غير مصنف

هي الدنيا !!   (بقلم: الشاعر حسن منصور)

لا تَظُـــنّـوا بأن قَــلــبـي تَلاشى || أوْ أضـاعَ الإِحْـساسَ، كلاّ وَحاشا

كـلَّما مَـرَّ طــيْفُــكـمْ في خــيالي || طــارَ شـوْقـاً معَ الحَنـينِ وَجـاشـا

يذْكُرُ العُــمْرَ والسِّنينَ الخَــوالي || كيفَ عشْـتُمْ على الكَـفافِ وَعاشا

كيفَ كانَ العــذابُ مُــرّاً ألـيمــاً || وَصَــمَـدْنا ومـا أَرَيْـنـا ارْتِعــاشـا

كمْ ظَــمِـئْـنا وكمْ أوَيْـنا خِـماصاً || وَنـرى الـكَـرْمَ حَــوْلَـنـا أعْــراشا

كيفَ ذُقْنا الحِرْمانَ والصَّبْرُ قد أزْهَــــقَ أرْواحَـــنـا وأبْقـى حُـشـاشا

قَـطَـراتٍ مِـنَ الحَـيـاةِ اسْتَمَـرَّتْ || وَشَـلاً لم يَكُـنْ لِـيُـرْوي عِـطـاشا

وسَـحــابـاً نـراهُ بُـشْرى وَلـكــنْ || لمْ يَجُــدْ بِالغُـــيـوثِ إلا طَـشاشـا

********

آهِ يا عُـمْـراً كالسَّـرابِ تلاشــى || وَفُــؤاداً إنْ شَــفَّـهُ الوَجْــدُ طاشـا

عاشَ حِـرْمانَـهُ وَما ضَـلَّ يَـوْماً || بلْ مَـعَ الفَــألِ والـرَّجـاءِ تَمـاشى

طـابَ سَـيْـراً بِـصَـبْـرِهِ والتَّـأنّي || رُغـــمَ أنَّ القــتـادَ كانَ الفِــراشـا

ويُـداوي جِــراحَـــــهُ بـِيَـــدَيْـــهِ || إِذْ تَـنِـزُّ الـدِّمــاءُ مِـنْهــا رَشاشــا

وتَـضـيقُ الحَــيــاةُ شـيْئاً فَـشيْـئا || وَيزيدُ العُـمْــرُ القَصـيـرُ انْكِماشا

إنَّمــا لا يَحْـنـي الأبِـيُّّ جَـبـيــنـاً || ويَزيدُ الإصْــرارُ فـيــهِ انْتِـعاشـا

وهْــوَ يَدْري بأنَّــهُ سوْفَ يَفْــنى || وبِأنَّ الخُـــلــودَ لـيـسَ مَــعــاشـا

وبـأنَّ الـحَــيـاةَ شَـيْءٌ رَخـيـصٌ || ليسَ فـيهـا مـا يَسْـتَحِــقُّ نِـقــاشا

إِذْ تُـذِلُّ الكَـريـمَ قَـهْـراً وَرُغْـمـاً || وَتُــعِـــزُّ الـلّــئــيــمَ والـغَـشّـاشـا

تَرْفَـعُ السّاقِـطاتِ وَالمُسْــتَـبِـدّيــــــنَ وَمَــنْ كانَ فـاسِــقــاً حَــشّاشــا

ويكـونُ العَـفـيــفُ فيهـا غَـريـباً || لا يُـدانـي الـــرِّعـاعَ والأَوْبــاشا

ويَـرى أنْ يَعــيشَ عـنْها بَعـيـدا || بِضَـمــيرٍ عَـنِ القـبـيــحِ تَحـاشى

وَيَـمــــوتُ الأَبِـيُّ وهْــــوَ أبِــيٌّ || لـمْ يَكُــنْ قَـمّـــامــاً ولا قَــشّاشـا

نخْـلَــةٌ جَـفَّـتْ وهْيَ باسِـقَــةٌ لـمْ || تَحْـنِ رَأساً وَلــمْ تَـهُــنْ إعْـراشا

هذه الدّنْيا مــومِـسٌ ذاتُ عُـهْــرٍ || عَـفَّـنَـتْ وهْـيَ ترْتَـدي الأرْياشا

هكذا شأنُها، وَحَسْـبُكَ مِنْ دنْــــــــــيا لِـئـامٍ تَجَـــمَّــعـــوا أحْــــباشـا

فَـأَجِــرْنا يا رَبِّ مـنهـا ومِـنْـهُـم || لا تَـدَعْ في حَــيـاتِـنــا إِفْـحـاشــا

 ******************************

الشاعر حسن منصور

[من المجموعة الثانية عشرة، ديوان (عندما تنكسر الدائرة)]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى