مقالات

المستوطنات اليهودية .. تاريخها وأهدافها

   إعداد- آية الهنداوي

المستوطنات اليهودية في فلسطين هي مناطق سكنية أنشأتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، مثل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة (حتى الإنسحاب الإسرائيلي منه عام 2005)، وهضبة الجولان السورية.

وتُعد هذه المستوطنات جزءًا من السياسات الإسرائيلية الرامية إلى توسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

تاريخ المستوطنات

بدأت حركة الاستيطان اليهودي منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، خاصةً مع موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين قبل تأسيس إسرائيل عام 1948 بعد حرب 1967 واحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والجولان، بدأت إسرائيل بتكثيف بناء المستوطنات ، وتعتبر معظم هذه المستوطنات غير شرعية وفقًا للقانون الدولي، حيث أن اتفاقية جنيف الرابعة تمنع دولة الإحتلال من نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة.

أهداف ودوافع الاستيطان

أهداف الاستيطان متعددة، ومنها:

1. السيطرة الأمنية: حيث تتركز المستوطنات غالبًا في مناطق إستراتيجية مثل قمم التلال.

2. الأيديولوجية الدينية: يرى بعض الإسرائيليين أن الضفة الغربية (التي يسميها بعض الإسرائيليين “يهودا والسامرة) جزء من “أرض إسرائيل التاريخية”.

3. الأهداف السياسية: بناء المستوطنات يجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً، وبالتالي يعقد المفاوضات حول حل الدولتين.

4. المكاسب الاقتصادية: حيث تقدم الحكومة الإسرائيلية حوافز إقتصادية وإعفاءات ضريبية لليهود للعيش في المستوطنات.

* الوضع القانوني والدولي

تُجمع غالبية الدول على اعتبار المستوطنات غير شرعية، وترى فيها انتهاكًا للقانون الدولي وعرقلة للسلام ، وقد صدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدة قرارات تدين الإستيطان، منها القرار 242 و338 وقرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية إنشاء المستوطنات.

أثر المستوطنات على الشعب الفلسطيني

مصادرة الأراضي: تُبنى المستوطنات على أراضٍ فلسطينية، مما يؤدي إلى مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.

تقييد الحركة: تُحيط المستوطنات بالحواجز والطرق الإلتفافية التي تقيّد حركة الفلسطينيين.

العنف ضد الفلسطينيين: تتعرض القرى الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات لإعتداءات المستوطنين اليهود من قطع أشجار الزيتون إلى الإعتداءات الجسدية.

الاستيطان والسلام

يؤثر الاستيطان بشكل كبير على عملية السلام لأنه يُنظر إليه كعقبة رئيسية أمام إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ويعزز التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حل دائم.

•• كما أري أيضاً أن بناء المستوطنات يؤدي إلى تشريد الفلسطينيين من أراضيهم، ويعيق إمكانية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة لأن المستوطنات تشكل جزءا من سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تهويد الأراضي الفلسطينية.

وختاماً ، فإن المعارضة لبناء المستوطنات اليهودية في فلسطين تشمل مجموعة من الأبعاد القانونية، الأخلاقية، السياسية والإنسانية، ويعد هذا الموضوع محط جدل مستمر على الساحة الدولية.


(*) مدرس مساعد الدراسات اليهودية – كلية الآداب – جامعة المنصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى