مقالات

دكتورة شيماء قنديل تكتب: التعلم من أجل الاقتصاد الأخضر

Learning for the Green Economy

الاقتصاد الأخضر هو أحد أوجه التنمية الاقتصادية التى تراعي البعد البيئي، وتؤكد على تحقيق التوازن بين ثلاث أبعاد هي: ( الاقتصاد، والمجتمع، والبيئة). وتستخدم كلمة الأخضر كاختزال لشئ يُمكن أن يُحسن من حالة البيئة بشكل ملحوظ، وقد تشير إلى المنتج، والصناعة والشركة، والعمل، والعملية أو المؤسة التى تحافظ على الطاقة والموارد، ويولد الطاقة النظيفة والمتجددة، ويقلل من النفايات، ويزيل المواد الخطرة، أو يُعيد البيئة، والتنوع البيولوجي.

ويُعرف الاقتصاد الأخضر بأنه الاقتصاد الذي يعمل على توفير الطاقة النظيفة ، وتحسين جودة البيئة من خلال تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ، وتقليل التأثير البيئي وتحسين استخدام الموارد الطبيعية، تضم عدة قطاعات اقتصادية ولا يقتصر الأمر على القدرة على توليد طاقة نظيفة فحسب، بل يشمل أيضًا التقنيات التي تمكن من عمليات الإنتاج الأنظف.

 

يعرف برنامج الأمم المتحدة United Nations Environment Program الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يؤدي إلى تحسين رفاهية الإنسان والمساواة الاجتماعية، مع الحد بشكل كبير من المخاطر البيئية وندرة الموارد البيئية، ومع ذلك فإن الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر يتطلب ظروف تمكين محددة تتكون من اللوائح والسياسات والدعم والموارد والحوافز والهياكل القانونية والتجارية الدولية وبروتوكولات المعونة والتجارة.

يعد الاقتصاد الأخضر وسيلة لتحقيق الاستدامة ، وليس بديلاً لها، والمقصود بالاستدامة القدرة على مواجهة حاجات الحاضر دون التضحية بقدرة أجيال المستقبل على الوفاء بحاجاتها، فهو اقتصاد صديق اجتماعياُ، وبيئياً يراعي الحاجة إلى استعادة الموارد الطبيعية، والمحافظه عليها ودعمها للحفاظ على العمليات البيئية (الأيكولوجية) ، وتقليل التلوث، والانبعاثات والنفايات التى تضر بالبيئة فى عملية الإنتاج؛ وتلك التى تؤد إلى استهلاك منتجات وخدمات لا تضر بالبيئة.

يهدف الاقتصاد الأخضر إلى تعزيز النمو الأخضر وتوليد فرص العمل، والقضاء على الفقر، توفير الأمن الغذائي، حماية الصحة من التلوث ، تعزيز أمن الطاقة والمياة، تحفيز الصناعة المستدامة، وأنماط الاستهلاك والإنتاج، والتصدى لتغير المناخ، وحماية النظم البيئية.

إن عملية الحفاظ علي البيئة، وضمان تواصل عملية التنمية تركز على عنصر مهم؛ هذا العنصر هو الفرد (المتعلم) ووعيه البيئي؛ فإذا توفر الوعي البيئي للفرد (المتعلم) ، فإنه يكون أكثر فاعلية من سن القوانين، والتشريعات، ويوفر الكثير من الجهد والمال.

لذا يتحمل التعليم مسئولية تنمية المواطن المسئول، وإعداد أفراد متعلمين تعليم مستدام. والمقصود بالتعليم المستدام هو التعليم الذى يُعلم الطلاب أساليب حياة تتسق مع الاستخدام العادل والمستدام لموارد الأرض، وذلك من خلال تعزيز الاتجاهات والمهارات والمعارف البيئية. ويختلف مفهوم التعليم المستدام عن مفهوم التعيلم عن البيئة الذى يركز على القضايا البيئية كحقائق ومفاهيم مجردة دون تكامل بين الجوانب البيئية والاجتماعية.

وبناءً على ذلك يمكن تطبيق التعليم المستدام من خلال اتباع بعض الاجراءات، ومنها:

تطوير المناهج الدراسية؛ لتبني مفاهيم التعليم الأخضر، والاستدامة، والاقتصاد الأخضر خاصة بعد اعتباره أحد المصادر والأنشطة صديقة البيئة.

دمج القضايا البيئية فى المناهج والمقررات الدراسية، وأنشطة خضراء صديقة للبيئة.

توفير بنية تحتية أكاديمية صديقة للبيئة هدفها التنمية البيئية والاقتصادية المستدامة.

نشر وتنمية قيم المحافظة على البيئة الخضراء، وتحقيق المواطنة الرقمية الخضراء من منظور تعليمي توعوي وديني.

توفير كوادر بشرية مدربه على تحقيق أهداف التعليم الأخضر ، والاقتصاد الأخضر انطلاقًا من تطبيق مفهوم الاستدامة داخل المنظومة التعليمية خاصة في ظل انتشار منصات تعليمية مجانية توفر للمعلمين والطلاب بيئة تعليمية آمنه في الاتصال والتعاون، وتبادل المحتوى التعليمي .

تفعيل وتشجيع مراكز البحث العلمي في مجال التعلم الأخضر بالمؤسسات الأكاديمية والجامعية.

إن الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر سيتطلب تغيرات فى سوق العمل، والحاجة إلى الوظائف الخضراء، تلك الوظائف التى تساعد على تقليل الآثار السلبية للبيئة، توفر الدعم للقطاعات الخضراء التى تشمل: الزراعة، والغابات، والصيد، والطاقة، والبناء، والنقل، والسياحة المستدامة، وإدارة النفايات، وإعادة تدويرها، والتى تؤدى فى النهاية لاستدامة بيئية، واقتصادية، واجتماعية للمشروع البيئي والاقتصاد ككل.

وبالتالي فهو یقدم حلولاً للتخفیف من البطالة ، وخاصة داخل الدول النامیة التی تشهد نمواً متسارعاً لفئة الشباب، کما یساعد الاقتصاد الأخضر على التخفیف من حدة الفقر خاصة فی المناطق الریفیة من خلال الحفاظ على الموارد الطبیعیة وحسن استثمارها، ومن خلال الإدارة السلیمة للموارد الطبیعیة وإیصالها مباشرة إلى الفقراء وتحقیق عدالة توزیع الموارد من خلال الاهتمام بمبدأ المساواة وتکافؤ الفرص.

المراجع:

جمال الدين، نجوى يوسف (2017م). التعلم من أجل الاقتصاد الأخضر والتحولات العالمية فى الاقتصاد والتعليم، مجلة العلوم التربوية، ع(4)، أكتوبر، ص ص (1: 44).

العفوان، نادية حسين يونس، مايخان، هيفاء عدنان (2021م). ثقافة الاقتصاد الأخضر لدى مدرسات علم الأحياء فى مدينة بغداد، كلية التربية للعلوم الصرفة، وزارة التربية والتعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى