أدب وثقافة

الشاعر حسن منصور يكتب: إباء وعنفوان !!

لا الـمــالُ مـــالٌ وَلا الأوْلادُ أولادُ || لا عـــاشَ مَـنْ ظَـنَّـني لِـلـذّلِّ أنْقـــادُ

وأيُّ مـالٍ لـه في القـــلبِ مَنـزِلَةٌ || وَأيُّ طـعْــــمٍ لـه والـقـلــبُ وَقّـــــادُ

لا عاشَ من يبْتَغي ذُلّي وَمَنْقَصَتي || لا كـانَ لـي وَلَــدٌ أوْ كـانَ أحْـفـــــادُ

عِشتُ السّنينَ وما كانتْ تُخَــوِّفُني || أهْـــوالُـهــا وأنـا بالـعَـــــزْمِ شَـــدّاد

جابَهْتُها صامداً في الهَوْلِ مُبْتَسِماً || وكانَ فـي الغَــيْـبِ إِسْــنادٌ وَإِمْـــداد

أمَـدَّني اللهُ بالصّــبرِ الجـمـيـلِ فـــلا || تَقْـــوى عَــلَيَّ شـياطــينٌ وَأوْغــادُ

ما كانَ لي أحَدٌ في الضّنْكِ يَنْصُرُني || فما هَــواني وَعِــنْدي الآنَ أعْــداد؟!

قدْ يسَّـرَ اللهُ لي صــافـي مَـوَدَّتِهِـــمْ || وَكُلُـهُــمْ لـلهُــدى والـحَـــقِّ أجْــناد

بِهـمْ أَعِـزُّ ومَـنْ يَبْغي مُـصاوَلَـــتي || أذلَّــــــــهُ الـلــهُ لا جــــــــاهٌ ولا آدُ

وَهـامَتي ما انْحَـنَــتْ إلا لِخـالِـقِـهـا || إنّـي لِــرَبّــي لَــقَــــوّامٌ وَسَـــجّــــادُ

وأحْمِــلُ الخـيْرَ في قـلبي أَسـيرُ بِه || ولـيسَ في الـقـلبِ أضْغانٌ وأحْـقــاد

أُغْضي عَنِ الجاهلِ العَيّارِ تَكْرِمَــةً || أَعِـــزُّ نفْـسِيَ عَـمّـــا فـــيه إِفْــســاد

تَغـافُـلي لـيسَ ضَعْـفـاً أو مُـداهَـــنَةً || بـلْ إنَّــه أنَـفٌ في الـنّـفْـسِ مُعْـــتاد

ورُبَّـمــا غَــرَّهُ حِـلْــمي وَشجَّــعَــهُ || عــلى التَّمادي فَصارَ الحُـمْــقُ يَزْداد

وَما دَرى أنّـهُ الْعـاري وَعَــوْرَتُــهُ || مَـفْـضـوحَـةٌ لِلْمَــلا وَالـنّاسُ شُـهّــــاد

************

يا أيُّهـا المُـدَّعي جـــاهـــاً وَمَـنْـزِلَـةً || مُسْـتَكْـبِـرٌ مـا لَـــهُ في الأرْضِ أنْــداد

تَزْهـو بِنَـفْسِكَ كَلـبـاً فَــوْقَ مــزْبَــلَةٍ || تَـصـيحُ فـي عَـتْــمَـةٍ وَالـــنّاسُ رُقّـــاد

وَلَسْتَ تَمْـلِكُ إلا الصَّـوْتَ تُـرْسِـلُــهُ || إنَّ النُّــبـــاحَ لــــدَيْـكَ الْـمـــاءُ وَالـــزّاد

أَقْصِرْ فَما أنتَ إلّا الطّبْلُ ذا صَخَبٍ || وَالـجَــــوْفُ مِـنْـكَ هَـــواءٌ فــيـه تَـرْداد

إنَّ الرّجـالَ لهُــمْ أحْــلامُـهُـمْ ولهُــمْ || صَــبْرُ الْجِـمالِ فَـمـا حـادوا وَلا مـادوا

وَأَنْـتَ أهْــــوَجُ لا حِــلْــــمٌ ولا أدَبٌ || وَلـيـسَ يَهْــديــكَ تَــوْجــيـهٌ وَإِرْشــــاد

ألا تَرى حَوْلَكَ الأصْحابَ قدْ هَجَروا|| وَكُــلُّـهُــــمْ عـــاتِـبٌ وَالــكُــلُّ نَـقّــــــاد

وكيــفَ تَـطـمَــعُ في وُدٍّ وَتَـكْــرِمَـةٍ || وَأنتَ تـمْـنَـعُـهـا والصَّحْـبُ قـدْ جـادوا

فـكيفَ تَحْـيـا إِذا مـا عِـشْتَ مُنْـتَـبَـذاً || وَمــا الـحَــياةُ وَفـيـكَ الـنّاسُ زُهّــــاد؟!

وَكُلُّ نَـفْـسٍ لَـهــا جَــوٌّ يُـلائِـمُـهــا || تَحْــيـا بــه، هُــوَ مـا تَـهْــوى وَتَـرْتــاد

فعِـشْ كَما شِـئْـتَ لكنْ ظَلَّ مُـبـتعـداً || كَيْ لا يَـجــيـئَـكَ بِـالإِكْـــراهِ إِبْـعــــــادُ

**************

الشاعر حسن منصور

من المجموعة الرابعة عشرة، ديوان (القوافل) ـ ص8

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى