مقالات

بلد الفخايدة !!   (بقلم: منى فؤاد- مصر)

إحنا نعري نفسنا ونعمل كيرڨي ونتصور صور تستفز الرجولة آه؛ لكن حد يعرينا ومعاها تتعرى الرجولة لأ.. ما بين تعرية سيدة الكرم وتعرية الرجولة قصة عشق ممنوع؛ أو جايز إشاعة حب والله أعلم؛ لأنه مش ده الموضوع؛ مع إنه السبب.

استفزتنا فخاد سلمي الشيمي، ولم تستفزنا فخاد سعاد ثابت السيدة المُسنة؛ أصل إحنا رجالة بلدنا ليهم اختيارات غريبة في الافخاد؛ فكلما زاد قطر الفخد كلما زادت الحمية والرجولة “وانتصب” الشنب ونط الدم في عروقه، وكرامته بقى فيها واوا؛ بصراحة عنده حق البت صاااروخ ومن حقهم يغيروا علي حريم بلدهم، واللي يرش حريمنا بالمية نرشه بالدم؛ رجالة بقى وكدهون، وشنابتهم بتوجعهم؛ اسم الله عليهم فخر بلدنا يحميهم من العين.

كلما نظرت علي الرجولة في بلدنا وجدت بها عوار شديد؛ مابين الكرامة والشرف اللي طافحين علي الفيس بوك في العام، ومابين التحرش اللفظي والعلاقات الغير مشروعة علي الخاص؛ ناهيكم عما يفعله الشباب من تحرشات فعلية على قارعة الطريق

الشاب من دول يركب مواصلة زحمة ويقف ورا واحده ويلزق فيها بكل وقاحة و بدون خجل، ويروح بيتهم بكل وقاحة برضه يفتح الفيس بوك وينتصب شنبه زي ما كان منتصب وهو بيتحرش بالبت في المواصلات؛ شنابات عندها دم وإحساس بقى، ويكتب عن طريقة عمل الرجولة ومقاديرها.. يا حركاته يا تكاته!!

أنا لا أعمم طبعا أنا بقصد الرجالة اللي شنباتها منتصبة ورجولتها فايره عليها زيادة عن اللزوم، واللي كل شوية يكتب علي صفحته “كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة”

على رأي برنارد شو لما قال : “كلً يتحدث عما ينقُصهُ”

تم الحكم ببرأة الثلاثة نسوان اللي عروا الرجولة.

أنا لا اشكك في القضاء المصري؛ فالقضاء يتعامل مع أوراق ومستندات وده مش موضوع المقال علشان ميبقاش سبب لجدال عقيم.

انتفضت بلد الفخايدة لحكم البراءة للنسوان المتهمات بتعرية الراجل بنت ثابت ذات السبعين عامًا؛ حتى إنك تقرأ التعليقات علي حكم القضاء وتشعر وكأنك في بلد تعج بالرجولة المبكرة علي بكرة أبيها، وتتعجب!!

كيف لهذه الرجولة المكتوبه علي مواقع التواصل تقوم بتعرية امرأة؟

كيف نتقمص أدوار الجاني والمجني عليه، والراشي والمرتشي، والقاتل والمقتول، والزاني والعفيف، والحرامي والشريف؟

كيف لكم ان تكونوا متحرشين وفي نفس ذات الوقت تدافعون عن سيدة جردتوها من ملابسها؟

كيف وبمنتهى الفُجر تنتقدون الأعمال الدرامية التي تمثلكم بالفعل من بلطجة وعشوائية وأخلاق تصل الي حد الصرف الصحي؟

اكتب هذا وقلبي يعتصر علي بلد الفخايدة !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى