مقالات

أحمد نور الدين يكتب: صراطي.. سيرة ذاتية

إن لكل إنسان صراطا يسير عليه.. قد يفلح فيه أو يخيب.. قد يخطئ فيه أو يصيب.. قد يحيا بعده وإن مات.. وقد يموت فيه ولو مازال حيا.

بهذه الكلمات الموجزة، صدَّر الدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوي؛ المشرف على فرع جامعة طيبة بمحافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، عميد كلية العلوم والآداب.. أستاذ مشارك مناهج الحاسب الآلى بكلية التربية جامعة طيبة السعودية.. غلاف كتابه البديع الماتع «صراطي.. سيرة ذاتية».

شرفت بلقاء الدكتور سالم بن عبدالرحمن البِلْوي في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.. احتفالا باليوم العالمي للغتنا العربية.. فأهداني كتابه الماتع..الذى حوى فيه خلاصة فكره وحياته، بإبداع متقن.. وبلاغة جزلة.. ومعان وكلمات راقية.. متحدثا عن سيرته الذاتية.. وكيف أن كينونة الإنسان تأتي من أصله وجذوره ونشأته.. وهو نفسه سيكون سلفا لخلف آخر.. ربما يحذو حذوه.. ويقتدى بسيرته.

عبر 244 صفحة من القطع المتوسط.. أبدع الدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوى، فى سرد سيرته الذاتية وقبيلته ونشأته ومجتمعه العربي المحافظ.. بل والمجتمع الأمريكي.. مشيرا إلى أن غايته من كتابه ليس فقط إحساسه بالمسؤولية تجاه أبنائه الطلاب في نقل التجارب والخبرات التي اكتسبها عبر سنين.. بل إن غايته الكبرى، بعث رسالة عرفان لولده- رحمه الله- محاولا إيفاءه حقه الذي لن يستطيع إليه سبيلا.

يضم الكتاب ثلاثة أقسام.. فتحت عنوان (في حياة والدى رحمه الله)، يأتى القسم الأول.. حاويا سيرة موضوعية لأصحاب حق وحقوقغايتها نسب الفضل لأهله .. فكانت سيرة للأجداد والآباء ولكل من له أياد بيضاء في وعيه وسعيه على الصراط.. فيذكر فيه «الخلائف والصراط».. صراط السلف.. صراطي مع والدى.. أمي قمة صراطي وأساسه.. وغيرها.

وحمل القسم الثاني من الكتاب، عنوان «سيرتي الذاتية».. وفيه قدم الدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوى عددا من العناوين.. منها: طفولة شابة.. طفل تأبى..بناء وأبناء..الطريق إلى أمريكا..عمل وأمل..صعاب الغربة ..الإنفراجة ..وغيرها من مكنونات سيرته الذاتية التى أباح لنا عنها بكلماته البديعة.

وفى القسم الثالث «شهادة الزملاء ومشاركاتهم».. يحوي سيرة ذاتية “غيريَّة” بعيدة عن الذات والأنا.. صيغت بأقلام أساتذة وزملاء ورفقاء درب له.. ما زالوا شهودا على العصر ومستجداته.. بالرغم من اختلاف مشاربهم وتجاربهم وجنسياتهم.. واختلاف الزمان .. وتنوع المكان.. وتعدد الأحداث التى عايشوها وعاصروها معه.

تضمن هذا القسم عددا من العناوين التى تدل بيقين على قدر الدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوى الإنسانية والخُلقية والعلمية، ومنها: القلوب الكبيرة- العصامية والتميز.. الإنسانية والعلم.. مجموعة إنسان..عقلية علمية تؤمن بالشورى..أحببته قبل أن ألتقيه.. مسيرة كفاح وخدمة وطن.

وفي نهاية الكتاب، يختم الكاتب الأديب الأريب الدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوى برسالة إلى والده –رحمه الله- وكيف أنه كان له القدوة الأولى.. ونبراس عزه الذى ينير دربه.. بمكرمة الصمود التى علمها له.. متحديا بها في مواجهة معترك الحياة.

صفوة ومجمل القول؛ أن الكتاب واحة لغوية.. إبداعية.. ماتعة.. سطرها كاتبه ومؤلفه بأسلوب سلس رائق.. يأخذك فى عفوية إلى أن تتم قراءته.. مستمتعا عبر كلماته ومواقفه وأحداثه.

والحق أشهد أن الدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوى قد صدَّر لنا تحفة لغوية.. تراثية.. ثقافية.. من تجارب.. وأحداث.. ومواقف.. ورجال.. كما أنه يتمتع بقريحة لغوية.. سهلة.. جميلة.. بديعة.. على الرغم من أن تخصصه الأساسي الأصلى مادة الرياضيات والحاسب الآلى.. ولم لا وهو ابن قبيلة «بِلْي» القضاعية.. حلفاء الأنصار.. تلك القبيلة المباركة.. الطيبة.. التى ناصرت نبينا الحبيب –صلى الله عليه وسلم- فى بدر –أولى غزواته- وكذلك فى عهد الخلفاء ومن بعدهم .. كانت أياد بيضاء مشرقة ومشرفة فى الفتوحات الإسلامية.. ونزل أكثرهم مصر.. وكثير منهم من صحابة رسول الله–صلى الله عليه وسلم-.. وشهدوا أحداث عزة الإسلام ونصرته.

تحية إعزاز وتقدير واجبة للدكتور سالم بن عبد الرحمن البِلْوي على هذا الإصدار الذى يعد إضافة جد مهمة للمكتبة العربية عامة.. وكتب السيرة خاصة.. وشكرا وإعزازا واجبين على هديته الثقافية الثمينة –كتاب [صراطي.. سيرة ذاتية].. وأدام الله عليه التوفيق والإبداع .. وبارك فيه وفى قبيلة «بِلْي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى