فنونمقال رئيس التحريرمميز

معارض «السبوبة».. وثورة التمرد على قاعات الزمالك والمهندسين !!

بقلم:

د. محمود عبد الكريم عزالدين 

• من الأمور السلبية؛ انتشار معارض «السبوبة»، وتحكم الشللية فى مسألة العرض، وتنظيم المعارض.

• أعتقد أن الخروج بالأعمال التشكيلية إلى الشوارع، والحدائق، وبهو المتاحف، والأندية الرياضية، والقرى والنجوع الريفية.. عمل جيد ولا غبار عليه، لكن بشرط أن يكون الهدف الأساس، تركيز الاهتمام على القيمة الحقيقية للفنون التشكيلية، وليس مجرد الربح المادي.
• من الأمور الإيجابية، تمدد وتجدد أماكن العرض، بمعنى الخروج من «الجاليريهات» الفارهة والقاعات المكيفة، إلى القاعات البسيطة، والمناطق الشعبية والريفية؛ من أجل نشر الفن التشكيلي، وإضفاء الطابع الشعبوي عليه؛ لكونه رسالة ضد القبح، ولمسة جمال تتحدى الفوضى.

(1)- في هذا الصدد، ينبغي الإشادة بحرص بعض الفنانين التشكيليين على يكون لكل منهم «مرسم» في القرى المصرية، وخير مثال على هذا؛ المراسم المنتشرة في قرية تونس «سويسرا الشرق»، التابعة لمركز يوسف الصديق- محافظة الفيوم.

– في إطار الكلام عن نموذج «تونس المصرية»، لا يمكن أن نغفل دور الفنانة التشكيلية السويسرية الراحلة «إيفلين بوريه»، التي قامت بعمل دؤوب استمر عقوداً من الزمان.

– ويحسب للفنانة إيفلين- التي توفيت داخل القرية عن عمر ناهز 82 عاماً- حيث استقرت بها منذ أكثر من 50 عاماً- أنها أسست أول مدرسة لتعليم وتصنيع الخزف والفخار في المنطقة، وأسهمت في تحويل القرية إلى مقصد سياحي عالمي، ومركز إقليمي لصناعة وتصدير الخزف والفخار.

(2)- أيضاً هناك أكاديمية تعليم الفنون التشكيلية في «عزبة التونسي»- مركز مشتول السوق، بمحافظة الشرقية، التي يقف فنانوها الكبار والصغار على أبواب «العالمية».. وأخص بالذكر هنا جهود الفنان التشكيلي الأستاذ عبدالمنعم محفوظ.

(3)- نموذج مذهل أيضاً تمثله قرية كفر الطويلة- مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، والتي حول فنانوها حوائط البيوت إلى جداريات فنية رائعة لشخصيات شهيرة وملهمة؛ مثل اللاعب الدولي محمد صلاح وغيرهم، بالاضافة إلى رسومات لمناظر طبيعية رائعة.

(4)- ولا ننسى في دلتا النيل بمصر وتحديدا بمحافظة الشرقية، نموذج قرية القراموص بمركز أبو كبير (شمال شرق القاهرة)؛ فأهلها يحافظون على التقاليد العتيقة في زراعة ورق البردي الذي كان يستخدمه الفراعنة للكتابة، وهي حرفة قديمة تعتمد في الوقت الحالي على قطاع السياحة بشكل رئيس.. ومعلوم أن ورق البردي من الخامات المهمة لعدد كبير من الفنانين التشكيليين.

(5)- وثمة أمثلة متعددة، ونماذج متنوعة في محافظة الغربية، ومحافظة القليوبية، وعدد من محافظات الجمهورية.. هناك مثلاً قرية المعماري حسن فتحي بالأقصر.

(6)- لا يفوتني كذلك، التنويه بتبني الفنان والناقد التشكيلي المتميز الأستاذ عادل بنيامين Adel Benjamin – طوال مسيرته الفنية التي تتخطى حاجز الخمسين عاماً – فكرة ضرورة خروج الفن من القاعات المكيفة والصالات الأرستقراطية الفارهة، إلى الشارع المصري، والمرافق العامة.

¶¶= والخلاصة أن «منطق التمرد» على قاعات الزمالك والمهندسين، التي استأثرت- على مدى عشرات السنين- بالنصيب الأكبر من المعارض.. أمر إيجابي تماماً، لكن- كما أسلفت- ينبغي أن يكون الهدف التثقيفي والتنويري واضحاً وشاخصا، والرسالة السامية حاضرة وماثلة.
=======
د. محمود عبد الكريم عزالدين


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى