مواقع التواصل

آخر صورة لأبي !! (بقلم: د. حازم العقيدي- العراق)

تأملتها طويلاً … آخر صورة لأبي وقد عَلت وجهه ابتسامة شاحبة وفي عينيه دمعة حبيسة … كان قلباً يتجسد إنساناً في صدره … لطالما شعرت بنبضه المتسارع لا يتوقف ولا يتبدل إيقاعه، وإن تبدلت ملامح وجهه يستعيدها ببسمة طيبة وبتلويحة من كفه الموشومة بالحب … تلك التفاصيل الصغيرة تصطخب في رأسي ترسلني إلى مروج أحلامي الشاسعة توقد في القلب غصة وتقدح الذكرى.

 

إنها مجرد صورة ولكنها تكفي لأستعيد بها صفاء ذاكرة على وشك أن تتكدر … في أحلك الأيام كانت كلماته نسمة صافية تدغدغني بلطف … تلامس وجهي … توقظ بداخلي في كل مرة فردوساً جديداً … تنفث في طريقي نفحة من مشاعر مزهرة كي اتنفس … ليتني أعود ويعود كل شيء لأقتسم معه دعاء الفجر وشعاع من ضوء النهار … قد نستعيد اللحظة ذاتها مرة أخرى في صورة غادرتها الألوان أو في حلم  أو ذكرى، ولكن علمتني الحياة أن ليس بمقدورنا أن نعيش العمر مرتين، فقد تتبادل الأشياء مواقعها وكذلك الناس بحثاً عن اليقين دون جدوى، ويبقى الموت هو عين اليقين … يرحمك الله يا أبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى