ملفات
المعرفة العلمية وفق نموذج مارزانوا لأبعاد التعلم (د. شيماء قنديل- مصر)
قدم «روبرت مارزانو وآخرون» نموذجًا تعليميًا نما في ضوء نتائج بحوث التعلم المعرفي وأطلق عليـــه «نموذج أبعاد التعلم Dimensions of Learning Model ويستطيع أن يستخدمه المعلمون في مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية، وكان الهدف من النموذج هو أن يصبح التلاميذ لديهم القدرة على تطوير أنفسهم على نحو يجعلهم قادرين على الاستمرار في التعلم خلال حياتهم.
ويستند هذا النموذج إلى الفلسفة البنائية، حيث يعتبر مارزانو أن المعرفة هي السابق الذي يبني الفرد من خلاله خبراته وتفاعلاته مع عناصر ومتغيرات العالم من حوله، وهذه المعرفة نفعية، يستخدمها الفرد لتفسير ما يمر به من خبرات ومواقف حياتية.
ويتوصل الفرد إلى المعرفة من خلال بناء منظومة معرفية تنظم وتفسر خبراته مع متغيرات حوله يدركها من خلال جهازه المعرفي بما يؤدي لتكوين معنى ذاتي، ويستمر ذلك بمرور المتعلم بخبرات تمكنه من ربط المعلومات الجديدة بما لديه من خبرة سابقة.
ويعكس نموذج مارزانوا لأبعاد التعلم ثلاث نظريات أساسية فى التفاعل التعليمى، وتتمثل فى التعليم المتوافق مع وظائف المخ Brain Based Learning، والتعلم المتمركز حول المشكلات Problem Based Learning ، والتعلم التعاونى Cooperative Learning، ويهتم بالتدريس كعملية استقصائية تهدف إلى فهم المتعلم لما يحدث حوله والتفاعل معه، ويسعى إلى تنمية وتطوير التكامل بين اكتساب المعرفة العلمية وتوسيعها وتنقيتها والاستخدام ذات المعنى لها في إطار من الاتجاهات والإدراكات الإيجابية عن التعلم، والاستخدام المناسب للعادات العقلية المنتجة من قبل المتعلم وتنمية مهارة التفكير القائمة على تنظيم الذات عن طريق التخطيط والتفكير الناقد وتنمية التفكير الابتكارى.
ويشير مارزانو وكاندل Marzano& Kendal(1995) إلى أن التعلم يعد بمثابة نشاط مستمر يقوم به الفرد عندما يواجه مشكلة أو مهمة تمس، حياته فتولد لديه طاقة ذاتية تجعله مثابرًا في سبيل الوصول إلى حل هذه المشكلة وإنجاز تلك المهمة، وأن المتعلم يتوصل إلى المعارف والمعلومات من خلال بناء منظومة معرفية تنظم وتفسر خبراته من متغيرات العالم من حوله، وهذه المعرفة نفعية يستخدمها الفرد لتفسير ما يمر به من خبرات ومواقف حياتية.
ويُعرف مارزانو أبعاد التعلم بأنه: نموذج للتدريس الصفي يطلق عليه أبعاد التعلم يتضمن التخطيط للدروس وتنفيذها ويشمل عدة خطوات إجرائية متتابعة تركز على التفاعل بين خمسة أنماط (أبعاد) من التعلم وتمثل أيضاً أنماط للتفكير تتمثل في: الاتجاهات والإدراكات الإيجابية عن التعلم، اكتساب المعرفة وتكاملها، توسيع المعرفة وتنقيتها وصقلها، استخدام المعرفة بشكل ذي معنى واستخدام عادات العقل المنتجة وهي ضرورية لإحداث وتحسين ونجاح التعلم الصفي.
ومن خلال ما سبق عرضه، ترى الباحثة بأنه نموذج تعليمي صفى يؤثر تأثيرا مباشرا في كيفية تخطيط المعلمين للتعلم في ضوء معرفتهم للكيفية التي يعمل بها العقل خلال التعلم، وربط التعلم بأنماط التفكير والتعلم المتمركز حول المشكلات والتعلم التعاوني.
وقد صنف مارزانو أبعاد التعلم إلى خمسة أبعاد وهي: البعد الأول؛ الاتجاهات والإدراكات الإيجابية نحو التعلم: Positive Attitudes and Perceptions Toward Learning أي أنه لكي يحدث التعلم ينبغي أن يتوافر لدى الطلاب الإحساس بالأمن والارتياح في قاعة الدراسة.