مقالات

 العقل الموسوعي   (د. شيماء قنديل- مصر)

العقل هو ما يجعل الشيء يملك وعيًا ذاتيًا وقصدية نحو بيئته، يفهم ويستجيب للمثيرات من حوله بنوع من الوساطة، كما أنه يتضمن التفكير والشعور، فالعقل يميز الصّواب والخطأ والنّافع والضّار، والإنسان العاقل هو الإنسان الذي يستطيع أن يميّز بين ما هو صواب وحقّ أو ما هو عكس ذلك؛ بسبب أنّ العقل يزوّد الإنسان بالأسباب والأدوات التي تؤدّي إلى إدراك الأمور والقضايا وتمييزها وتحليلها واختيار الأصوب والأصحّ بينها وترجيحه.

 

بدايةً أحب أن أميز بين مفهومين، قد يسبب الخلط لدي البعض، وهما الدماغ، العقل، فما هو الفرق بينهما؟

الدماغ هو الجزء المادي في الإنسان، وهو العضو المسئول عن العمليات الحيوية في الجسم، وهو يتلقي أوامره من العقل، أما العقل فهو الجزء المعنوي الإدراكي.

ويعرف العقل بأنه مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة، التفكير، الحكم، اللغة والذاكرة. هو غالبًا ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية. يملك العقل القدرة على التخيل، التمييز، والتقدير، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والانفعالات، مؤديًا إلى مواقف وأفعال.

العقل الواعي يتكوَّن من جزأين، هما الاستقراء والاستنتاج؛ والتفكير الاستقرائي مرتبط بعمليات التحليل والحكم والاختيار، وعملية التفكير تعبر عن العقل الواعي، كما أنها تستخدم الوظائف الاستنتاجية التي تبعد عن التفكير.

أما العقل اللاواعي (العقل الباطن) فيتعامل فقط مع الاستنتاج ولا يرتبط بالتفكير، فهو يقبل ببساطة الأفكار أو المقدمات المنطقية، ثم يضع نتيجة، ولا يهتم إذا كانت النتيجة صائبة أو خاطئة، وتعمل وظائفه بشكل استنتاجي عبر التنويم المغناطيسي.

وبصورة عامة، القوى العقلية هي الوظائف العديدة للعقل، أو الأشياء التي يستطيع العقل «القيام» بها.

ما هو العقل الموسوعي؟

هو العقل الذي يسعي دائماً إلي المعرفة بشكل عام، عنده نهم وشغف للتعلم عن كل جديد في مجالات محتلفة.

يحتاح عقل الإنسان إلي التدريب المستمر لكي ينمو ويتطور، ويتحسن أدائه ويصبح عقل موسوعي، وذلك من خلال عدد من الممارسات التي تساهم في نموه وجعله عقل مرن وموسوعي، ومنها: التدريب علي فك الألغاز، والألعاب الذهنية الرياضية، ممارسة التأمل، قراءة الكتب والقصص، المحافظة علي اتباع نظام غذائي متوازن.

يُعرف المثقف الموسوعي بأنه الشخص واسع المعرفة والاطلاع في مجالات متعددة، لكن أغلب الباحثين يرون أن الشخص لا يوصف بأنه موسوعي إلا إذا حصل على إشادة رسمية في مجالين على الأقل لا علاقة لهما ببعضهما.

المعرفة الموسوعية لا تعني العلم بكل شيء، ولكن أن تملك معرفة جيدة ومبدئية في مجالات مختلفة، ولكي تصبح شخصاً مطلعاً موسوعياً، هذا لا يحتاج دراسة أكاديمية تخصصية؛ وإنما يحتاج قراءة مستمرة متوسعة في مختلف المجالات مع حضور ندوات ودورات في عدة تخصصات، ومصاحبة أهل المعارف ومناقشتهم وحضور مناظراتهم وغيرها.

هناك وجهة نظر أخري تري أنه لا جدوي من أن تعرف الكثير في مجالات مختلفة ، وأن هذا سيؤدي للتشتت هنا وهناك، وأن المتخصص في مجال ما يمكنه أن يكون موسوعياً في مجاله؛ وذلك من خلال تحديد تخصصه، وتعمقه فيه وتعلمه وقرآته الموسعه في مواضيع أخري حول مجال تخصصه.

كيف تصبح شخصًا ذا عقل موسوعي؟

لكي تصبح شحص ذو عقل موسوعي يجب عليك أن تكون واسع المعرفة ، دائم الاطلاع في عديد من المجالات؛ ولكي تبدأ أولي خطواتك نحو المعرفة والاطلاع حاول أن تجد قدوة تتخذها مثل أعلي لك ؛ ولكن أحسن الاختيار بما يتناسب مع أهدافك. حاول أن تقرأ كثيراً عن هذه القدوة لتصل إلي نقاط قوته وكيف وصل لهذه الدرجة من النضج والنمو ليجعله قدوة لغيره، حاول أن تتبع خطاه، حاول وافشل وكرر المحاولة حتي تصل للنجاح.

هناك مقولة شخصية دائماً وأبداً أحب أن أضعها في اعتباري لكي أحسن من نفسي دائماً: “لا تقل أني أعرف كل شئ ، أو أنا لا أعرف شيء، ولكن اعرف شئ عن كل شئ أفضل من عدم المعرفة”.

دائماً وأبداً يجب علي الفرد الواعي المثقف أن يطور من نفسه ، ويصلح من شأنه بشكل دوري، ومستمر، لا يقف عند نقطة، ولا يحكمه حد في المعرفة ، يجب أن يطلق العنان لنفسه وأفكاره وأن يُعلي سقف طموحاته في المعرفة والتعلم ، فالعلم سلاح تنهض به الأمم وبغير العلم لا تقوم لنا قامة.

المراجع:

https://a5dr.com/bookidea

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى