد صلاح لمركز رأس الحربة وليس لاعب الوسط الأيمن المهاجم الذي يعتاد عليه صلاح في مشواره.

وثاني الأخطاء التي لازمت أداء المنتخب فشل كارلوس كيروش في بناء الهجمات من كافة الأصعدة سواء من العمق أو عبر الطرفين، فلم يكن هناك عقل مفكر للمنتخب في الوسط على طريقة عبدالله السعيد لاعب الوسط المخضرم قادر على ضبط الخطوط ونقل الهجمات وكذلك غياب الانطلاقات الفعالة لظهيري الجنب وغياب الكرات العرضية وكانت أغلب المحاولات فردية في المقام الأول.

وثالث الأخطاء تعثر كارلوس كيروش في التعامل مع نجمه الكبير محمد صلاح الذي عاش معزولا في أحضان المدافعين في تشكيلة المنتخب النيجيري بسبب تعليمات المدرب البرتغالي له باللعب في مركز رأس الحربة الصريح فقط ولم يحصل صلاح على أي تمريرة حقيقية لصناعة الخطورة على مرمى نيجيريا كما لم ينل أي اهتمام من جانب الجهاز الفني في تعديل مركزهومنحه المساحات التي يجيد التعامل بها اللاعب الموهوب مما أدى إلى غياب خطورته.

ورابع الأخطاء كانت في التغيير الغريب الذي أجراه كيروش في بدايات الشوط الأول عندما تعرض لاعبه أكرم توفيق للإصابة وتمثلت في الدفع بالمدافع محمد عبدالمنعم في مركز الظهير الأيمن وليس المساك وهو أمر تسبب في غياب أي وجود هجومي للجبهة اليمني في ظل عدم قدرة عبدالمنعم الإجادة هجوميا وافتقاده لمواصفات الظهير المهاجم واكتفى بالتحول لمدافع ثالث في الدفاع مما أدى إلى تهديد نيجيريا للمرمى بأكثر من فرصة.

وخامس الأخطاء تمثلت في المغامرة بلاعب مصاب قبل اللقاء مباشرة عبر الدفع بلاعبه أحمد فتوح الظهير الأيسر الذي عانى من شد عضلي قبل اللقاء ولكن تم الدفع به في التشكيلة الأساسية ولم يستمر فتوح سوى نصف شوط فقط بعدها ظهرت الإصابة وأجبرته على الخروج بديلا مع إمكانية الغياب لأسبوعين كاملين عن الملاعب ليخسر المنتخب لاعبا من أهم عناصره الأساسية التي تألقت في بطولة كأس العرب ويمثل حلا هجوميا جيدا في التشكيلة الحالية وهو من الأخطاء الفادحة التي أرتكبها المدرب البرتغالي في إدارة اللقاء.

وسادس الأخطاء، هي استبعاد لاعبين من التشكيلة الأساسية رغم الحاجة الفنية لهم مثل أحمد سيد زيزو أو عبدالله السعيد نجمي الوسط القادرين على بناء الهجمات ونقل الفريق من نصف ملعبه لمنطقة الخطورة لدى المنافس، وظهر تأثير القرار الخاطئ عندما تحسن الأداء بعض الوقت عقب مشاركة زيزو بديلا في النصف الثاني، كما فاجأ كيروش الجميع بوضع محمد شريف على الدكة والدفع بمصطفى محمد في مركز الجناح الأيمن رغم امتلاك شريف القدرة على اللعب في هذا المركز والتحول السريع بين الدفاع والهجوم.

وسابع الأخطاء فرضت نفسها في سوء أداء الدفاع المصري، فالحارس محمد الشناوي كان هو رجل المباراة في تشكيلة الفراعنة عبر تصديات رائعة لأكثر من فرصة نيجيرية عبر كليتشي وتشوكويزي في ظل سهولة اختراق الهجوم النيجيري للدفاع المصري من العمق بسبب اللوغاريتمات التي صنعها المدرب البرتغالي في الوسط وابعاد النني وتريزيجيه عن حمدي فتحي لاعب الوسط المدافع وكان الحارس المخضرم ” الشناوي ” الرجل الأول في المباراة بتصديات رائعة وساهم في الخروج هدف دون رد فقط.

وبات المنتخب في حاجة للتخلص من هذه الأخطاء خلال الفترة المقبلة أملا في استعادة الثقة من خلال تقديم عروض أفضل وتحقيق انتصارات كبيرة على السودان وغينيا بيساو لحسم ست نقاط غالية في رحلة التأهل إلى دور الستة عشر من عمر البطولة وتجنب شبح الخروج المبكر من البطولة الكاميرونية.

__________________

المصدر: الأهرام المسائي

محمد أبوالعينين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى