أَرى الطلاسِمَ بينَ الماءِ تَـسـقـيني
وتـقـرأيـنَ الخـبـايا في فَـناجـيـني
”
هلْ فيكِ ظَنٌ بأَن أَسـلوكِ سيـدَتي
أَم أَنَّ قـلـبَـكِ في وهـمٍ وتَـخـمـينِ
”
دعي البُخورَ وكوني اليومَ واثـقةً
بأَنَّ حُـسنَكِ دونَ الخَـلقِ يُـغريني
”
وإنَّ صوتَكِ يا ورقاءَ لو صَـدَحَتْ
منهُ اللُحونُ فعَزفُ الخِلِّ يُشجيني
”
عـاهَـدتُ نفـسيَ والأَيامُ تَـشهدُ لي
بـأَنَّ حُـبـكِ يَجـري في شـرايـيني
”
فصرتُ أَشكو من السِحرَينِ فاتِنتي
سِـحـرِ العـيونِ وأَسـحارِ الشياطينِ
”
أَدري بأَنَّـكِ تَغـتـاظـيـنَ في وَجـعٍ
لو صادَفَتني النسا من غيرِ تَهوينِ
”
وتـرتَـجـيـنَ حـيـاةً لاانـفـتـاحَ بـها
نَـعيشُـها وسطَ كـهـفٍ كالمساجينِ
”
تَحـرَّري من قـيودِ الشكِّ والتَزمي
منابعَ الخـيرِ فالاخلاصُ من ديني
”
والـحُـبُّ يَـبـقى نـقيّـاً والـوفـاءُ بهِ
يُـبـدي القـلـوبَ جَـلـيّاً دونَ تَلـوينِ
”
لو كانَ بالسِـحرِ حَقٌ واضحُ لَذَوَتْ
عَـصـا الـكـليـمِ بِـجَـمـعٍ لـلثَـعابـينِ
”
وقد علِـمنـا بمـا مـن ساحرٍ حَشَدوا
لـكـنَّ ربَّـكِ عَـدلٌ في الـمــوازيـنِ
”
فَلـتَـتركي باطِلَ الأَعمالِ والتَمسي
سـيولَ عِشـقٍ تُـنـادي في دواويني
”
هلْ كانَ ذَنباً بأَنْ أَحبَـبتُ سـاحـرةً
حتّى أَعيشَ بوهـنٍ مـثـلَ مَطعـونِ
”
أَم أَنَّ صَـفـوَ جـمـالٍ لاشَـبـيـهَ لـهُ
قَد غِصتُ فيـهِ بأَثوابِ المَـجـانيـنِ
”
مَـتى أُعـالِـجُ جُـرحاً لاســكـونَ لـهُ
وجَمرةُ الشـوقِ واللوعاتُ تكـويني
”
تـأَمَّـلي حـالتـي ماعُـدتُ أَعـرِفُـني
غَدَوتُ أُصرَعُ بينَ الحينِ والحينِ
”
لَواعـجُ العشـقِ تَطفو فوقَ خافِقتي
وغُربَتي عـنكِ ليسَـت في قوانيني
”
لـكـنَّ حُـبَّـكِ في الـلُـقـيا نَطَقْـتِ بهِ
بِصامتٍ من كـلامِ العَـينِ مَـدفـونِ
”
وعـشـقُـنا تـرتـمي كالـريحِ بذرَتُـهُ
وتُنـبـتُ الـوَردَ في أَحـلى الأَفانيـنِ
”
فَعُدتُ أَبحثُ عن عِطرٍ يُصاحِبُني
لرحلةِ الشِعرِ في وادي الفراعـينِ
__________________
محمود الجميلي