ملفات

الفجوة البحثية!! (د. شيماء قنديل-مصر)

تُعرف الفجوة بأنها ذلك الفراغ الموجود فى مكان ما، أما فى مجال البحث العلمى تُعرف الفجوة البحثية بأنها جانب معرفى لما يتم استكشافه بعد، أو سؤال غامض لم يتم الإجابة عليه فى مجال من مجالات البحث العلمى.. ولن ولم يتم سد هذه الفجوة ؛ إلا عن طريق البحث للإجابة عن السؤال الغامض.

تُعرف الفجوة البحثية بأنها قضية بحثية لم يتم التطرق إليها فى بحوث سابقه من قبل الباحثين، وتشكل نقصاً فى مجال ما، والمجتمع لديه معلومات محدودة عنها، ويقوم الباحث بإجراء بحث بهدف سد هذه الفجوة.

وهي مشكلة لم يوجد لها حل بعد، أو نقطة لم يتم اكتشافها، ودراستها، أو الخوض فيها فى مجال البحث العلمى. وهذا ما يدفع الباحث إلى دراسة الزاوية الدراسية الجديدة المرتبطة بإشكالية البحث ، والتي تعتبر كجزء منها.

كما يمكن تعريف الفجوة البحثية بالمجال الدراسي الذي لم تغطيه الدراسات السابقة، والذي تبقى المعلومات عنه محدود إلى حد ما، فيقوم أحد الباحثين العلميين الذين يمتلكون الامكانيات المعرفية، والمهارية ، والمالية بالقيام بدراسة تسد هذه الفجوة.

كما يمكن تعريفها بأنها “المشكلة البحثية التي لم تُكتشف بعد، ولم يصل بها إلى نتائج في مجال البحث العلمي الذي تنتمي إليه”.

تُمثل الفجوة البحثية نقطة البداية في البحث العلمى ، فيجب على الباحث عند اختياره لموضوع البحث (مشكلة البحث) ، أن يبرر اختياره ، وذلك من خلال بيان الفجوة البحثية التي سيقوم عمله البحثي في نهاية الأمر بمعالجتها .

ويمكن للباحث تحديد الفجوة البحثية من خلال توسيع القراءة فى مجال التخصص العلمى الذى ينتمى إليه، والإطلاع على البحوث والدراسات السابقة فى المجال، وخاصة البحوث الأخيرة فى مجال مشكلة البحث حيث يبدأ من حيث انتهى الآخرون ليوفر الوقت والجهد، وأن يوسع دائرة اطلاعه للبحوث الأجنبية ، والبحوث التى تهتم بتحديات ومشكلات المستقبل ، مما يسهل على الباحث تحديد الفجوة البحثية.

ما هى أهم سمات الفجوة البحثية؟

1. أن تكون الفجوة البحثية وفقا لمجال المشكلة البحثية المراد البحث فيها.

2. أن تعمل على إضافة علمية جديدة في البحث العلمي.

3. أن تكون قابلة للقياس للتوصل إلى حلول لها.

4. توفر للباحث العديد من الأفكار والإجراءات البحثية.

5. تحفز الباحث على القراءة والبحث في المجالات والدوريات.

6. أن تعرض بشكل واضح ومفهوم للقارئ.

أنواع الفجوات البحثية:

الفجوات البحثية لها العديد من الأنماط التى تختلف باختلاف مجال البحث ، والباحثين، والمؤلفين في مجال دراستهم حسب ما يرونه جديداً ، ومنها:

1. الفجوة المعرفية: ويقصد الفجوة التي تؤدي معالجتها إلى إضافة معرفة جديدة سواء في موضوع جديد لم يتم التطرق إليه سابقاً من قبل الباحثين، أو موضوع سبق بحثه .

2. الفجوة المعرفية المفهومية: وهى التي تبحث فى المفاهيم العلمية الجديدة ، والتى لم تغطيها الأبحاث السابقة المنتمية لنفس مجال البحث.

3. فجوة التناقضات: فجوة بحثية قائمة على مبدأ وجود موضوعات تم بحثها ولكن استنتاجاتها متناقضة منطقياً وتحتاج لبحث آخر .

4. الفجوة المنهجية: فجوة تتم معالجتها من خلال استخدام منهجيات جديدة لم يجري تطبيقها في الأبحاث العلمية السابقة المنتمية للمجال نفسه على عينة الدراسة أو مجتمع البحث في موضوع تم بحثه مسبقاً.

5. الفجوة التجريبية: الفجوة التي تؤدي معالجتها إلى التحقق من نتائج الأبحاث الأخرى تجريبياً وتقويمها.

6. الفجوة التحليلية: التي يمكن اعتبارها تطبيق عملي مبتكر للأدوات التحليلية، عن الادوات التي جرى تطبيقها في دراسات علمية سابقة مطبقة بالسياق ذاته.

7. الفجوة النظرية: تتم معالجة أوجه القصور في النظريات العلمية ، وتطبيق النظريات على القضايا البحثية لتوليد رؤى جديدة .

8. الفجوة التطبيقية: التي تكون عبر تطبيق استراتيجيات مبتكرة تتناول مشكلة بحثية تمت دراستها من خلال دراسات علمية سابقة.

9. الفجوة المعاينة: تعالج بإجراء بحث على عينات ، أو مجتمعات لم يتم تمثيلها ، أو بحثها بشكل كاف في موضوع تم بحثه مسبقاً.

10. الفجوة المكانية: وهى التى تهتم بإعادة دراسة مشكلة بحثية ، أو مجال بحثي معين على بيئة مكانية مختلفة عن البحوث السابقة.

11. الفجوة الزمانية: وهى التى تهتم بإعادة دراسة مشكلة بحثية ، أو مجال بحثي معين بعد مرور فترة من الزمن نظراً لأهميته فى مجال البحث العلمى.

تعتبر الفجوة البحثية فى مجال ما من أهم المشكلات البحثية التى يمكن دراستها ، والتى تتطلب اتخاذ قرار من الباحث بدراسة تلك الفجوة ، وتجميع كل المعلومات والبيانات المرتبطة بمشكلته البحثية بمنتهى الدقة، والتحليل ، والتركيز، بحيث يصيغها فى شكل واضح ومحدد ، ومفسر، حتى يستطيع القارئ مواصلة قراءة البحث بشغف ، والوصول إلى نتائجه .

ولكي يستطيع الباحث اتخاذ هذا القرار يجب أن يمتلك مقومات، وإمكانيات معرفية، ومهارية، ومالية تمكنه من القيام بالدراسة، والبحث لسد هذه الفجوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى