ملفاتمميز

مرض إنساني وآفة اجتماعية.. التسول ظاهرة سلبية في مجتمعاتنا العربية !!

شارع الصحافة/ تقرير- علي الحاروني:

إن التسول هو أحد الآفات الاجتماعية والأمراض الإنسانية، وهو ظاهرة منبوذة في جميع المجتمعات والثقافات، وكون الأطفال هم مستقبل أي مجتمع وأكثر الفئات المتضررة من هذا السلوك، فيجب حمايتهم من هذه الظاهرة حفاظاً على مستقبلهم وبراءتهم الفطرية، وهذا يتطلب معرفة أسبابها وأشكالها وتداعياتها حتى يمكن رسم استراتيجية مواجهتها.

 

أولاً- أسباب وأشكال التسول: 

التسول هو طريقة غير مشروعة لكسب الرزق ويرجع أسبابه إلى أسباب عديدة أهمها الفقر وانتشار البطالة والتخلف الاجتماعي والإدمان ووفاة المعيل والهروب من المدرسة والتسول، واستغلال الأطفال من قبل أحد الكبار للعمل في التسول والتشرد ، واستسهال طريقة التسول في الحصول على المال، كما أن المآسي الاجتماعية مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية وغلاء المعيشة وعدم توفر نظام حكومي شامل لرعاية المسنين والأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة هي من الأسباب الفاعلة للتسول.

ولكن ومع تعدد واختلاف الأسباب والدوافع لهذه الظاهرة فقد أصبح لها أوجه أشكال عديدة لا تخلو من حالات النصب والاحتيال واللعب بعواطف ومشاعر الآخرين ومن أشكال ظاهرة التسول بيع بعض الأشياء الرمزية مثل البسكويت أو المناديل الورقية وعديد من السلع، مع اصطحاب أطفال رضع أو شخص مريض يعانى من عاهة مزمنة لإثارة عواطف الناس ومشاعرهم، إلى جانب تقديم خدمات رمزية مثل مسح واجهات السيارات على الإشارات المرورية أو حمل الأمتعة في محطات السفر وهذا مع الدعاء والوقوف أمام الأماكن  المقدسة والدينية مثل المساجد والكنائس واستغلال المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد أو الوقوف أمام المقابر أو بالقرب من مراكز الامتحانات أو المستشفيات مع التمثيل أو استغلال المرض واستخدام تقارير طبية أو بعض الوثائق… كل ذلك يمثل أشكال وحالات التسول.

ثانياً-  تداعيات وآثار اجتماعية لظاهرة التسول:

ظاهرة التسول تعود تداعياتها من حيث أثرها السلبي على مختلف أطياف المجتمع المجتمع حيث يساهم في انتشار الجريمة حيث الأطفال ينضمون إلى جماعات منحرفة قد تمتهن السرقة أو الجريمة أو تعلمهم علي النصب والاحتيال.

 ويُبعد التسول الأطفال عن مدارسهم وأحضان أسرهم ويعلم الأطفال الكسل حيث التسول دون مشقة أو عناء، مع توجه بعض الأطفال إلي التدخين أو الهروب من المدرسة أو السرقة وربما قد يتحول هذا الطفل عندما يكبر إلي مجرم خطير.

كما أن التسول وما يتبعه من حالات نصب واحتيال نتيجة معاملة الناس للمتسول معاملة عاطفية وبدوافع أخلاقية أو دينية قد يقعون ضحية عملية نصب منظمة. هذا إلي جانب أن انتشار هذه الظاهرة وبأشكالها المختلفة مثل جلوس المتسولين في أماكن عامة ومد يدهم واستخدام وسائل مثل البكاء واللحاق بالمارة كلها مظاهر مشوهة لصورة المجتمع وتقوم بالتأثير علي السياحة.

وقد يؤدي التسول إلي انتشار الأمراض النفسية لحرمانهم من حقوقهم في الأمان والاستقرار والتعليم.

ثالثا- محاربة ظاهرة التسول.. كيف؟!

يمكن تحقيق هدف القضاء علي ظاهرة التسول أو الحد من أثارها وذلك من خلال تبني العديد من البرامج والآليات والخطوات ومن أهمها: إنشاء مشاريع وبرامج لتأمين فرص العمل، والعمل علي إصدار التشريعات العقابية لملاحقة من يجبر الأطفال علي التسول سواء من ذويهم أو من الغرباء وكل من ينظم جماعات من الأطفال تمارس التسول.

إلي جانب ضرورة العمل علي إنشاء جمعيات أو مؤسسات خاصة تعمل علي إيواء ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية احتياجاتهم وتقديم الخدمات العلاجية لهم، مع وضع سياسات تقوم علي منع تسرب الأطفال من المدارس وتقديم الدعم والمساعدة لمن لا يتمكن من تحمل تكاليف ومتطلبات التعليم والمعيشة منهم، مع العمل علي التوعية بأهمية وضرورة الضمان والتكافل الاجتماعي عبر جباية الزكاة أو الصدقات أو تقديم التبرعات ضمن برامج منظمة تضمن وصول هذه المساعدات لمحتاجيها.

وأخيراً لا بد من قيام الحكومة بوضع استراتيجية لعلاج المشاكل الحقيقية للمتسولين وإنشاء مؤسسات رعاية للأيتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو المسنين وذلك لكفالتهم ورعايتهم.

ويجب توعية المجتمع بمشكلة التسول عن طريق عرض برامج توعية عن التسول ومضاره علي المجتمع لكي يساعد المجتمع في مكافحته عن طريق الإعلام المسموع والمرئي، مع دعوة الأغنياء لدفع فريضة الزكاة والصدقة للتقليل من الفقر والحد من التسول ودعم الجمعيات الخيرية بالمال والمعونات لتصبح ذات قدرة علي مساعده المحتاجين وكفهم عن السؤال والتسول.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى