مواقع التواصل

يوم لك.. ويوم عليك !! (بقلم: أشرف فاروق- مصر)

قد يموت المرء مثلا من عثرة بلسانه، ولا يموت من عثرة القدم؛ لذلك فراحة اللسان في قلة الكلام.. وقد تتقلب الدنيا- وهذا أمر جلل- فيتوجع الصحيح ويتعافى العليل، وكما قال الإمام الشافعي:

تزود من التقوى فإنك لا تدري..
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر.
فكم من عروس زينوها لزوجها..
و قد قبضت أرواحهم ليلة القدر.
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم..
وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر.
و كم من صحيح مات من غير علة..
و كم من سقيم عاش حينا من الدهر.
و كم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا..
و قد نسجت أكفانه وهو لا يدري.
و كم ساكن عند الصباح بقصره..
و عند المساء قد كان سكن القبر.
فداوم على تقوى الإله فإنها..
أمان من الأهوال في موقف الحشر!!

قد يخطر في بال المرء شيء كاد أن يتحقق، لكنه كتب عليه الفناء والزوال، وهذا مثلا رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، حينما كان يجلس مع الصحابة، رسم خطين واحد منهما بعيد والآخر قريب، فتعجب الصحابة. قال النبي: على ما تتعجبون؛ الخط البعيد أمل الإنسان، أما القريب فهو أجله.

قد تزرف عين المرء دموعاً كالأنهار لكنها في الغد القريب تبتسم، وقد ينام المرء وعيناه مفتوحتين ويستيقظ أيضا وجفناه غامضين.. سبحانه جل من لا ينام.

قد تتداول الدنيا بين الناس فيصير الراكب ماشيا والماشي راكباً، وقد يصير العبد حرا والحر عبدا والثري فقيرا والفقير ثريا.. كما كانت كنوز الأرض لكسري وقيصر وتحولت إلى أيدي المسلمين في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

 والشاهد أنه لا راحة في الدنيا لأحد؛ فعثراتها كثيرة ولذاتها قليلة، والبقاء فيها محال بل مستحال، والسرور فيها لا يدوم، ولا النحيب يطول.. وذلك كما قال العقاد، وقوله مسك الختام:

صغيرٌ يطلبُ الكِبرا .. وشيخٌ ود لو صَغُرا

وخالٍ يشتهي عملا ً.. وذو عملٍ به ضَجِرا

ورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقرا

وذو الأولاد مهمومٌ .. وطالبهم قد انفطرا

ومن فقد الجمال شكي .. وقد يشكو الذي بُهِرا

ويشقى المرء منهزما .. ولا يرتاح منتصرا

ويبغى المجد في لهفٍ .. فإن يظفر به فترا

شُكاةٌ مالها حَكَمٌ .. سوى الخصمين إن حضرا

فهل حاروا مع الأقدار .. أم هم حيروا القدرا ؟؟!

وأخيرا..
ازرعو البهجة والسرور بين الناس.. وتعاملوا بحب وأدب وإخلاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى