أدب وثقافة

حلوان.. طبيعتها وتاريخها ومعالمها (كتاب مهم لـ أحمد فيظ الله عثمان)

عرض: سمير محمد شحاتة

عن نشأة إقليم حلوان وما فيه من مظاهر طبيعية وبشرية بدءاً من قريتى (البساتين ودار السلام شمالاً، حتى قرية التبين جنوباً) يحدثنا المؤلف أحمد فيظ الله فى كتابه الشيق الذى يُعد سجلاً ومرجعاً يتناول فيه إقليم حلوان منذ أقدم عصور التاريخ وحتى يومنا هذا، ويبين فيه مدى التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافى والأنثروبولوجى مدعماً بالبيانات والإحصاءات والصور القديمة والحديثة لمختلف الأنشطة التى تشتهر بها حلوان، وتتداخل فيه المراجع التاريخية والجغرافية بالاستعانة بالبيانات الحكومية والتفاعل مع المشاهدات والمقالات، ليضع فى النهاية صورة لإقليم حلوان بتاريخها وسكانها ومكانتها وأهلها ودورها الحضارى والتاريخى.

حلوان مهد التاريخ

لا ريب أن منطقة حلوان قديمة، بل عريقة فى القدم، وقد تبوأت مركز الصدارة بين مناطق الإنسان الأول فى عصر سابق للتاريخ، ويبدأ تاريخها قبل بداية التاريخ المصرى بزمن طويل، ويستدل على ذلك بالحفائر الأثرية، والأطلال القديمة التى عثر عليها بالقرب من حلوان، وطره، والمعصرة، والمعادى، وعزبة الوالدة فى السنوات الأخيرة، فهى أوضح دليل وأسطع برهان على عراقة المنطقة وقدمها، ولا نغالى إذا قلنا أنها وُجدت منذ ستين قرناً، أى قبل ظهور الأسر الفرعونية بأعوام طويلة، أى منذ ذلك العصر الذى لم يدون له تاريخ، وبقيت عبر التاريخ إلى يومنا الحالى.

وأشار المؤلف إلى أن اسم حلوان يُطلق على “حلوان البلد”، وعلى “حلوان الحمامات”، أما حلوان البلد فهى قرية صغيرة قديمة تقع على ضفة النيل الشرقية، وهى القرية التى نزل بها عبد العزيز بن مروان، واختار لها اسم حلوان لأنها تشبه فى موضعها ومزاياها موضع قرية أخرى اسمها حلوان كانت بالعراق وقت ذاك. وأوجه الشبه بينهما تتلخص فى أنه:

  • بالقرب من كل منهما عيون كبريتية ينتفع بمياهها فى علاج بعض الأمراض.

  • يكثر فى كل منهما الفواكه كالتين والعنب والرمان والنخيل.

  • حلوان العراق تقع على أحد فروع نهر دجلة، وحلوان البلد تقع على نهر النيل.

  • حلوان العراق كانت تقع على جبل أو بالقرب من جبل، وحلوان البلد تقع بالقرب من من الجبل الشرقى بمصر (المقطم).

أما حلوان الحمامات فهى ضاحية حديثة أنشأها الخديوى إسماعيل عام 1874، وما لبثت أن نمت واتسعت، وأصبح اسمها علماً على المنطقة بأكملها من التبين جنوباً إلى دار السلام والبساتين شمالاً.

وقد دلت الحفائر التى أجراها زكى يوسف سعد  فى يوليو عام 1942، إبان الحرب العالمية الثانية، وكان الحفر والتنقيب على نفقة الملك فاروق، واستمر الحفر فيها أكثر من عشر سنوات كشف فيه نحو عشرة آلاف مقبرة مختلفة الأحجام، وتقع منطقة الحفائر على حافة الصحراء الممتدة من الجنوب الغربى لمبانى قرية حدائق حلوان (المعصرة الجديدة) إلى الجهة الشمالية من منشأة حلوان (عزبة الوالدة)، على قيام حضارة رائدة فى منطقة حلوان منذ أكثر من خمسة آلاف سنة أعطت المنطقة أهمية تاريخية بالغة، فقد كشف فيها عن مبان وأدوات جنائزية صُنعت من معادن مختلفة، وهذا يعبر عن وجود الحضارة فى المنطقة التى بدأت من عصر ما قبل التاريخ واستمرت تتقدم دون انقطاع انعكاساً لما كانت عليه حالة مصر وحياتها وقت ذاك من صناعة مبدعة، ونحت رائع، وعمارة متقنة، فى عصر مضى عليه أكثر من خمسة آلاف سنة.

شهرة حلوان منذ عهد الفراعنة

تعود شهرة حلوان فى عهد الدولة القديمة، بل فى عهد الفراعنة كله إلى نبوغ أهل المنطقة فى فن الأحجار (من قطع وتهذيب ونقش) بسبب كثرة وجود المحاجر فى المنطقة (فى حلوان وطره والمعصرة). وقد عرف أهل المنطقة استخدام الأحجار فى البناء من عهد بعيد يرجع إلى عهد ما قبل الأسرات، فكانوا يجعلون للمحاجر قبل الأخذ منها نظاما يساعد على صلابة الأجزاء وجفافها، فينحتون كتلا عميقة ويتركونها وقتا محددا حتى تكتمل صلاحيتها للاستعمال، وكانوا يذكرون تواريخ هذه الأعمال فى نقوش صخرية تعتبر من الوثائق التاريخية المهمة. ولاشك أن أحجار طره والمعصرة من أجود الأنواع وأصلبها وأنصعها بياضا، وقبل ذلك استعملت فى بناء الهرم المدرج ومعابده بسقارة تحت إشراف المهندس “امحتب” بعبقرية ملهمة فى فن الهندسة، حيث استغل استعمال الحجر الجيرى المقطوع من البر الشرقى لأول مرة فى تاريخ العالم لبناء هرم زوسر المدرج وملحقاته من المعابد والأسوار. وإليه يرجع كشف المياه الكبريتية التى تتدفق من العيون الكثيرة فى المنطقة ومازالت تشتهر بها إلى وقتنا الحالى. كما اشتغل السكان بالزراعة، وقاموا بصناعة المراكب، ومهروا فى استعمالها بالملاحة فى النيل، كما ازداد اتصالهم وكثرت تجارتهم مع الجهات المجاورة شمالا وشرقا واخترقوا صحراء سيناء إلى فلسطين وسوريا وجزيرة العرب فى الشرق، ويرجح أنهم عبروا البحر المتوسط إلى كريت، فضلا عن إبحارهم فى النيل جنوبا إلى الصعيد وشمالا إلى غرب الدلتا.

منطقة حلوان فى العصر الحديث

خضعت منطقة حلوان كما خضعت مصر بأسرها لحكم فرنسا مدة قصيرة ل تزيد على ثلاث سنوات وشهرين. وعلى الرغم من قصر هذه الفترة فإنها كانت ذات شأن عظيم فى تاريخنا القومى، لأن هذا الاحتلال تمثل فيه أول دور من أدوار حركتنا القومية، وأشعل أول شرارة من المقاومة الوطنية. ولقد كانت منطقة حلوان، مع شدة ما نال أكثر قراها من تخريب فى آخر أيام المماليك ومع حرق حلوان البلد، من أكثر القرى إسهاما فى الثورة على الاحتلال الفرنسى، وجادت بكل تضحية، كما انضم كثير من أهل حلوان إلى مراد بك الذى مكث فى الجيزة (الروضة) يقاوم بعض الوقت قبل أن يسير إلى الصعيد، ويبقى هناك إلى خروج الفرنسيين، ويقال إنه فى أثناء هذه المقاومة أقام مراد بك حارسا فى طرة يمنع عن الفرنسيين خيرات الصعيد.

وبقيام الثورة سنة 1952 تغيرت الحياة فى منطقة حلوان تغيرا واضحا وسريعا فى جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية والسياسية، وشملتها يد الثورة بعناية كبيرة، ولهذا صارت منطقتها من أهم مناطق مصر الصناعية. كما أنه فى عهد الثورة اتسع مجال الخدمات فى نواحيها المختلفة من تعليمية، وصحية، واجتماعية، وثقافية. إلا أن هذا التطور الكبير والسريع فى المنطقة، وهذه الحياة الصناعية التى نحياها اليوم قد أوجد كثيرا من المشكلات التى تعمل جهات الاختصاص جاهدة فى بحثها وإيجاد الحلول المناسبة لها، وأهم هذه المشكلات: الإسكان، والمواصلات، وتلوث الهواء.

حلوان فى العهد القبطى

منطقة حلوان فى العهد القبطى ظلت عامرة وتجارتها واسعة، وبراعتها كثيرة، انتشرت فيها عدة أديرة، وبُنيت فيها وفيما حولها كنائس كثيرة، وقاسى أهلها، كغيرهم من أهل مصر، الكثير من اضطهاد الروم وقسوتهم وعذابهم حتى خلصهم العرب من ذلك بفتح مصر.

رحلة العائلة المقدسة ونتائجها بعيدة المدى

ولد يسوع المسيح فى بيت لحم بفلسطين أيام الملك هيرودس، وحرصا على حياته اصطحب يوسف النجار السيدة العذراء والطفل يسوع وهربوا إلى مصر فى عهد أغسطس، وأقامت العائلة المقدسة فى مصر نحو أربع سنوات تجوب البلاد من موضع إلى آخر، ومسيرة العائلة المقدسة معروفة. وهذه الرحلة الطيبة كان لها نتائج بعيدة المدى منها:

  • جعلت لنا آثاراً مقدسة تجذب إلينا كثيرا من السائحين من أنحاء العالم كى يشاهدوا المواضع التى أقامت فيها العائلة المقدسة، وقد بُنيت فيها كنائس فيما بعد مثل العذراء بسمنود، ودير العذراء بجبل الطير بسمالوط، وكنيسة أبى سرجة بمصر القديمة، وكنيسة العذراء بالمعادى.

  • بقدوم السيد المسيح لمصر قبل أى بلد آخر فى العالم كله صارت الكنيسة القبطية المصرية بهذا الوضع من أقدم الكنائس فى إفريقيا، بل هى فى الحقيقة الكنيسة الأم بالنسبة للإفريقيين، وأصبحت ذات رسالة حيالهم، لها معهم تاريخ قديم، وأصبحت موضع اهتمام المؤرخين، وموضع احترام الكنائس الأخرى لتاريخها وقدمها.

هناك كثير من المظاهر والأحداث جديرة بالتسجيل منها:

ركن حلوان (ركن فاروق سابقا):

اشترى الملك فاروق لنفسه قصرا يملكه مسيو “سان جونى” على ضفة النيل الشرقة، وقد عُرف باسم “ركن فاروق”، وهو الآن يُسمى بـ”ركن حلوان”، وبه متحف صغير وكازينو، كما شيد بالقرب منه مرسى فخم على شاطئ النيل.

عين حلوان:

فى شهر مارس عام 1939، فى عهد الملك فاروق كانت مصلحة السكة الحديد تمهد الطريق لإنشاء تحويلة فى شمال المدينة، وبضربة فأس ضربها أحد العمال انفجرت من الأرض عين ماء عذبة يسيل ماؤها طافيا على وجه الأرض باستمرار، وثبت أن مياهها نافعة لأمراض المعدة والأمعاء والكبد، وذلك أفاد حلوان كثيرا، وكثر إقبال الناس على هذه العين التى عُرفت باسم “عين حلوان”.

أهم الصناعات بالمنطقة

(صناعة الغزل والنسيج، والأسمنت، والحديد والصلب، والكوك، والمطروقات، والسيارات، والطائرات، والمواسير والأعمدة من الأسمنت المسلح (سيجوارت سابقاً)، ومهمات السكك الحديد (سيماف)، والصناعات الحربية والمدنية، وتقطير الكحول، ومحطة كهرباء جنوب القاهرة، وصناعات أخرى صغيرة).

تلوث الهواء

إن زيادة المصانع بالمنطقة جعل دخانها وغبارها يلوث الجو الصحى الذى تميزت به حلوان، فقد أصبح الغبار مشكلة حيوية للناس، بالإضافة إلى أثر ذلك على السمعة السياحية التى تتمتع بها حلوان، ولذا أصبحت حلوان السياحية تعانى الكثير، فقد جاء فى دراسة أجراها المركز القومى للبحوث عام 1964 أن حلوان فقدت 12% من كميات الإشعاع الشمسى وقت الظهيرة، و54% وقت الشروق والغروب، وأن نسبة تركيز الأتربة الساقطة تتجاوز النسبة المعقولة للمناطق العمرانية، وهى 10 أطنان لكل كيلومتر مربع شهريا، وأن نسبة المواد العضوية والقطرانية فى هذه الأتربة تصل إلى 25%، وثانى أكسيد السيلكا من 25:1%، وهذه الأتربة تسبب الإصابة بعدد من الأمراض كالحساسية وغيرها.

ولهذا، تم إنشاء مشروع تحسين هواء القاهرة التابع لجهاز شئون البيئة، والمدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لوضع ضوابط للحد من ملوثات الهواء التى تؤثر على الصحة العامة للقاهرة الكبرى، وخاصة إقليم حلوان، وتحقيقا لهذا الغرض تم إنشاء وتشغيل شبكة مكونة من 36 محطة تغطى كافة مواقع الكثافة المرورية والسكنية والصناعية على امتداد أحياء وضواحى القاهرة الكبرى وحلوان.

الحدائق والمتنزهات

فى حلوان والمعادى حدائق كثيرة، من أهمها: الحديقة اليابانية، وحديقة الكازينو، وحديقة المحطة، وحديقة المساكن الشعبية.

الحديقة اليابانية: من معالم حلوان المهمة، بل هى رمزها وسمة من سماتها.

حديقة المحطة: هى حديقة منسقة أُعيد تنسيقها وتجميلها، وتقع أمام محطة حلوان مباشرة فى ميدان واسع فسيح تحيط بها وسائل المواصلات من سيارات وأتوبيسات، وإلى الغرب منها حديقة الكازينو، ويطل عليها “كازينو الفوانيس” وبعض المطاعم والمقاهى.

حديقة العاشر من رمضان: حديقة جميلة غاية فى الاتساع، تطلب على شارع عمر بن عبد لعزيز، مليئة بالأشجار والأزهار، وتحوى أصنافا عدة منها، وتبلغ مساحتها نحو 50 فدانا، سيضاف إليها ثلاثون فدانا أخرى، وهناك مشروع تخطيط حلوان يرمى إلى تخصيص نحو أف فدان للحدائق والسياحة، ومبنى جامعة حلوان قرب عين حلوان.

التعليم

نهض التعليم فى إقليم حلوان خلال السنوات العشر الأخيرة نهضة واضحة، فبعد إنشاء الإدارة التعليمية قويت تلك النهضة، وأصبحت منطقة حلوان مركزاً مهماً من مراكز التعليم الكبرى بالقاهرة، ولا شك أن الإدارة التعليمية بمن فيها من أساتذة ونظار ومديرين تحرص على الارتقاء بطلبة الإقليم وتلاميذه وتوسيع مداركهم العلمية. هذا بالإضافة إلى مكتبة حلوان العامة التى أنشئت بالقرب من الحديقة اليابانية على مساحة أكثر من ألف متر، وتتبع دار الكتب العامة بالقاهرة، وتعمل على نشر الثقافة، وتقوم بتوفير الكتب والمراجع العامة وتيسير الإطلاع عليها. كما تقوم بتنظيم محاضرات يلقيها كبار رجال الفكر والثقافة، وتضم سبع قاعات، وتحتوى على أمهات الكتب العربية والأجنبية، إلى جانب قاعة للأطفال يمارسون فيها الأنشطة المختلفة التى تساعدهم على تنمية مهاراتهم الفنية.

الرعاية الصحية

تعتبر الخدمات الصحية فى المرتبة الأولى من حيث أهميتها للناس، من حيث إحساسه بوجودها وانتفاعه بها، والرعاية الصحية القائمة حاليا فى منطقة حلوان له أثرها الطيب، وتقوم بها الهيئات التابعة لوزارة الصحة إلى جانب الهيئات الخاصة، وقد تم إنشاء العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة، من أهمها: مستشفى حلوان العام، ومستشفى جراحة العظام، والحميات، والأمراض الجلدية والتناسلية، ومستشفى عمال المساكن الشعبية، هذا إلى جانب وحدات الصحة المدرسية.

هذا إلى جانب المستشفيات الخاصة، ومن أهمها: مستشفى بهمان، ومستشفى الدكتور رأفت للولادة وأمراض النساء، ومستشفى الطيران، ومستشفى الدكتور وحيد للجراحة..الخ. وإلى جانب المستشفيات العامة والخاصة هناك جمعيات صحية منها: جمعية الهلال الأحمر بجوار “الكابرتاج”، وجمعية الإسعاف، ونحو خمسة عشر عيادة خاصة، واثنتا عشرة صيدلية.

أهم معالم حلوان

عين حلوان – مشروع مدينة علاجية سياحية – بلاج حلوان (الواحة) – متحف الشمع – الحديقة اليابانية – المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية (مرصد حلوان سابقاً)، والذى يقع فى الشمال الشرقى من المدينة على بعد 1.5 كيلومتر تقريبا من المحطة، ويقوم على هضبة صحراوية من الحجر الجيرى، والموقع الجغرافى لقاعدة المنظار الزوالى بالمرصد. ويسترعى نظر من يزور حلوان مرصدها الكبير الذى اشتهر على مستوى العالم بعد كشفه كوكبا جديدا تابعا للأرض هو كوكب “بلوتو” فى عام 1930.

نبذة تاريخية عن مرصد حلوان

منذ إنشاء مرصد حلوان بدأت فيه الأرصاد والدراسات بصفة منتظمة مجالات الفلك (تعيين الزمن بدقة عالية، معايرة الأطوال لتى تستخدم فى عمليات المساحة الرئيسية، والزلازل، والمغناطيسية الأرضية، والأرصاد الجوية)، واستمر المرصد فى القيام بالأرصاد الجوية حتى قيام الحرب العالمية الثانية فى الأربعينيات حين أُنشئت مصلحة الأرصاد الجوية (الهيئة العامة للأرصاد الجوية) حاليا. لذا، يعتبر المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من أقدم المراكز والمعاهد البحثية التى تمارس نشاطا علميا فى مصر، والذى يهدف إلى إجراء وتطوير الأرصاد والبحوث والدراسات الفلكية للمجرات والسّدم والنجوم والكواكب والحشود النجمية والمذنبات، والدراست الخاصة بفيزياء الشمس والنشاط والإشعاع الشمسى، وتتبع ودراسة حركة الأقمار الصناعية، وإجراء البحوث فى مجال الزلازل والهزات الأرضية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى للتعرف على أسباب حدوثها وإمكانية توقعها والتقليل من مخاطرها.

السياحة العلاجية

قامت هيئة النقاهة السويدية برسم خريطة أثبتت فيها أن مصر – وحلوان بالذات – تمتلك إمكانات وافرة فى مجال علاج المفاصل بفضل ما حبته بها الطبيعة من: المياه الكبريتية التى تعالج (الروماتيزم) وغيره من الأمراض، والعين المعدنية التى تعالج آلام المعدة والأمعاء والكبد، ومن مزاياها الكبيرة أنها تشع الراديوم وذلك يزيد من فوائد هذه المياه، كما تمتلك حلوان من وسائل العلاج الطبيعى ما لا تملكه أى مدينة أخرى فى مصر.

الثقافة وقصورها

الثقافة فى حلوان لها أهمية كبرى إلى جانب التعليم، حيث تسهم فى تنمية المواطنين بالمعرفة والخبرة مما يؤثر فى معتقداتهم وآرائهم وقيمهم بالمعرفة والخبرة، والتأكيد على الذاتية الثقافية للشخصية المصرية وتسليحها بالقدرات التى تمكنها من مواجهة تحديات التغيير، ولهذا قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإنشاء ثلاثة قصور للثقافة على النحو التالى:

قصر حلوان بالمشروع الأمريكى – قصر ثقافة المستقبل بحى رجال الأعمال (15 مايو) – قصر عين حلوان بشارع الجامع – مساكن الزلزال. وإلى جانب قصور الثقافة توجد مراكز أخرى تقوم بدورها فى نشر الثقافة وهى: ركن حلوان (ركن فاروق سابقاً) – متحف ركن حلوان – متحف آثار عزبة الوالدة – مكتبة حلوان العامة.

ويتساءل المؤلف فى كتابه ويقول: بالرغم من أن منطقة حلوان تنفرد بشخصية تجمع بين عراقة الماضى، وعظمة الحاضر، وبعد أن كانت ترقد هادئة حول عيونها الكبريتية والمعدنية، إذ بها الآن وبعد أن امتدت إليها الثورة لتحقق نهضة صناعية كبرى، وأصبحت قلعة الصناعات الثقيلة، ترتفع فيها الأفران والمداخن عالياً من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، هذا إلى جانب مياهها المعدنية، أدى كل ذلك إلى ثورة بالغة الأهمية فى حياتها الاقتصادية والاجتماعية. لكن بسبب هذا التطوير الجديد يواجه مجتمع حلوان مشكلات كبيرة متعددة الجوانب، لابد من التصدى لها، ووضع الحلول المناسبة لكل منها، كى يزداد التقدم، ويتسع الإنتاج، ويعلو البناء والتشييد، ويرتفع مستوى مواطنيها فى حياتهم الجديدة التى أكدها الانتصار العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة.

حلوان المستقبل (توصيات ومقترحات)

أشار المؤلف فى ختام مؤلفه إلى بعض المقترحات والخطط التى قد تجد حلولاً جذرية لكل مشكلة من المشاكل كالإسكان، والمواصلات، والتموين، والخدمات التعليمية، والصحية، والمرافق المختلفة.

فمن ناحية الإسكان: فالإقليم فى حاجة سريعة إلى عدد كبير من الوحدات السكنية ليستطيع أن يستوعب العدد الكبير الذى يحتمل أن يصل إليه سكان إقليم حلوان.

التخطيط الصناعى: يجب إيقاف أى توسع صناعى فى حلوان اكتفاء بالمصانع القائمة حاليا مع دراسة مشاكل كل منها، والعمل على إيجاد حلول لهذه المشاكل.

التموين: الإقليم فى حاجة إلى أكثر من 9 جمعيات استهلاكية جديدة على أن توزع توزيعا مناسبا على أجزاء الإقليم من دار السلام والبساتين شمالا وحتى التبين جنوبا، وفقا لكثافة السكان فى كل جزء.

المواصلات ومداخل المدن: دعم خط المترو بوحدات جديدة للعمل على اختصار وقت الرحلة بين حلوان والضواحى المختلفة، والعمل على مد مترو المرج-حلوان حتى منطقة التبين لخدمة المناطق الصناعية، وإنشاء طرق إقليمية تحيط بالمنطقة، وإنشاء طرق عرضية لربط النيل “الكورنيش” بالقرى والمدن الداخلية، وسرعة إنجاز الطريق الفسيح خارج القاهرة بين حلوان ومصر الجديدة، طريق الملك خالد “أوتوستراد حلوان” لما له من أهمية، وتحسين طريق النيل “الكورنيش” من حيث رصفه وإضاءته وإقامة عدة مراسى على النيل، وتحسين مدخل كل من المعادى وحلوان بإيجاد عدة ميادين ومتنزهات جديدة، واستغلال نهر النيل طريقا للمواصلات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى