فنون

سينما الصهاينة.. وانتصارات أكتوبر الساحقة !! (بقلم: محمد ناجي المنشاوي- مصر)

تعد السينما أكثر الفنون تأثيرا في عقول الجماهير الغفيرة لما تملكه من السحر، والإبهار، والمتعة، بعناصرها المتنوعة بين الصورة والديكور والموسيقى والحوار المركز، ومن ثم فهي تتربع على عرش الفنون جميعا ويتابعها جماهير جمة لها ثقافات مختلفة.

ومنذ ظهور هذا الفن الجميل، حرصت الدول والحكومات على دعم هذه الصناعة الثقيلة، وأصبحت إحدى أذرع القوة الناعمة لكثير من الدول المتقدمة وغير المتقدمة؛ كالولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وفرنسا والهند وكذلك مصر في فترات معروفة.

ولم تكن إسرائيل استثناء من هذه الدول فقد حرص هذا الكيان منذ استيطانه على توظيف هذا الفن دائما لنشر الدعاية الصهيونية؛ فمنذ عام 1913 وقت ظهور السينما الصامته تلقفها الكيان الصهيوني لينشر ويزرع ويؤكد على فكرة (الأرض الموعودة) وكسب العطف الدولي إزاء تلك الفكرة الشيطانية.

وكانت باكورة تلك الأفلام الدعائية الصهيونية هو فيلم (التل 24 لايرد) وتدور أحداثه بعد قيام الكيان الصهيوني مباشرة والذي يلح في أفلامه منذ اللحظة الأولى على تشكيل صورةاليهودي المصاب بالشك والحيرة والقلق والاهتزاز النفسي منذ أن عصفت بنفسه بطش النازية، إنه اليهودي المشتت الضائع.

وليس عجيبا أن تهرول السينما الأمريكية ممثلة في هوليود هذا الغول الكاسح ذو الأنياب الزرق ليؤازر الفكرة الصهيونية بقوة فأنتجت هوليود أفلاما متعددة في هذا الأمر منها: شمشون ودليلة، وداود وباتشييع، وسليمان وملكة سبأ، وإستر والملك، وسادوم وعامورة.. ويعد فيلم (التوراة في البداية) الذي أنتج عام 1966 أول فيلم يؤسس للأساطير الإسرائيلية التي نهض عليها الكيان الصهيوني.

إن السينما الصهيونية هي سينما الكذب والتلفيق والتشويه فعلى سبيل المثال، فيلم (البداية) يبشر بوضوح لفكرة الأرض الموعود والاستيطان الإسرائيلي والوطن المزعوم الممتد من النيل إلى الفرات، معتمدا على المنهج الخرافي الأسطوري.

ومن أخطر هذه الأفلام فيلم (الخروج) والذي كتب قصته الكاتب الروائي المتعصب (ليسون أريسون).. ولقد عملت الصهيونية العالمية والداعمون لها على بث هذا الفيلم في كثير من دور العرض الكبيرة في عواصم العالم ومدنه الشهيرة رغبة منها في وصول فكرته أكثر عدد من الجماهير ليصنع رأيا عاما عالميا لدعم قضية اليهود الذين استوطنوا فلسطين العربية ويصور الفيلم المزاعم الصهيونية بوصف الصهاينة بأنهم أصحاب الحق في الأرض وأنهم هم المتحضرون والمتمدينون والحداثيون أما العرب من الفلسطينيين فهم نائمون غارقون في الأوهام يقتلهم الكسل والتراخي ولا يعرفون قيمة لتلك الأرض ومن ثم يجب أن تؤول ملكيتها لمن يستحقها ولمن وعدوا بها من الله!!!

ومن المصائب الكبرى هو بحث صناع السينما الصهيونية في التوراة فغيروا وحرفوا بجرأة وقحة في النصوص ليقدموا هذا الخليط من الزيف والادعاء والتزوير والمزاعم كحقائق دامغة للرأي العام.

إن السينما الصهيونية ما انفكت تزور حقائق التاريخ مستعينة بذوي الذمم والضمائر الفاسدة من أجل هدف واحد رخيص، يأنف منه كل ضمير إنساني يقظ ونبيل وذلك الهدف الدني هو زرع فكرة الأرض الموعودة الصهيونية بامتياز، ولأن إسرائيل حريصة كل الحرص على أن تدس أنفها في أي موضع على ظهر البسيطة متى كان ذلك مفيدا وداعما للفكرة الصهيونية.

وفي هذا الصدد حرصت إسرائيل على الوجود بقوة في المهرجانات السينمائية الدولية ومن أمثلة ذلك اشتراكها المبكر بفيلمها (فجوة في القمر) في مهرجان (كان) السينمائي بفرنسا الذي يعد أشهر مهرجان في هذا الشأن في العالم والذي يحتشد فيه جموع كثيفة من المهتمين بالفن السينمائي من مشاهدين ومخرجين وممثلين وموسيقيين وكتاب سيناريو وصحفيين وإعلاميين شتى.

  لقد اشتركت إسرائيل بفيلمها هذا في عام 1965 ولم ينقطع الوجود الصهيوني عن ذلك المهرجان الأشهر بعد ذلك التاريخ بل شاركت في مهرجانات أخرى كمهرجان فينيسيا عام 1972، ومن المواقف السخيفة لجوء الكيان الصهيوني بعد هزيمته هزيمة ساحقة عرت أكاذيبه وأسقطت إدعاءاته وأوهامه في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 إذ حقق الجيش المصري انتصارا عظيما على كل المقاييس وحطمت غرور هذا الكيان الذي راح يعرض عقب هزيمته المخزية أفلاما تتحدث عن انتصاراته على القوات المصرية في 5 من يونيو عام 1967!!!

إنها السينما الصهيونية الكاذبة التي تقتات التزييف ليل نهار وتستمد موضوعاتها دائما من أوهام صناعها وعبثا تحاول تلك السينما الصهيونيه أن تزيل ما في نفوس الصهاينة من شكوك وقلق وحيرة نحو مستقبل الكيان الصهيوني، إنها اللعنة التي سكنت قلوب الصهاينة!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى