مقالات

الخبير التربوي د. تامر شوقي يكتب: المدرسة ودورها الغائب في تنمية شخصية التلميذ !!

   تحتل الفضائل والقوى الإيجابية في الشخصية أهمية كبيرة فى كافة مناحي الحياة سواء  داخل الأسرة، أو فى المدرسة، أو فى مجال العمل، أو فى المجتمع الأكبر،  كما أنها تمثل عنصرا جوهريا فى النمو الإنسانى الإيجابي طوال الحياة، وهي محل اهتمام الآباء، والمربيين، والفلاسفة، والعلماء على مدى التاريخ، وهي ما يحاول الآباء غرسه فى أطفالهم، وما يحاول المعلمون تنميته في تلاميذهم، لما لها من إسهام إيجابي في تحقيق السعادة على المستويين الشخصي، والمجتمعي.

وفي الفترة الأخيرة انحصر الدور التربوي للمدرسة، واقتصر دورها – بشكل حصري- علي إكساب  التلاميذ المعلومات والمعارف والمهارات الذهنية،وقل اهتمامها  بإكسابهم الفضائل والقوى الإيجابية في شخصية التلميذ، وهو ما يفسر انتشار المشكلات الأخلاقية  في المجتمع مثل جرائم التحرش الجنسي، والقتل، والسرقة وغيرها.

 

 والمدرسة- بالإضافة إلى كونها  المسؤولة عن دعم التميز الأكاديمى-  فهي أيضاً مؤسسات مثالية  لتنمية الشخصية  والأخلاق، ويجب أن تتضمن أكثر من تدريس المعارف والعلوم، بحيث يكون لها أهداف أخلاقية، وأن تتبنى الممارسات التى تبني الشخصية.

وباعتبار أن أحد أهداف التعليم هو التشجيع على الحياة الجيدة، فإن التعليم الرسمي يجب أن يهتم إلى جانب تنمية الجوانب المعرفية لدى التلميذ، بتنمية الفضائل والقوى الإيجابية في الشخصية المتصلة بالجوانب الوجدانية من أجل تحقيق نمو شخصية التلميذ بشكل متوازن.

 

ويتفق علماء النفس وفلاسفة الأخلاق علي وجود ست فضائل أساسية وهيفضيلة المعرفة، وفضيلة الحكمة، وفضيلة الشجاعة، وفضيلة الحب والإنسانية، وفضيلة العدالة، وفضيلة الزهد، وفضيلة التسامي،  وتعبر هذه الفضائل عن نفسها – في الحياة – من خلال مدى واسع من القوى الإيجابية في الشخصية.

أولاً: فضيلة الحكمة والمعرفة: وتتضمن القوى النفسية العقلية التي يستخدمها الأفراد في اكتساب المعارف، وتوظيفها، وهي تتضمن قوى شخصية إيجابية مثل: (الإبداع، وحب الاستطلاع، والتفتح الذهني، والتفكير الناقد، وحب التعلم، وبعد النظر).

ثانياً: فضيلة الشجاعة:وتتضمن القوى النفسية الانفعالية التي تشمل دعم إرادة  التلميذ  لتحقيق ما يسعى إليه من أهداف فى مواجهة العوائق المختلفة سواء كانت خارجية أو داخلية،وهي تتضمن قوى شخصية إيجابية مثل: (الجرأة، أو البسالة، والمثابرة، والنزاهة أو الصدق، والحماسة أو النشاط).

 

ثالثاً: فضيلة الحب والإنساني: وتتضمن القوى النفسية ذات الصلة بميل التلميذ إلى تكوين صداقات وعلاقات إيجابية مع الآخرين وهي تتضمن قوى شخصية إيجابية مثل: ِ(الحب / المودة، والعطف أو الإيثار، والذكاء الاجتماعي، والذكاء الانفعالي).

رابعاً: فضيلة العدالة: وهي القوى النفسية والتي تكفل تحقيق مجتمع يتصف بالعدالة والمساواة  الصحية،وهي تتضمن قوى شخصية إيجابية مثل: (حب العمل في فريق، والمواطنة، والمسئولية الاجتماعية، والمساواة أو العدل).

خامساً: فضيلة الزهد أو الاعتدال: وتشمل القوى النفسية التي تقي التلميذ من الإفراط في أي شيء، وتتضمن قوى شخصية إيجابية مثل: (التسامح  أو العفو، والتواضع، والتعقل أو التريث، وضبط الذات).

سادساً: فضيلة التسامي: وتشمل القوى النفسية التي تكفل معرفة التلميذ الغرض الأسمى من الحياة، وتساعده في تحقيق التوافق، وتتضمن قوى شخصية إيجابية مثل: (تقدير الجمال، والاعتراف بالجميل أو العرفان والأمل أو التفاؤل، والحس الفكاهي أو روح المرح، والتدين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى