مقالات

د. فوزى العيسوي يكتب: لماذا نحتفل باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف؟

 يُعد التصحر والجفاف من القضايا ذات البُعد العالمي من حيث أنهما يؤثران على جميع مناطق العالم، وأن العمل المشترك من قبل المجتمع الدولي ضروري لإدراجهما، لا سيما في قارة إفريقيا. ويمكن القول بأن للجفاف تأثيرات عميقة وواسعة النطاق وذات أثر سلبي على المجتمعات والنظم البيئية والاقتصادات، فهي تزيد من تكبد التكاليف التي يتحملها أكثر الناس بشكل غير متناسب أو منصف. ولا يتم الإبلاغ عن الآثار الواسعة للجفاف باستمرار على الرغم من أنها تمتد عبر مناطق واسعة، وتتدفق عبر الأنظمة والمقاييس، وتطول عبر الزمن، مما يؤثر على ملايين الأشخاص ويساهم في انعدام الأمن الغذائي والفقر وعدم المساواة.

يؤدي تغير المناخ إلى زيادة درجات الحرارة وتعطيل أنماط هطول الأمطار، وزيادة تواتر وشدة ومدة حالات الجفاف في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم. بينما لنتحرك نحو عالم أكثر دفئًا بمقدار درجتين مئويتين 2˚C، يلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لفهم مخاطر الجفاف بشكل أفضل وإدارتها بشكل أكثر فعالية لتقليل الخسائر المدمرة في حياة البشر وسبل عيشتهم والنظم البيئية.

فما هو يوم التصحر والجفاف؟

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميًا يوم التصحر والجفاف باعتباره “اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف” Desertification and Drought Day بالقرار A/RES/49/115 (The resolution A/RES/49/115) والذي اعتُمد في كانون الأول/ديسمبر 1994 . وتتمثل أهدافه في:

*تعزيز الوعي العام بقضية التصحر والجفاف.

*جعل الناس يعرفون أنه يمكن معالجة التصحر والجفاف بشكل فعال، وأن الحلول ممكنة، وأن الأدوات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف تكمن في تعزيز مشاركة المجتمع والتعاون على جميع المستويات.

*تعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد و/أو التصحر، لا سيما في إفريقيا.

لماذا نحتفل بيوم التصحر والجفاف؟

بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، فإن عواقب التصحر والجفاف تقلقنا. فعلى الصعيد العالمي، فإن 23% من الأراضي لم تعد منتجة، و75% من حالتها الطبيعية تتجه معظمها للزراعة، ويحدث هذا التحول في استخدام الأراضي بمعدل أسرع من أي وقت آخر في تاريخ البشرية، وقد تسارع على مدار الخمسين عامًا الماضية.

يقول العلماء المتخصصون في هذا المجال، إن التطور من حالة إلى أخرى سريع للغاية، ولا يمكن ملاحظة العملية إلا من خلال فترات قصيرة جدًا، يحتاج فيها الناس إلى معرفة أن التصحر وتدهور الأراضي والجفاف لها تأثير مباشر على حياتهم اليومية، وأن الإجراءات اليومية للجميع يمكن أن تسهم في/أو تساعد في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.

مَن يحتفل بيوم التصحر والجفاف؟

أي شخص تعتمد حياته على الأرض يحتاج إلى الاهتمام بها، وكيف يتعامل البشر مع الأرض؟ هذا يشمل الجميع، لأن 99% من السعرات الحرارية التي يحتاجها كل إنسان لحياة صحية لا تزال تأتي من الأرض، والأرض التي تتمتع بالصحة والقدرة على الصمود هي نقطة الدفاع الأولى ضد الكوارث، مثل الجفاف والفيضانات، التي أصبحت أكثر تواتراً وطولاً وشدة، ويؤدي فقدان المزيد من الأراضي المنتجة إلى خلق منافسة متزايدة على الأرض لتلبية الطلب المتزايد على السلع والخدمات وعلى خدمات النظام البيئي التي تدعم الحياة. لذا، ستكون العقود القليلة القادمة الأكثر أهمية في استعادة الأرض من أجل مستقبل مستدام، والمشكلة من صنع الإنسان، مما يعني أن البشر هم أيضًا جزء من الحل.

ماذا تعرف عن التصحر والجفاف؟

الإدارة المستدامة للأراضي هي عمل الجميع، ويمكن استعادة إنتاجية أكثر من ملياري هكتار من الأراضي المتدهورة وتحسين سبل عيش أكثر من 1.3 مليار شخص حول العالم، كما يرتبط تدهور الأراضي وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ارتباطًا وثيقًا، ويؤثر بشكل متزايد على رفاهية الإنسان. ويُعد التعامل مع هذه القضايا أمرًا أساسيًا لتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة. فقد يؤدي عقد من تدهور الأراضي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه، ولكن عقدًا من استعادة الأراضي قد يجلب فوائد متعددة.

توفر اليونسكو الخبرة العلمية في برنامجها الهيدرولوجي الحكومي الدولي (IHP) وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي . (MAB) UNESCO Provides scientific expertise thought its Intergovernmental Hydrological Programme (IHP) and its Man and the Biosphere programme (MAB). النظم البيئية للأراضي الجافة والتي تغطي أكثر من ثلث مساحة اليابسة في العالم، معرضة بشدة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم للأراضي.

 والتصحر هو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة. إنه ناتج في المقام الأول عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، ويؤثر على أفقر الناس في العالم. القرارات التي نتخذها كل يوم بشأن ما نشتريه ونأكله ونشربه ونرتديه وكيفية السفر كلها لها تأثير على موارد الأرض. ولذلك أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 17 حزيران / يونيو “اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف World Day for Combating Desertification and Drought ” بموجب قرارها A / RES / 49/115 (link is external) الذي اعتمد في كانون الأول / ديسمبر 1994 .

ويتم الاحتفال بيوم التصحر والجفاف كل عام لتعزيز الوعي العام. يعتبر اليوم لحظة فريدة لتذكير الجميع بأن تحييد تدهور الأراضي (Land Degradation Neutrality LDN) يمكن تحقيقه. ويشرف على الإحتفال بهذا اليوم أمانة اتفاقية الأمم.

إعداد: د. فوزى العيسوى يونس

أستاذ فسيولوجيا الأقلمة – مركز بحوث الصحراء

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى