ملفات

د. شيماء قنديل تكتب: التفكير التحليلي  Analytical Thinking

يعد التحليل أحد أهم مهارات التفكير ، وأكثر النشاطات المعرفية تعقيداً، وهو عنصر أساسي في كثير من مهارات التفكير الأخرى، مثل مهارة حل المشكلات، وترتيب الأولويات والإبداع والتطوير و غيرها.

ويعني التفكير التحليلي (Analytical Thinking) دراسة عناصر أو أجزاء مشكلة مّا بهدف إيجاد حل مناسب لها.

يعتمد التفكير التحليلي على فحص ما هو معلوم ومعروف عن المشكلة التي تُواجهنا باتباع عدّة خُطوات أو مهارات منها: الاهتمام بالتفاصيل (الملاحظة)، طرح الأسئلة (التساؤل)، التصنيف والتنظيم ، صياغة الفرضيّات (الافتراض)، الاستقصاء والتفكّر.

إن العنصر الأساسي في التفكير التحليلي هو القدرة على التعرف السريع على علاقات السبب والنتيجة في الظاهرة أو المشكلة، مما يعني توقع ما قد يحدث أثناء عملية حل المشكلات.

وفي هذا النمط من التفكير يقوم الفرد بتجزئة المادة التعليمية إلى عناصر ثانوية أو فرعية. وإدراك ما بينها من علاقات أو روابط ، مما يساعد على فهم بنيتها ، والعمل على تنظيمها في مرحلة لاحقة.

ما المهارات التحليلية ؟ 

المهارات التحليلية من أهم المهارات التي يجب على كل فرد اكتسابها وتعلمها وتطويرها؛ لما لها أهمية كبرى سواء على الصعيد المهني أو الاجتماعي أو الثقافي، لذا يجب فهم معناها ؛ لنستطيع تطويرها وتعلمها، لنتميز في مختلف مجالات الحياة.

تعني المهارة التحليلية القدرة على قراءة ما بين السطور ورؤية الخفايا والأشياء الصغيرة وغير الملحوظة، وتحليلها عبر التفكير الدقيق في مستجداتها العملية المصاحبة لدورها وتأثيرها الواقعي.

• تُساعد المهارات التحليلية على تحليل وفهم القضايا والمشكلات بشكل أفضل بتجزئة المعلومات وفحص العلاقات بين عناصرها المختلفة، وعادة ما تتضمن الخطوات التالية:

1. ملاحظة الظاهرة أو المشكلة أو القضية وتحديدها بدقة.

2. جمع المعلومات عنها.

3. تعزيز فهم الظاهرة، من أجل تطوير الحلول المناسبة.

4. اختبار الحلول أو الأفكار الجديدة بناءً على الخبرة السابقة.

5. مراجعة الحلول الناجحة، وتقييم المعرفة المكتسبة.

• تتضح أهمية التفكير التحليلي باعتباره مؤشراً للقدرة على حل المشكلات الحياتية، فتطوير التفكير التحليلي يعد الهدف الأساسي والأول من ضمن أهداف البرامج التعليمية في مؤسسات التعليم كافة، فهو يمثل أكثر النشاطات المعرفية تعقيداً وتقدماً ويساعد الفرد على معالجة الرموز والمفاهيم، واستعمالها في حل المشكلات الحياتية التي تواجه حياته.

إن الطلبة الذين يتعرضون إلى مواقف تعليمية – تعلمية، تتطلب منهم إثباتات، وتفسيرات علمية ومنطقية.. وهذا ما يدعو إلى استخدام عملية التحليل الذهني لتلك المواقف من توظيف مهارات التفكير التحليلي الذي يتبع استراتيجيات محددة، متتابعة، منظمة للتعامل مع هذه المواقف بشكل فعال، إذ يحث المتعلم، ويستثيره لتوليد عدد ممكن من الإثباتات المتسلسلة، والمنظمة، والمتتابعة، والمنطقية ضمن تلك المواقف التعليمية – التعلمية لغرض فهمها، واستيعابها.

ويعد التفكير التحليلي بمهاراته العليا من الخصائص، والصفات ذات القيمة لدى الأفراد بشكل خاص، وإن استعمال عملية التفكير التحليلي الناجح من قبل الطلبة يوفر لهم:

 التعلم المستقل، والفعال للاتصال بالمواضيع المطروحة بشكل أفضل.

 الفرصة لتطوير قدرات الاتصال، وتوظيف مهارات استيعابه، وتقييمه.

 استخدام مهارات التحليل، التقييم، حل المشكلات الحياتية، اتخاذ القرار، تقديم المواضيع بفعالية.

 الفرصة الكافية للقراءة، والاستيعاب، وتحليل الحالة.

 التفكير بمبادئ، وتطبيقات اللغة بشكل واضح مهما كان فيها من رموز.

 خبرة الاستكشاف، والتقييم المحكي، والاتصال بالمعلومات لتنظيمها وتحريرها، وتقييم الأفكار فيها.

 القدرة على إدراك الأهداف، والمحددات عند تطبيق مهارات التحليل.

 جمع المعلومات، وتنظيمها، ومتابعتها، وتقييمها، في أثناء عملية التعلم.

 القدرة على استخدام المعلومات، وتوظيفها في مواقف التعلم المختلفة.

وفيما يلي تفصيل لأهم مهارات التفكير التحليلي:

1. تحديد السمات أوالصفات : القدرة على تحديد السمات العامة للأشياء ، أو القدرة على استنباط الوصف الجامع .

2. تحديد الخواص: القدرة على تحديد الأسم أو اللقب أو الملامح الشائعة والصفات المميزة للأشياء والكائنات.

3. علاقة الجزء بالكل: علاقة الأشياء ومكوناتها ، بمعنى معرفة الأجزاء الصغيرة التي تكون الكل ، ثم معرفة ماذا يحدث للكل لو لم يوجد هذا الجزء منه ومعرفة وظيفته بالنسبة للكل.

4. إجراء الملاحظة: القدرة على اختيار الخواص والأدوات والإجراءات الملائمة التي ترشد وتساعد في عملية جمع المعلومات.

5. التتابع: ترتيب الأحداث أو الفقرات أو الأشياء أو المحتويات بشكل منظم ودقيق أو أنه يعني وضع الأشياء بتنظيم محدد يتم اختياره بعناية فائقة.

6. التفرقة بين المتشابه والمختلف: أي القدرة على تحديد أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين بعض الموضوعات أو الأفكار أو الأحداث . أو تحديد الأشياء المتشابهة والأشياء المختلفة ضمن مجال محدد.

7. المقارنة والمقابلة: أي القدرة على المقارنة بين شيئين أو شخصين أو فكرتين أو أكثر من عدة زوايا، ورؤية ما هو موجود في احدهما ومفقود في الآخر.

8. التصنيف: أي القدرة على تصنيف المعلومات وتنظيمها ووضعها في مجموعات، أي تجميع الأشياء أو العناصر المتشابهة في مجموعة، بناءً على سمات أو خصائص أساسية تم بناؤها مسبقاً

9. بناء المعيار: تحديد وتقدير المعايير الأكثر فائدةً التي يمكن استخدامها في تقييم عناصر أو بنود لأهميتها، من أجل التوصل إلى أحكام معينة .

10. الترتيب ووضع الأولويات وعمل المتسلسلات: أي القدرة على وضع البنود أو الأحداث في تسلسل بناءً على قيم نوعية أو ترتيب الأشياء أو الأفكار وفقًا لترتيب معين، ومن أنواع التسلسل، الترتيب بحسب التسلسل الأبجدي أو الترتيب الزمني، أو بحسب الفائدة في مجال معين أو بحسب قيمة الشيء.

11. رؤية العلاقات: المقارنة بين الأفكار والأحداث لتحديد النظام بين اثنتين أو أكثر من العمليات.

12. إيجاد الأنماط: أي القدرة على التعرف على الفروق الخاصة بين اثنتين أو أكثر من الخصائص في علاقة تؤدي إلى نسق مكرر.

13. التخمين / التنبؤ / التوقع: القدرة على استخدام المعرفة السابقة، أو المقارنة، أو التباين، والعلاقات المحددة في تحديد أو توقع أحداث مشابهة في المستقبل، أو هي استخدام المعرفة السابقة لإضافة معنى للمعلومات الجديدة.

14. تحديد السبب والنتيجة: أي القدرة على تحديد الأسباب أو النتائج الكبرى والأكثر قوةً ، لأفعال وأحداث.

15. إجراء القياس: تحديد العلاقات بين بنود مألوفة أو أحداث مألوفة، وبنود وأحداث مشابهة في موقف جديدة بغرض حل مشكلة أو إنتاج إبداعي.

16. التعميم: يستخدم لبناء مجموعة من العبارات والجمل التي تشتق من العلاقات بين المفاهيم ذات الصلة، أو بناء جمل أو عبارات يمكن تطبيقها في معظم الظروف والأحوال إن لم يكن في جميعها.

صفات الشخص ذو التفكير التحليلي: 

 القدرة على إيجاد حلول منطقية للمشاكل.

 الفضول والشغف في البحث والمعرفة.

 امتلاك رغبة دائمة في معرفة المنطق الكامن وراء أي قرار.

 يفضلون الحصول على كافة المعلومات قبل اتخاذهم لأي قرار.

 قد يقعون أحيانًا في فخ الإفراط في التفكير.

كيف تطور مهاراتك التحليلية؟

لتحسين مهاراتك في التفكير التحليلي، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

 المشاركة في الأنشطة التي تتطلب استخدام مهارات التفكير التحليلي مثل الرياضات الجماعية.

 عليك بممارسة الألعاب الذهنية التي تنشط العقل وتعزز قوته، كالشطرنج.

 القراءة و المناظرة؛ حيث تتيح لك الالتقاء بالآخرين، وتبادل وجهات النظر.

 وسع قاعدة معارفك، واستمر في تعلم شيء جديد كل يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى