ملفاتمميز

كيف يتغير شكل الحروب في عصر الذكاء الاصطناعي؟

تمر صناعة الدفاع بلحظة فارقة؛ فمع تزايد خطورة الأحداث العالم، في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والصراعات الدائرة في غزة وخارجها، وفي ظل المنافسة بين القوى العظمى، ترتفع ميزانيات الدفاع في مختلف أنحاء العالم.

يقول الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، ورئيس مشروع الدراسات التنافسية الخاصة، اريك شميت، في مقال له بصحيفة “فاينناشال تايمز” البريطانية، إنه من الصعب تحديد أرقام دقيقة، لكن التقديرات تشير إلى أن الإنفاق العسكري العالمي زاد بنسبة 34 بالمئة على مدى السنوات الخمس الماضية. وقد تلقت شركات الدفاع الخمس الكبرى في الولايات المتحدة طلبات جديدة كبيرة.

ويضيف: يتزامن هذا الطفرة الدفاعية مع ثورة تكنولوجية أخرى تتكشف من حولنا، ممثلة في الذكاء الاصطناعي مع زيادة ميزانيات الدفاع لتتوافق مع ثورة الذكاء الاصطناعي، ينبغي لصناع القرار في مجال المشتريات أن يفضلوا أنظمة الأسلحة التي يمكن تحمل تكلفتها، والتي يمكن استنزافها، والتي تتوفر بكثرة.

ونتيجة لهذا، فإن العديد من الفرص تأتي للشركات الناشئة وشركات الدفاع الناشئة.

ويستطرد كاتب المقال: إنني أستثمر في مثل هذه الشركات الناشئة؛ لأننا في حاجة إلى قدرات جديدة للتنافس في هذا العالم المتغير.

دور الذكاء الاصطناعي ومخاطره

من جانبه، أكد المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل كبير في تغيير مفاهيم الحرب الحديثة، موضحًا أن تأثيره يظهر في عدة جوانب رئيسية:

أولاً: سرعة اتخاذ القرار وتحليل البيانات؛ إذ يوفر الذكاء الاصطناعي للقادة العسكريين قدرة غير مسبوقة على تحليل كميات هائلة من البيانات في وقت قياسي، ما يمكنهم من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة في ساحة معركة تتغير باستمرار.

ثانياً: تطوير الأسلحة وأنظمة الدفاع؛ فالذكاء الاصطناعي يُضفي ذكاءً وقدرة على التكيف على الأسلحة، ويطور أنظمة دفاعية متقدمة قادرة على اكتشاف التهديدات وتحييدها بسرعة ودقة أكبر.

ثالثاً: الحرب السيبرانية، حيث يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة لشن هجمات سيبرانية، تمكنه من اختراق وتعطيل الأنظمة الحيوية للعدو، مما يؤثر بشكل كبير على قدرته على القتال.

رابعاً: لروبوتات والطائرات المسيرة، إذ يسهم الذكاء الاصطناعي في جعل هذه الآليات أكثر استقلالية وفاعلية في تنفيذ مهام معقدة، مما يقلل من الخسائر البشرية.

خامساً: الحرب النفسية، فالذكاء الاصطناعي يُستخدم في نشر الدعاية والتضليل والتأثير على الرأي العام، مما يؤثر على سير العمليات القتالية.

وفيما يتعلق بالأدوات التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي للحرب، فإنها تشمل أنظمة الاستخبارات والتحليل، حيث يمكنه تحليل صور الأقمار الصناعية وتسجيلات الاستطلاع لتحديد مواقع العدو وتقدير قوته، ما يساعد القادة على وضع خطط عسكرية أكثر فعالية

كما يمكن استخدامه في أنظمة توجيه الأسلحة بدقة عالية، مما يزيد من فعالية الضربات العسكرية ويقلل من الأضرار الجانبية. إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الصواريخ والطائرات المعادية وتوجيه أنظمة الدفاع لاعتراضها.

أنظمة الحرب الإلكترونية

وأشار بانافع إلى أن هذه الأدوات تتضمن أيضًا أنظمة الحرب الإلكترونية، حيث يسهم الذكاء الاصطناعي في تعطيل الاتصالات والرادارات المعادية، مما يجعل القوات المعادية أكثر عرضة للهجوم، فضلاً عن أنظمة الروبوتات القادرة على القيام بمهام خطرة مثل إزالة الألغام أو تنفيذ عمليات استطلاع.

وأكد أن هناك تحديات ومخاطر كبيرة ترتبط باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، منها سباق التسلح الذي قد يؤدي إلى تصاعد الصراعات بين الدول، بالإضافة إلى الأخطاء البشرية في تصميم أو برمجة أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتي قد تسفر عن نتائج كارثية. كما يثير استخدامه في الحرب عديد من القضايا الأخلاقية، مثل مسؤولية الأنظمة الذكية عن الأضرار التي تتسبب فيها، وحق الإنسان في الحياة.

واختتم الدكتور بانافع حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل قوة هائلة قادرة على تغيير شكل الحروب بشكل جذري، لكنه شدد على ضرورة استغلال هذه القوة بحكمة ووضع قواعد وضوابط صارمة لضمان استخدامها بشكل مسؤول وأخلاقي.

أمن قومي

إلى ذلك، أكد استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K، عاصم جلال، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن الذكاء الاصطناعي يمثل بحد ذاته قضية أمن قومي حيوية، موضحاً أن الـ AI يسهم بشكل كبير في توفير وتحليل المعلومات بسرعة، بالإضافة إلى قدرته على إنتاج نصوص ومواد ومستندات وخطط بشكل يتناسب مع متغيرات الأوضاع المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى