يشهد العالم في الآونه الأخيرة تغيرات جذرية في النظام البيئي، فالبيئة تتعرض لظواهر عديدة، كالزلازل، والبراكين، والأعاصير، والأمطار، والجفاف، وكلها تؤدي إلى حدوث تغيرات ملحوظة علي سطح الكرة الأرضية، خاصةً تلك التي تحدث في الطقس والمنُاخ؛ ما أدي إلى حدوث التغير المُناخي.
ويُعرف التغير المنُاخي بأنه مجموعة التغيرات التي تحدث في مناخ كوكب الأرض خلال فترة زمنية طويلة متتابعة، يُعاني فيها الكوكب من زيادة معدل انبعاثت غازات الدفيئة؛ ما يؤدي إلي تغير شكل الحياة، وانقراض العديد من الكائنات الحية.
ومن أخطر وأبرز أسباب التغير المنُاخي ظاهرة التصحر Desertification وتقلص المساحات الخضراء، والغابات، والتي نتجت عن الزحف العمراني علي الأراضي الزراعية، و ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming، والتى سببتها ممارسات الإنسان، حيث يُسرف الإنسان في استهلاك الوقود (الفحم، والنفط) سواءً في المصانع، أو المناجم، أو المعامل، والأجهزة المنزلية الذي يُستخدم فيها غاز الكلورفلوروكربون Chlorofluorocarbon (CFC) ، فذرة واحدة من هذا الغاز كفيلة بتدمير مئتي ذرة من طبقة الأوزون Ozone ، التي تحمينا من أشعة الشمس الضارة.
تنبع خطورة التغيير المناخي في تأثيراته الكبيرة علي المدي البعيد علي جميع الأنظمة الحيوية الطبيعية؛ لذا أصبح التغير المناخى من القضايا المعقدة في القرن الحادى والعشرين، ومن أولى التحديات التي تواجه التنمية في العالم؛ وفى ضوء ذلك يبرز دور التعليم – فهو عنصر أساسي لمعالجة تغير المنُاخ-، كما تبرز أهمية التربية بصفة عامة، والتربية العلمية بصفه خاصة في تعزيز قدرات التصدي لتغير المناخ، والتکيف معه، وذلك من خلال:
تكوين الوعي بالتغيرات المناخية، والعلاقة بينها:
يتكون الوعي من ثلاثة مكونات أساسية، وهي:
1- المكون المعرفي: ويقصد به توفير المعلومات، والمعارف المتعلقة بالتغيرات المناخية.
2- المكون الوجداني: ويتمثل في تكوين الاتجاهات، والميول المتعلقة بالتغيرات المناخية.
3- المكون التطبيقي: ويتمثل في كيفية التصرف في المواقف الحياتية التى تواجه الفرد، والسلوكيات المتعلقة بالتغيرات المناخية.
توعية الطلاب بآثار التغيرات المنُاخية:
بشكل عام فإن توعية الطلاب بآثار التغيرات المنُاخية يتم من خلال: الأسرة، والمدرسة ممثلة فى المعلمين، والمناهج الدراسية، ووسائل الإعلام المختلفة (المرئية، والمسموعة)، ومؤسسات المجتمع المدني ( الأندية الثقافية، والجمعيات التطوعية).
دمج التربية البيئية في المناهج الدراسية:
وذلك من خلال قيام المعلم بربط الدراسة في مجال مادته بالبيئة للوصول بالطلاب إلي معرفة متكاملة عما يحيط به اجتماعياً، وبيئياً، وهو ما يتطلب جهد المعلم في طريقة التوجيه والتدريس. ومعاونة الطلاب في الكشف عن حقائق البيئة بنفسه، فتهيئ له الفرص لإشباع حاجته إلي النشاط الكشفي، واكتساب المعرفة الإيجابية. بالإضافة إلي إعداد برامج دراسية متكاملة للتربية البيئية.
وتعد مادة العلوم من أنسب المواد الدراسية التى تحقق الوعي البيئي، والمناخي، وذلك لكونها من أكثر المواد التي لها صلة بالبيئة، ومواضيعها، ومشكلاتها المختلفة. ورغم أهمية المناهج الدراسية في إكساب الوعي البيئي، والمناخي لدي الطلبة إلا أنها لا تحقق الأهداف المنشودة ما لم يتم استخدام طرق تدريس، وأساليب فعالة تُسهم في تنمية الوعي بالتغيرات المناخية بشكل جيد.
عقد دورات تدريبية للمعلمين لتحقيق الوعي البيئي بالتغيرات المناخية، وكيفية اكسابها للطلاب:
وذلك من خلال تدريب المعلمين علي أساليب، وطرق حديثة في التدريس تساهم في زيادة الوعي بالمخاطر البيئية، والتغيرات المناخية، ودمج القضايا البيئية المعاصرة في المناهج الدراسية، والمواقف الحياتية.
المعلم هو العنصر الحيوي الفعال في نجاح التربية البيئية، إذا تتميز دراسة البيئة بالإثارة، والدينامية، والإجابات الواقعية لمشاكل يلمسها الطالب، الأمر الذى يحدد دور المعلم بدور الباعث لدينامية الطلاب والمنظم لها، فكلما كان تفاعل الطلاب إيجابياً مع موضوعات الدراسة كان المعلم ناجحاً، وكانت الدراسة مثمرة.
فمافهيم البيئة لا تلقن بل تنمو آثارها نمو أساسه الإحساس بقيمة البيئة، ومكوناتها، ويمكن للمعلم أن يستعين ببرامج الأذاعة والتلفزيون.
دعوة العاملين في مشروعات البيئية، والوعي بالمخاطر البيئية لإلقاء الأحاديث:
إن دعوة العاملين في مشروعات البيئة لإلقاء الأحاديث، يوفر الفرص للطلاب للحصول علي معلومات مفيدة، لا يمكن لمعلم الفصل تقديمها بنفس الصورة التى يقدمها المختص.
ومن شروط الأحاديث الجيدة ما يلي:
– أن يتناول موضوعًا ما يجذب انتباه الطلاب إلي البيئة.
– أن يبدأ الموضوع عادة بمقدمة مثيرة كمشكلة، أو مقارنة بين سلوكين.
– أن تكون نقاط الحديث مرتبة ومنسقة مع توضيح العلاقة بين الأفكار، وتكون الأفكار متماسكة تنتهي إلي نتيجة محدودة.
– أن يستخدم في الحديث كلمات مألوفة للطلاب.
– أن يوضح مدلول الألفاظ الجديدة باستعمال وسائل سمعية، وبصرية، وتشبيهات، وإحصائيات، ووصف ومقارنة.
طرح بعض الأنشطة الدراسية المرتبطة بالبيئة في المدرسة ، ومن أمثلة هذه الأنشطة جمع عينات، وعمل متحف للمدرسة:
حيث أن جمع عينات من البيئة وبخاصةً العينات النباتية، والحيوانية، وإحضارها إلي المدرسة يُشكل نشاط ممتع للطلاب، ويثير حماسهم، كما يكون عاملاً مهما لنشر الثقافة البيئية بين الطلاب، بالإضافة أنه يعلم الطلاب حسن التنظيم، والترتيب، والعرض، والتعاون، واكتساب المهارات اليدوية، والفنية.
المراجع:
صالح، آيات حسن، سعودي، مني عبد الهادي (2017). فاعلية وحدة مقترحة في التغيرات المناخية قائمة علي مدخل الدراسات البينية لتنمية مهارات حل المشكلات في مادة العلوم لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية، ع18، ج4، ص ص 309 : 330.
البولشية، مريم بنت يوسف بن حسن (2013). أثر استخدام الفيس بوك في تنمية الوعي بالتغيرات المناخية لدى طلبة الصف العاشر الأساسي واتجاهاتهم نحو استخدامه في التعليم، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة السلطان قابوس.
الميهي، رجب السيد، نجله، عنايات محمود (2006). تعليم العلوم حاضراً ومستقبلاً، دار الأقصي للطباعة.