أدب وثقافة

 الساحرة الحسناء  (بقلم: محمود الجميلي)

أَرى الطلاسِمَ بينَ الماءِ تَـسـقـيني
وتـقـرأيـنَ الخـبـايا في فَـناجـيـني

هلْ فيكِ ظَنٌ بأَن أَسـلوكِ سيـدَتي
أَم أَنَّ قـلـبَـكِ في وهـمٍ وتَـخـمـينِ

دعي البُخورَ وكوني اليومَ واثـقةً
بأَنَّ حُـسنَكِ دونَ الخَـلقِ يُـغريني

وإنَّ صوتَكِ يا ورقاءَ لو صَـدَحَتْ
منهُ اللُحونُ فعَزفُ الخِلِّ يُشجيني

عـاهَـدتُ نفـسيَ والأَيامُ تَـشهدُ لي
بـأَنَّ حُـبـكِ يَجـري في شـرايـيني

فصرتُ أَشكو من السِحرَينِ فاتِنتي
سِـحـرِ العـيونِ وأَسـحارِ الشياطينِ

أَدري بأَنَّـكِ تَغـتـاظـيـنَ في وَجـعٍ
لو صادَفَتني النسا من غيرِ تَهوينِ

وتـرتَـجـيـنَ حـيـاةً لاانـفـتـاحَ بـها
نَـعيشُـها وسطَ كـهـفٍ كالمساجينِ

تَحـرَّري من قـيودِ الشكِّ والتَزمي
منابعَ الخـيرِ فالاخلاصُ من ديني

والـحُـبُّ يَـبـقى نـقيّـاً والـوفـاءُ بهِ
يُـبـدي القـلـوبَ جَـلـيّاً دونَ تَلـوينِ

لو كانَ بالسِـحرِ حَقٌ واضحُ لَذَوَتْ
عَـصـا الـكـليـمِ بِـجَـمـعٍ لـلثَـعابـينِ

وقد علِـمنـا بمـا مـن ساحرٍ حَشَدوا
لـكـنَّ ربَّـكِ عَـدلٌ في الـمــوازيـنِ

فَلـتَـتركي باطِلَ الأَعمالِ والتَمسي
سـيولَ عِشـقٍ تُـنـادي في دواويني

هلْ كانَ ذَنباً بأَنْ أَحبَـبتُ سـاحـرةً
حتّى أَعيشَ بوهـنٍ مـثـلَ مَطعـونِ

أَم أَنَّ صَـفـوَ جـمـالٍ لاشَـبـيـهَ لـهُ
قَد غِصتُ فيـهِ بأَثوابِ المَـجـانيـنِ

مَـتى أُعـالِـجُ جُـرحاً لاســكـونَ لـهُ
وجَمرةُ الشـوقِ واللوعاتُ تكـويني

تـأَمَّـلي حـالتـي ماعُـدتُ أَعـرِفُـني
غَدَوتُ أُصرَعُ بينَ الحينِ والحينِ

لَواعـجُ العشـقِ تَطفو فوقَ خافِقتي
وغُربَتي عـنكِ ليسَـت في قوانيني

لـكـنَّ حُـبَّـكِ في الـلُـقـيا نَطَقْـتِ بهِ
بِصامتٍ من كـلامِ العَـينِ مَـدفـونِ

وعـشـقُـنا تـرتـمي كالـريحِ بذرَتُـهُ
وتُنـبـتُ الـوَردَ في أَحـلى الأَفانيـنِ

فَعُدتُ أَبحثُ عن عِطرٍ يُصاحِبُني
لرحلةِ الشِعرِ في وادي الفراعـينِ
__________________
محمود الجميلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى