أدب وثقافة

أمَّا بعد (بقلم: الشاعر حسن منصور)

أنا لا تَقــولُ سِــياسَةً أشْــعــــاري || أوْ تَـعْـــتَـني بِـنَـجـــاسَةِ الأقْـــذارِ

لكـنَّ حَـقّي أنْ أذودَ عنِ الحِــمــى || وَأرُدَّ عــنْهُ مَـكــائِــدَ الأشْــــــرار
إنْ كـنْتُ لسْتُ مُـقــاتِلاً بِسِلاحِــهِ || أوْ ثائِــراً يَجْـــري مـــعَ الثُّـــــوّار
فَـمِـنَ الكــلامِ قَــذائِـفٌ لا تَـنْـتَهي || غَــضَـبٌ تَفـــورُ بِنـارِهِ أشْعــاري
(والحَــربُ أوَّلُهـا الكـلامُ) وَإنَّـمـا || يَتْــلــوهُ حَـسْـمُ الصّـارِمِ البَـتّــــــار
ماذا ـ أنا الإنْسانُ ـ أصْـنَعُ إنْ أَتى || لِـــصٌّ يُـداهِــمُـني وَيَسْــرِقُ داري
والكائـنــاتُ جَـمـيعُـها لا تَـنْـثَــني || عــنْ دفْـعِ شَــرِّ المُعْــتدي الغَـــدّار
وضَعــيفُــهـا في دارِهِ أسَــدٌ يَصـــــــو نُ عَــرينَـهُ مِـنْ فـــادِحِ الأخْـطــار
فــبِأَيّ قــانــونٍ وَأيِّ شَــريـعَــــةٍ || نَـرْضـى بِــإِذْلالٍ وَبِـاسْـتِـعْــمـــــار
وَأرى العَـدُوَّ يُهـينُ أهْـلي كُـلَّهُــمْ || وَالـقَـــتْـلُ فـــيـنا أهْـــوَنُ الأقْــــدار
وَأنا أَسـيـرٌ يا أخي في عُـقْــرِ دا || ري قــابِـعٌ وَمُـكَـــبَّلٌ بِـحِــصــاري
وَيَلــومُني نَذْلٌ تَصَهْـيَـنَ صـابِـئاً || عـنْ ديـنِهِ، عـنْ مَـنْـهَــجِ الأَبْــرار
فإِذا سَمِعْـتَ بِأنَّ قَوْماً أعْــرَضوا || وَتَهَــوَّدوا بِـوَقــاحَـــةِ الفُـــجّــــــار
فَهُمُ مِنَ العِــرْقِ الهَجينِ وَمـا الدَّمُ الـــعَرَبِيُّ في تِلــكَ العُـــروقِ بِجــاري
كانـوا قَــراصِنَةً فَصاروا جوقَةً || في خِــدْمَـةِ الشّـيْطــانِ وَالـكُـفّــــار
همْ أهْلُ غَدرٍ لسْتَ تَعْرِفُ أصْلَهُمْ || بَلْ هُـــمْ مِـنَ الشُّــطّـارِ وَالتُّــجّـــار
*******
لـكـنّـنــا عــرَبٌ كَـريمٌ أصْـلــُنا || وَفُــروعُـــنـا مِنْ دَوْحَــةِ الأخْـــيار
والعَـهْــدُ فــيـنا ذِمَّــةٌ وَوَديـعَـــةٌ || وَنَـصــونُهـــا بِـمُـــروءَةِ الإِيـــثــار
واللهُ أكْــرَمَــنا بِأشْــرَفِ قُـــدْوَةٍ || بِرَســولِنا، بِالـمُـصْطــفى الـمُخْــتار
والـبَذْلُ وَالإِيمـانُ كانَ شِـعـارَنا || وَالـعِـــزُّ كــانَ هــــويَّـةَ الأحْــــرار
ما زالَ في العَربِ الكِرامِ كَتائِبٌ || مُتحَـفِّــزونَ وَفي انْتِـظـارِ الـثّــــار
وَجَـمـيعُــنا جُـنْدٌ لِــرَدّ حُـقـوقِــنا || لا لاغْــتِصابٍ أوْ لِـهَــتْـكِ سِـــتـار
وَالمُـسْلِـمــونَ جَـميعُهُـمْ سَـنَدٌ لَنا || يَـأتـونَـنــا كـالعــــارِضِ الـمِـــدْرار
طـوفانَ خــيْـرٍ جــارِفٍ تـيّــارُه || وَالـغَـــيـثُ فـيه مُـنْـبِــتُ الأزْهـــار
وَسَيَعْــلـمُ المُتَـصَهْـيِـنـونَ بِأنَّهُـمْ || ذَهَـــبـوا غُـــثاءً خــارِجَ الـتّـيّـــــار
فـلْـتَطْمَـئِنَّ إلى مَصيرِكَ يا أخي || مـــا دامَ رَبُّـــكَ عـــالِــمَ الأسْـــرار
إنّ الصَّهـايِنَ غَـيْمَةٌ صَيْـفِــيَّـةٌ || في الحَــرِّ لا تَقْـوى على اسْـتِمْـرار
ضُرِبَتْ عَــلــيْـهِـمْ ذِلَّــةٌ أبَـدِيّـةٌ || في لَـعْـــنةٍ مَـحْـــتـومَـــةٍ وَبَـــــوار
وَوَعيدِ صِدْقٍ في الكِتابِ يَقولُ إِنْ || عُـــدْتُـمْ أَتَـتْــكُـمْ نِـقْــمَةُ الـجَـــبّـار
سَيَجيءُ جـيلٌ مُـؤْمِـنٌ وَمُجاهِدٌ || وَعَـلى يَدَيْـهِ يَكـونُ غَسْلُ الْـعــــار
**********************************************
الشاعر حسن منصور – من المجموعة الثالثة عشرة- ديوان جديد (بدون عنوان) ص 85

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى