مقالاتمميز

فظاعة الجائحة.. ومأساة عائلة «السعيد» !!

شارع الصحافة/ بقلم- دينا رمزي:

يبدو لي أن محافظة الدقهلية كان لها النصيب الأكبر في فقد  أرواح العشرات من أبنائها بسبب فيروس كورونا اللعين.. وها هي الجائحة الفظيعة تستهدف عائلة، وتُنهي حياة أربعة أفراد منها: الأب والأم والابن والابنة.

أعتقد أنه مشهد مأســــاوي بكل المقاييس، تقشعرُّ له الأبدان، وتشيبُ له رؤوس الولدان؛ شهدته قرية «الخمسة» بمركز تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية، حيث ودَّعوا الدنيا واحدًا يلو الآخر، وكان آخرهم الابن اليوم، وسط حالة من الذهول بين أبناء القرية.

ومن الغريب أن الوفيات في الأسرة بدأت بـ سحر السعيد يوسف، 54 سنة، وبعدها توفي والدها السعيد يوسف، 79 سنة، وتبعته زوجته زينب أبو الحاج أحمد، 70 سنة، وأخيرا توفي اليوم ابنهم السيد السعيد يوسف، 49 سنة، في العناية المركزة بعزل مستشفى تمي الأمديد.

كان الاختبار قاسيًا والابتلاء عظيمًا؛ حيث بدأت المأساة العائلية بإصابة خالهم بفيروس كورونا، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد قليل من المقاومة .. وبعدها توالت الإصابات في الأسرة، التي بدأت في تطبيق بروتوكول العلاج، والإجراءات الاحترازية، ونقل مَن تحتاج ظروفه الصحية إلى المستشفى إلا أن المصائب لا تأني فُرادى كما يقول العرب!!

ومن المؤلم أنه خلال أسبوعين فقط فقدت العائلة 4 من أبنائها، رغم أنهم خلال تلك الفترة، كانوا يطبقون كافة الإجراءات الاحترازية، وكل الخطوات الواجب تنفيذها تجاه المريض، ومن  يُقدم له الخدمة والرعاية، سواء في البيت أو المستشفى، علاوة على تقديم الإرشادات ومع كل هذا قضوا جميعًا نحبهم، لكنهم تركوا خلفهم سيرة طيبة، وسجلًا ناصع البياض، ندعو الله أن يكون شفيعًا لهم يوم الحساب !!

فالمعروف أن هذه الأسرة تحديدا كانت تعمل أعمال خير كثيرة لأهالي القرية؛ من إعانات وكفالة أيتام ومساعدة المحتاجين.. لذلك لاحظتُ أن جميع الأهالي يخيم عليهم الحزن متأثرين بتلك الفاجعة؛ فلسان حالهم يقول: (رُحماك يا ربنا.. واللهم ارفع عنا البلاء).

كلام يُبكي القلب كتبه أحد أقارب العائلة علي موقع التواصل الاجتماعي في رثائهم؛   (أعرفُ قسوةَ الفُقدان، وأفهمُ جيداً قسوةَ الرحيل، لذلك أتقبل الصدمات بقلب راضٍ شاكر لله، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا).

 

دينا رمزي- شارع الصحافة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى