عربي ودوليمميز

بي بي سي تتساءل: هل بدت مبررات «البرهان» لحل حكومة حمدوك و«السيادي» مُقنعة لكم؟

بعد ثماني ساعات، من قيام القوات المسلحة السودانية، باعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وأعضاء في حكومته ومسؤولين آخرين، فيما وصفته وزارة الإعلام السودانية بـ الانقلاب العسكري متكامل الأركان.. خرج رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان على السودانيين، في بيان متلفز، معلنا حالة الطوارئ في البلاد، وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية، إضافة إلى حل مجلس السيادة الانتقالي، ومجلس الوزراء وإعفاء الولاة.

 

وما إن أنهى البرهان بيانه، إلا وبدأت حالة ترقب، من قبل المتابعين للمشهد السوداني، بشأن المسار الذي قد تسلكه الأحداث، خلال الساعات القادمة وسط توقعات كبيرة بالتصعيد من قبل الشارع السوداني، الرافض للإجراءات التي قام بها الجيش، وفي وقت يرى فيه مراقبون، أن تطورات التصعيد في الشارع، ربما تأخذ أشكالا مختلفة، وأن استمراره سيتوقف كثيرا، على طريقة تعامل السلطة العسكرية الجديدة في السودان معه، سواء بالاحتواء أو بالقمع.

مبررات

ولاحظ محللون، أن رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، سعى في بيانه، إلى محاولة إضفاء طابع إصلاحي، على الخطوات التي اتخذها، محاولا إيجاد المبررات، التي دفعته إلى اتخاذ تلك الإجراءات، إذ قال في مقدمة خطابه إن (التشاكس والتكالب على السلطة والتحريض على الفوضى دون النظر إلى المهددات الاقتصادية والأمنية)، هو ما دفع للقيام بما يحفظ السودان وثورته، مؤكدا على أن الانقسامات شكلت إنذار خطر يهدد البلاد.

 

وأكد البرهان، في نفس الوقت على مضي القوات المسلحة، في إكمال التحول الديمقراطي، حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة،  متعهدا بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، تستمر مهامها حتى موعد إجراء الانتخابات عام 2023.

غير أن ناشطين سياسيين سودانيين، يشككون فيما طرحه البرهان من مبررات، ويرون أن المكون العسكري كان قد بيت النية، على التخلص من المكون المدني في الحكم، والعودة بالسودان من جديد إلى المربع الأول، وأن ما طرحه البرهان من مبررات، لم يكن السبب الرئيس للانقلاب.

  كما يتساءل بعضهم عن التناقض الواضح، بين ماقاله البرهان عن تعهد القوات المسلحة، بإكمال التحول الديمقراطي، وتسليم القيادة لحكومة مدنية من جانب، وما قام به من اعتقالات لمسؤولين مدنيين على الجانب الآخر، ويرون أن الجيش سيحكم البلاد عبر حكومة تصنع على عينه، حتى يسلمها السلطة في نهاية المطاف ويمارس الحكم من وراء ستار.

 

كيف ستتطور الأحداث؟

وبعيدا عن الخلاف حول ماقاله البرهان، ينشغل كثيرون بتوقع ما قد يحدث خلال الساعات القادمة، وكان تجمع المهنيين السودانيين، وعدة قوى مهنية وحزبية أخرى، قد دعت الناس إلى النزول إلى الشوارع، واحتلالها دفاعا عن الثورة، من جانبها أعلنت نقابة الأطباء، الإضراب العام في المستشفيات باستثناء الحالات الطارئة، وقررت الانسحاب من المستشفيات العسكرية، وطالبت القطاعات المهنية بالنزول إلى الشارع، كما أعلن تجمع المصرفيين، أن موظفي القطاع، دخلوا في إضراب وعصيان مدني مفتوح، احتجاجا على الاعتقالات.

بيد أن الاحتكام إلى الشارع السوداني، ربما يكون خطرا في هذه المرحلة، في ظل حالة انقسام واضحة في السودان، بين من يؤيدون حكم العسكر، ومن يؤيدون حكم المدنيين، وفي ظل أزمات معيشية مستفحلة، يعاني منها المواطن السوداني، طالت في الأيام الأخيرة رغيف الخبز، وسط اتهامات للمكون العسكري في الحكم، بأنه كان يرعى مثل تلك الأزمات، لتأليب الناس على الحكومة المدنية.

ولا يمكن لكثيرين الجزم، بالطريقة التي قد تستخدمها السلطة العسكرية الجديدة في السودان مع تحركات الشارع، في حالة تصاعد الاحتجاجات بصورة كبيرة، وسط مخاوف من أن تلجأ السلطة، في حالة عدم تراجع الناس عن الاحتشاد إلى استخدام العنف لتفريقهم.

وكانت الأسابيع الماضية، قد شهدت تصاعدا في التوتر، بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية السودانية ، إثر انتقادات وجهتها القيادات العسكرية للقوى السياسية، على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 أيلول/سبتمبر الماضي ، والخلاف بشأن ترتيبات تسليم رئاسة مجلس السيادة إلى المدنيين وفقا للوثيقة الدستورية.

ومنذ 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يعتصم أنصار ما تعرف بقوى (الميثاق الوطني)، أمام القصر الجمهوري بالخرطوم للمطالبة بحل حكومة حمدوك واستبدالها بحكومة كفاءات، في حين يعارض ذلك المجلس المركزي لقوى (الحرية والتغيير).

هل بدت مبررات الفريق عبد الفتاح البرهان للانقلاب على الحكومة المدنية مقنعة بالنسبة لكم؟

وهل كان من الممكن معالجة الموقف دون اللجوء إلى الانقلاب؟

كيف ترون مايقوله البعض عن تناقض في حديث البرهان بشأن رعاية الجيش لتحول مدني وما قام به من تحرك؟

وما هو الطريق الذي ستسلكه الأحداث خلال الساعات القادمة من وجهة نظركم؟

هل سيتمكن الشارع من الدفاع عن خياره المدني؟ وكيف تتوقعون تعامل السلطة العسكرية معه في حالة تصاعد الاحتجاجات؟

_____________________

 المصدر: بي بي سي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى