ملفات

كتاب مهم لـ أحمد فيظ الله عثمان (دولة الكويت.. طبيعتها- تاريخها- معالمها)

قراءة وعرض/ سمير محمد شحاتة

يتناول الكتاب فترة ما قبل القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا، مع بيان حضارتها الزاهية ببحرها وبرها وباديتها وتطورها فى شتى الميادين. ويضم الكتاب فصلاً عن أهم التسلسل التاريخي للكويت من قبل الميلاد وحتى القرن الحادى والعشرين، كما يحتوي على توثيق بالصور قديمًا وحديثًا، وكانت خير معين، إلى جانب كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، وكانت هناك إضافة في كافة المناحى حتى عام 2021. ينقسم الكتاب إلى عشرة فصول بداية من الكويت من الناحية الطبيعية وحتى الفصل الأخير المعنون “السياحة ومعالمها – الآثار القديمة والإسلامية”. كما تناول علاقة الكويت بالوطن العربي والعالم الخارجي، وتضمن صورًا عديدة وخرائط مختلفة لكل ما تناوله من أحداث ومعلومات، إلى جانب الوثائق المعتمدة والتي خصص لها المؤلف فصلاً منفردًا يرسم صورة صادقة وشاملة موثقة للكويت وإنجازاتها التي تعتمد على الحقائق والأرقام في كافة الجوانب الإنسانية والحضارية.

الموقع

الكويت جزء من شبه جزيرة العرب، وبالتالي فهي جزء من الوطن العربي الكبير، تقع في الزاوية الشمالية الغربية من الخليج العربي بين خطي عرض 28، 30 درجة شمالاً، وخطي طول 46، 48 درجة شرقًا، شمالها العراق، وفي جنوبها وغربها المملكة العربية السعودية، وفي شرقها الخليج العربى، ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب – وفي أقصى اتساعه نحو 220كم، ومن الشرق إلى الغرب نحو 150كم، وتكون بذلك نصف دائرة في الصحراء، وتطل على جون الكويت وعلى الخليج العربى، وهي بهذا الوضع جزء طبيعي من الجزيرة العربية، وباب من أبوابها ومنفذ طبيعي لشمالها الشرقي.

التعداد السكاني لعام 2021

النمو السكاني في الكويت يُعد ظاهرة متغيرة، بمعنى أن السكان قد يزيدون تارة باستمرار، وينقصون، أو يزيدون تارة، ثم ينقصون تارة أخرى، وهناك أكثر من نظرية تفسر ذلك، فثمة نظرية تنسب التغاير في العدد إلى الظروف الاجتماعية، والأحوال الاقتصادية الملازمة، والمحيطة بالسكان. وهناك نظرية أخرى تقول بتغيرات أساسية تنساب انسيابًا باستغلال الصفات الطبيعية التي تتوارثها، وهذه الصفات تؤثر إما بميل الزيادة في العدد، أو بتناقص فيه، وتُعرف بالنظرية “البيولوجية”.

وبالرجوع إلى آخر إحصاء صدر يوضح أنه قد بلغ عدد سكان الكويت فى شهر فبراير عام 2021 (4.312.462 نسمة)، وطبقًا للإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة فإن متوسط العمر لدى الكويتيين هو 36.8 عامًا، وهو من المتوسطات المنخفضة بالمقارنة مع دول العالم. ويُعد الدينار الكويتي هو العملة الرسمية منذ عام 1960 خلفًا للروبية الهندية التي كانت مستخدمة، وقد أصدر البنك الكويتي المركزي 6 إصدارات للعملة آخرها عام 2014، والتي تم الإعلان عنها في 19 مايو 2014.

لِمَ سُميت بالكويت .. ومن الذي أسسها؟

سُميت بهذا الاسم نسبة إلى حصن صغير كان موجودًا فيها، قبل بناء محمد لصكه بن عريعر زعيم بنى خالد وأنه وهبه لآل الصباح، وقيل أسسه آل الصباح أنفسهم بعد هبة ابن عريعر لهم وما حوله من الأرض، وذكر الرحالة الدانمركي (كارستن نيبور) عن رحلاته إلى الخليج وشبه الجزيرة العربية حينما كان عضوًا فى البعثة العلمية التي أوفدها ملك الدانمارك (فريدريك الخامس) عام 1760 اسم القرين ودونه على الخريطة التي أعدها عن رحلته فى المنطقة عام 1765، ومثل هذه التسمية كانت تعرف بها الكويت أيام حكم الشيخ عبد الله بن الصباح حاكم الكويت وقتذاك (1762-1812)، ولا تزال هناك مناطق في جنوب البلاد تحمل اسم القرين، وأضاف أنه حدث ازدهار في الكويت في الفترة التي تلت استقرار العتوب، فأشار إلى أنهم يمتلكون أكثر من ثمانمائة سفينة، ويستوردون الأخشاب اللازمة لبنائها من الهند، إلا أن ما جاء في المعلومات التي ذكرها الرحالة الألماني، أن أبناء الكويت تطوروا إلى مجتمع حضرى يشتغل بالتجارة والغوص وبناء السفن.

الكويت عبر العصور

العصر القديم:

الكويت كمدينة ودولة لم تنشأ إلا حديثًا، أما المنطقة التي تجاورها وتحيط بها برًا وبحرًا وتتمركزها الكويت، فإنها ذات تاريخ قديم باعتبارها جزءًا من الخليج، الذي ازدهرت فيه حضارة قديمة لها طابع مميز خاص به، وإن تأثر بحضارة بابل وآشور وبلاد الإغريق. والجدير بالذكر أن معلوماتنا التاريخية عن هذه المنطقة في العصر القديم كانت قليلة يشوبها كثير من النقص والغموض، بيد أنها الآن آخذة في الازدياد تدريجيًا وتتجه نحو الوضوح والتحديد واكتمال ما يعتورها من فجوات وما ظهر فيها من ثغرات، بسبب ازدياد العثور على الآثار والحفريات التي تحكي لنا قصة الماضي السحيق للمنطقة، التي تضم الكويت.

فى العصر الوسيط:

عرفت منطقة الكويت في العصر الوسيط، وقبيل الإسلام كانت تسيطر على الكويت قبائل “اللخميين” العرب الموالين للساسانيين، وفي عهد الخليفة أبى بكر دارت معركة كبيرة فوق ثرى كاظمة بين العرب بقيادة خالد بن الوليد والفرس بقيادة هرمز، كان النصر فيها حليف العرب، وعرفت هذه الموقعة الحاسمة باسم موقعة ذات السلاسل عام 633م، وكانت إيذانًا بغروب شمس دول الفرس وقيام الإسلام وانتشاره في المنطقة التي ضمت بعد ذلك إلى الخلافة الإسلامية. ونظرًا لوقوعها قريبة من البصرة ومن بغداد، فقد تأثرت بالحضارة العربية التي ازدهرت في عهد الدولة العباسية ردحًا طويلاً من الزمن. وكان العرب فى منطقة الخليج في تلك الأثناء وبعدها يحملون علم التجارة خفاقًا، ويقومون بدور الوسطاء بين الشرق والغرب، حتى أعادوا ذكرى الفينيقيين في العصر القديم، غير أن المنطقة تأثرت بمجرى الحوادث التي أدت إلى انتهاء حكم العباسيين على يد المغول عام 1258م. ويبدو أن الكويت بقيت مسرحًا ومرعى لكثير من القبائل العربية التي كانت تقيم بها في فصل الشتاء والربيع، لما بها من بعض الآبار الصالحة للشرب ولكونها على الطريق إلى جنوبي العراق حيث الحياة الزراعية المستقرة.

في العصر الحديث:

بدأت الكويت قرية صغيرة استوطنها العتوب (مجموعة من العشائر والأسر): الجلاهمة، والزايد، وآل الصباح، وآل خليفة، والمعاوذة، وآل رومي، وآل سيف، وآل بن علي، وهم من قبيلة عنزة التي ينتسب إليها آل الصباح وآل خليفة وآل السعود، وفي الخمسين سنة الأولى من تأسيسها نمت البلد نموًا سريعًا فى السكان وفي الثروة وفي الأهمية، وتمكن الكويتيون ومؤازروهم من القبائل المجاورة من تثبيت مركزهم وتقويته ضد بني خالد، الذين بدأ سهمهم في الأفول بسبب الشقاق بين زعمائهم وحروبهم المستمرة مع الوهابيين، فتشتت شملهم وذهب ريحهم وعادوا إلى ربوعهم الأولى في الشمال. ولا شك أن بُعد الكويت عن مناطق الصراع والأطماع في ذلك الوقت كالبصرة والإحساء جعلها منطقة هدوء وأمان نسبيًا، ولكونها منطقة صحراوية جرداء ابتعد عنها طمع الطامعين مما هيأ لها عامل الاستقرار والعمل الدائب المتواصل، فسرى العمران فيها سريعًا وركب أهلها البحر وتحملوا أهوال ومهروا في صناعة السفن ومزاولة التجارة، مما طبعهم بطابع المسالمة والتعاون والكد والتعب لكسب العيش.

بدأت الكويت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تظهر على مسرح الحياة في المنطقة بصورة قوية وواضحة، فقد سادها العمران وغدت ميناءًا مشهورًا في الخليج كله، وأصبحت مطمعًا للقوى المجاورة. ويقول عنها رحالة بريطاني اسمه ويليام بالجراف زارها عام 1862 ووصفها بأنها من أكثر موانئ الخليج العربي نشاطًا وحركة بعد أن لم تكن شيئًا منذ خمسين عامًا، كما أشاد بأخلاق سكانها وقال: “إن بحارتها فى المقام الأول من أمثالهم فى الموانئ الأخرى من حيث الشجاعة والمهارة والمسالمة ومتانة الخلق ويتمتع حاكمها بسمعة طيبة في الداخل والخارج، وجو الكويت طيب صحى والضرائب ضئيلة”، كل هذه العوامل مضافًا إليها صلاحية الميناء للرسو جذبت إلى الكويت مئات السفن التي كانت ترسو قبل ذلك فى ميناءي البصرة وأبو شهر.

حرب الخليج الأولى

فوجئ الشعب الكويتي بإعلان عبد الكريم قاسم ضم الكويت بالقوة إلى العراق وأخذت إذاعات العراق تذيع ساعات طويلة البيانات والتمثيليات والأحاديث والأناشيد عن غزو الكويت، فهاج الشعب الكويتي وهب الكل هبة رجل واحد في مظاهرات صاخبة تطالب بالسلاح والدفاع عن استقلال الكويت. وبعد التفكير الطويل أدرك الجميع أن هناك مؤامرة استعمارية تهدف إلى إعطاء الفرصة الذهبية لإنجلترا لأن تعود للمنطقة من جديد. هذه الأزمة أشعلها فجأة قاسم واستغلها الاستعمار البريطاني لتثبيت أقدامه في منطقة الخليج الغنية بالبترول، وجعلها وسيلة لحماية مصالحه وتحقيق أغراضه بالقوة المسلحة، ثم اتخذها شعارًا خادعًا لنواياه ومقاصده وأطماعه.

حرب الخليج الثانية

في 2 أغسطس عام 1990 غزت العراق الكويت، وأعلن بعدها في 4 أغسطس عن تأسيس جمهورية الكويت سيرت شئونها حكومة كويتية مؤقتة برئاسة أحد ضباط الجيش الكويتي (العقيد علاء حسين)، واستمرت الحكومة حتى 8 أغسطس 1990، حيث تم إعلان ضم الكويت للعراق، واعتبارها المحافظة التاسعة عشر للعراق، وعُين قائد الجيش الشعبي يومها (عزيز صالح النومان) محافظًا للكويت، إلا أن القرار لم تعترف به الأمم المتحدة وطالبت العراق بالانسحاب من الكويت فورًا.

 واستمر الاحتلال العراقى لمدة 7 أشهر، وخلاله كان للكويتيين دور كبير في مقاومة الجيش العراقي. وقد أدان المجتمع الدولي ما وقع من عدوان عراقي غاشم على الكويت، وكانت إدانته حاسمة، فقد سارع مجلس الأمن الدولى بإصدار العديد من القرارات التي تشجب ذلك العدوان، وتتضمن الجزاءات الدولية اللازمة لإزالته وإعادة السلم والأمن الدوليين إلى منطقة الأحداث والحفاظ على الشرعية الدولية.

التنوع الثقافي بالكويت

تُعد الثقافة الكويتية امتدادًا للثقافة العربية والإسلامية بشكل عام، وثقافة شبه الجزيرة العربية بشكل خاص، كما أن طبيعة الموقع الجغرافي الخاص بالكويت كان له أكبر الأثر بجعل المجتمع الكويتي مجتمعًا متفتحًا متقبلاً للثقافات المحيطة به، كما أن مبدأ التشاور والحوار بين الكويتيين والحكام منذ قيام الدولة جعل من ثقافة الديمقراطية، وحرية التعبير أساسًا مهمًا للثقافة الكويتية التي تشمل: الأدب، والشعر، والمسرح، والصحافة، والسينما، والإذاعة والتليفزيون، والموسيقى، والفن التشكيلي، والمتاحف، والمراكز الفنية والميثولوجيا، والنحت.

ويُعد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية من أهم الجبهات الداعمة للحركة التشكيلية، وتعتبر حركة ناهضة بدأت فى الخمسينيات مع أول فنان تشكيلي وهو معجب الدوسرى الذي درس بكلية الفنون الجميلة فى مصر، وزاد الاهتمام بالفن التشكيلى وتنوعت المدارس الفنية المختلفة وتطورت، وتنحصر في مجموعة توجهات فكرية مثل رسم التراث الكويتي، والسريالية، والانطباعية، والتجريبية، والأعمال المركبة. وتقوم وزارة الإعلام بدور مهم فى تطوير حركة الفن التشكيلي عن طريق إقامة ورعاية المعارض الفنية داخل وخارج الكويت وطباعة الكتب والصور الخاصة بالفنانين ورسوماتهم.

العوامل المؤثرة في النمو العمراني بعد اكتشاف النفط

قامت الدولة باتباع سياسة التخطيط من خلال اتباع سياسة الدولة أسلوب التخطيط العصري لتحديد اتجاهات العمران وخططه المستقبلية، وساعد هذا الأسلوب في أن النمو العمراني في البلاد بعد اكتشاف النفط كان يسير وفق خطة منظمة تحدد اتجاهاته، عكس ما كانت عليه المدينة قبل اكتشاف النفط والتي كانت تسير دون إعداد خطط مسبقة تحدد نمو المدينة المستقبلية. وقد أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية الموافقة على إنشاء أول مدينة فى الشرق الأوسط لخدمة مصنعي السيارات الكهربائية في الكويت، وسيتم طرح المشروع للتصميم والإنشاء خلال السنة المالية الحالية 2021/2022، وأوضح يوسف العبد الله الصباح أن مؤسسة الموانئ الكويتية قادرة على تقديم كافة الخدمات اللوجيستية المناسبة لكبرى الشركات حول العالم من مصنعي السيارات الكهربائية.

وهذا المشروع يُعد إنسجامًا مع رؤية الكويت 2035 وتحويلها إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار، تشجع فيه روح المنافسة، وترفع كفاءة الإنتاج تحقيقًا للتنمية المستدامة.

الاقتصاد الكويتي – مصادره وتطوره

إنتاج النفط وتطوره:

تعتبر الكويت من أغزر بلاد الشرق الأوسط، ورابع دولة في العالم إنتاجًا للبترول، وأكبر بلد تصديرًا له في نصف الكرة الشرقي، وبها أضخم كمية في العالم من احتياطى البترول. ويمتاز إنتاج النفط في الكويت بما يلى:

1-احتياطي البترول في الكويت يساوي أكثر من ربع مجموع احتياطى العالم (فيما عدا الاتحاد السوفيتى).

2-تكاليف إنتاج البترول فيه قليلة، لأنه يوجد بوجه عام على عمق يتراوح بين 1000 و1500 متر.

3-يتراوح ما تنتجه البئر الواحدة من ألف إلى عشرة آلاف برميل يوميًا بقوة الضغط الطبيعي بدون ضخ، ومعدل إنتاج البئر الواحدة في الكويت نحو 5000 برميل يوميًا، بينما دخل إنتاج البئر الواحدة في فنزويلا (مثلاً) 250 برميلاً يوميًا، وفى أمريكا 11 برميل يوميًا.

4-الحقول في الكويت قريبة من ميناء التصدير (بفرعيه)، فلا صعوبة فى نقل البترول، إذ إنه يمر فوق صحراء ممهدة، ويسيل من مستودعات التخزين الرئيسية القائمة على مرتفع الأحمدى إلى الميناء بقوة الجذب الأرضية.

التوجهات المستقبلية للصناعة في الكويت

تبين من خلال المسح الميداني لعام 2018، والذي قام على التحليل الإحصائي، الخروج ببعض المؤشرات الاقتصادية لآخر بيانات رسمية متوفرة عن القطاع الصناعي، وذلك بهدف تشخيص واقع القطاع الصناعي الحالي والتحديات التي قد تواجهه. وقد تبين من خلال مسح المنشآت الصناعية أن هناك منشآت صناعية ذات أهمية استراتيجية وعائد اجتماعي عال، تشبع الحاجات الأساسية للسكان، مثل: (الخبز، وتعبئة المياه، والكهرباء، وصيانة وإصلاح السفن، والخدمات النفطية والبحرية .. الخ).

  وهناك صناعات أخرى ذات طابع تصديري، مثل: (دباغة الجلود، والأوراق، والمباني الجاهزة الفولاذية، والكابلات الكهربائية، والأنابيب المعدنية). وقد تم تصنيف المنشآت الصناعية بحسب التصنيف الموحد لجميع الأنشطة الاقتصادية (الأيزيك) إلى 23 قطاعًا، وأن أكبر عدد من المنشآت الصناعية وُجد في قطاع (منتجات المعادن اللافلزية)، ثم (منتجات المعادن المُشكلة باستثناء الآلات)، وتمركز أكبر عدد من المنشآت الصناعية في منطقتى صبحان وأمغر الصناعية.

 

إن نسبة القوة العاملة في القطاع الصناعي (93.9%) عامل غير كويتي، والعمالة الوطنية تمثل (6.1%) من إجمالي العمالة في القطاع الصناعي، وأكبر عدد للعمالة الوطنية تمركز في قطاع (فحم الكوك والمنتجات النفطية المكررة)، وهو قطاع حيوي في الاقتصاد الوطنى ويشكل نسبة كبيرة من دخل الدولة، وتهدف الكويت إلى زيادة العمالة الوطنية مستقبلا في بقية القطاعات الصناعية ذات الأنشطة المختلفة من خلال توفير فرص عمل مناسبة تساهم في تطوير القوة العاملة لدى البلاد.

بلغ حجم الاستثمار في القطاع الصناعي (5226 مليون دينار كويتى)، وأكبر حجم استثمار كان فى قطاع (فحم الكوك والمنتجات النفطية المكررة) بنسبة (42.5%) من إجمالي حجم الاستثمار. وبلغت القيمة المضافة للمنشآت الصناعية (1865.9 مليون دينار كويتي) وأعلى قيمة مضافة حققها قطاع (فحم الكوك والمنتجات النفطية المكررة)، وذلك بسبب اعتماد الاقتصاد الوطني على الصناعات النفطية بصورة كبيرة، ويمثل دخلاً أساسيًا للدولة.

  ولكن هذا القطاع تأثر خلال السنوات السابقة مع انخفاض أسعار النفط، حيث انخفضت القيمة المضافة لعام 2016 بنسبة (18.2%) بسبب هبوط أسعار النفط. كما اتضح من خلال نتائج المسح الصناعي لعام 2018 بأن قيمة الصادرات الصناعية بلغت 1.6 مليار دينار كويتي، وامتاز قطاع (فحم الكوك والمنتجات النفطية المكررة) بأن له النصيب الأكبر من قيمة الصادرات بالنسبة للقطاعات الأخرى.

كان من نتائج ظهور النفط في الكويت أن زادت ثروتها وأخذت تتقدم في النواحي التعليمية والشئون الصحية والرعاية الاجتماعية، وأخذ الدخل يزداد عامًا بعد عام بازدياد الإنتاج من النفط، ولكي تحافظ على هذا الدخل وتنميه لابد من وضع تخطيط شامل لمشروعات اقتصادية بعيدة المدى تهدف إلى مصلحة الدولة في المستقبل.

الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية

تأسس بالكويت فى 31 ديسمبر عام 1961، وقد امتد نشاطه ليشمل جوانب تتعلق بالإشراف على المنح المقدمة من الكويت، حيث يقوم الصندوق بمهام تقييم المشروعات التي تسهم هذه المنح فى تمويلها، كما يقوم بإدارتها ومتابعتها للتأكد من حُسن سير تنفيذها وتشغيلها، فهو من المنظمات التي تحاول العمل من أجل إسعاد الفرد العربي، بمساعدة الدول العربية في تطوير اقتصاداتها ومدها بالقروض والمساعدات، وله دور بارز في شتى المجالات الائتمانية والاستثمارية، واتسع نشاطه ليشمل عددًا من الدول الإفريقية والآسيوية وغيرها من دول العالم. واستمر الصندوق عام 2019 فى نشاطه في دعم وتمويل المشروعات التنموية في مختلف أنحاء العالم، انطلاقًا من دوره في تحسين حياة الشعوب ودعم الجهود الإنمائية للدول العربية والدول الأخرى.

علاقة الكويت بالوطن العربي

ترتبط الكويت بالدول العربية بصلات أصيلة وروابط قوية متينة يزداد تماسكها على مر الأيام من عام إلى عام، وأول هذه الروابط وأهمها هي رابطة الدين واللغة. فالشعب الكويتي شعب عربي أصيل شأنه في ذلك شأن باقي الشعوب. وأهل الكويت يبادلون شعوب الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه ذلك الشعور الفياض نحو القومية العربية والدفاع عن قضايا العرب وتأييدها، وتقديم كل مساعدة ممكنة لكل دولة عربية وقت الحاجة من الناحية السياسية والمالية والثقافية.

وفي المجال الاجتماعي فتحت الكويت أبوابها للعمال والمدرسين والمهندسين وغيرهم من أبناء البلاد العربية وأعطتهم الحقوق والواجبات الكاملة وساوتهم بأبنائها، وأجزلت لهم العطاء ويسرت دخولهم وعودتهم إلى بلادهم، كما تشترك الكويت في كثير من المؤتمرات العالمية وجلسات الجامعة العربية. وتتسم سياستها الخارجية بالصراحة والوضوح والدبلوماسية الهادئة، وهي ترمي إلى تعزيز التعاون البناء مع جميع الدول على أسس من الاحترام المتبادل والمساواة وعدم التدخل في الشئون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية، والحفاظ على استقلالها وسيادتها على أراضيها وثرواتها وحرية قرارها السياسي.

 

وعلى الصعيد العربي فقد سعت الكويت إلى تطوير علاقاتها في كل المجالات مع شقيقاتها الدول العربية، انطلاقًا من إيمانها بالمصير العربي المشترك، وحرصت على دعم وتطوير الجامعة العربية وأجهزتها ومنظماتها المتخصصة، وتفاعلت بنشاط مع جميع القضايا العربية. أما على الصعيد الإسلامي فإن الكويت تؤمن بأن تقدم المسلمين مرتبط بتعاونهم وتعايشهم في ظل السماحة والإخاء، وقد سعت جاهدة إلى التغلب على العقبات التي تعوق مسيرة التعاون الإسلامي.

السياحة ومعالمها في الكويت

كانت الحياة في الكويت رتيبة يسودها الهدوء قبل أن يتفجر فيها النفط وتتحول منازلهم المتواضعة ذات الأسوار الطينية إلى أبراج تجارية ومجمعات سكنية شاهقة. فالكويت غنية بتراثها القديم وآثارها العديدة التي تفخر بها، وتعتز بمنشآتها الحديثة التي تستحق الزيارة والمشاهدة. ويفد السائحون لزيارة المناطق السياحية الفريدة في بابها، والتي لا نظير لها في أماكن كثيرة.

مزايا عديدة ومقومات فريدة تتمتع بها لكى تصبح وجهة سياحية وعربية وعالمية، مثل الانفتاح الحضاري والثقافي والاقتصادي للبلاد والاستقرار الأمني. وقد استطاعت استغلال قدراتها السياحية في جذب رجال السياسة والأعمال للتعرف على تاريخها وثقافتها وتمضية الوقت بعيدًا عن العمل في المنتجعات الرائعة ومراكز التسوق العالمية، وزيارة المتاحف المتعددة والقصور التاريخية، فهي تمتلك واجهة بحرية كبيرة تم تطويرها وإدخال العديد من المنشآت الترفيهية عليها، ولديها المدينة الترفيهية للأطفال والكبار.

 

ومن أهم معالم السياحة في الكويت: أبراج الكويت العاصمة، وتتكون من ثلاثة أبراج تحيطها تصميمات على شكل الكرة، ويبلغ ارتفاع أطول الأبراج نحو 187 مترًا، وقد أُحيطت الأبراج بحديقة يستمتع فيها الصغار بالعديد من الألعاب. كما تتضمن المعالم السياحية: (المسجد الكبير، وبرج التحرير، ومجمع الأفنيوز، وبرج الحمراء، وحديقة الشهيد، والجزيرة الخضراء، وبيت المرايا، وأكوابارك الكويت، وحديقة النافورة، وجزيرة فيلكا، وجزيرة عوهة، ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ومجمع 360 التجاري).

كما تمتلك الكويت مجموعة رائعة من الشواطئ البحرية الخلابة التي تطل مباشرة على بحر الخليج العربي، حيث المياه الصافية والشعاب المرجانية والمناظر الطبيعية الرائعة والخلابة، حيث تُعد شواطئها من أهم وأجمل الشواطئ العربية والتي توجد في الشرق المتوسط، ومن أهم معالم السياحة الشاطئية في الكويت: (شاطئ المسيلة، والكوت، وعقيلة، والفحيحيل، والمارينا، والسلام، وسلوى).

____________________________________________

دولة الكويت .. طبيعتها – تاريخها – معالمها

أحمد فيظ الله عثمان- مركز الأهرام للترجمة والنشر – 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى