ملفات

 الأنشطة المباشرة .. وتدريس العلوم للأطفال  (د. شيماء قنديل- مصر)

 يعد النشاط التعليمي جزءً أساسياً ورئيسياً من التربية الحديثة، وهو يساعد في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب ضرورية وهامة ولازمة لمواصلة التعليم  وللمشاركة في التنمية الشاملة؛ ولذلك فإن الأنشطة تسعى بكل مجالاتها التربوية إلى القضاء على وقت فراغ المتعلم واندماجه، ودخوله في أنشطة ومجموعات جديدة.

يهتم النشاط التعليمي بالجهد العقلي والبدني الذي يبذله المتعلم أثناء ممارسته لأنواع النشاطات المختلفة بما يتناسب مع قدراته وميوله واهتماماته داخل المدرسة أو خارجها؛ حيث تساعد الأنشطة التعليمية على زيادة الخبرة، واكتساب مهارات متعددة ومتنوعة، وبما يخدم النمو الذهني والبدني لدى المتعلم.

 إن من أساسيات تدريس العلوم للأطفال التركيز على الأنشطة التعليمية المباشرة، والتي يمكن أن تتضمن أنشطة يبتكرها المعلم بهدف توجيه اهتمام الأطفال إلى مفاهيم معينة، كما تتضمن فرصاً للعب، والاستكشاف الحر لمواد تعطى لهم .

 الأطفال طوال المراحل العمرية الأولي من حياتهم – في مرحلة ما قبل المدرسة – يحتاجون لفرص، ووقت حر يقضونه في الاستكشاف واللعب بالمواد والأدوات الجديدة؛ حيث إن ملاحظة واستخدام الأشياء الحقيقية الملموسة تتيح للأطفال استخدام جميع حواسهم، وبالتالي ستمكنهم من تقدير الاختلافات النسبية بين الأشياء في أحجامها، وتركيبها، وأبعادها، ورائحتها.

عندما يقوم الأطفال بإجراء تجارب بسيطة بأنفسهم ،  فإن الخبرة التي تتكون لديهم ستدوم لفترة أطول ، كما أن المفاهيم المستخدمة ستكون أوضح من تلك التي تتكون عند استخدام المصادر الثانوية . وإلى جانب هذه الأنشطة العملية، فإن الأطفال يحتاجون إلى فرص كثيرة للعمل في مجموعات صغيرة، والتحدث عن استقصاءاتهم ، واستكشافاتهم ، مما يتيح لهم التعبير عن أفكارهم ، وطرح أسئلتهم العلمية الخاصة عن طريق التحدث إلى  معلمهم ، وإلى أقرانهم  في بيئة تحترم وترحب بهذه الأفكار، وهذا سيمكّن المعلم من الحكم على مدى نمو مفاهيم الأطفال ، كما سيمكّن الأطفال أنفسهم من الاستماع إلى الأفكار الأخرى وتقويمها.

فإذا عمل كل طفلين مع بعضهما، أو عمل الأطفال في مجموعات صغيرة ، فإن ذلك سيمكنهم من المشاركة في طرح الأفكار والمساهمة الفعالة الكاملة، كما يمكّن العمل الجماعي من مساعدة الأطفال الأقل قدرة من قبل زملائهم الآخرين ، وسيعمل ذلك على زيادة ثقة الأطفال بقدراتهم ، وذلك لشعورهم بأنهم أصبحوا أعضاء فعالين في مجموعتهم. و كلما تعدد النقاش وزادت التجارب العملية المتشعبة والموجهة في السنوات الأولى من حياة الأطفال ،  فإنهم عندما يكبرون سيكونون أكثر ثقة في اقتراح التفسيرات ، وأكثر قدرة على عرض أفكارهم الخاصة لحل المشاكل ، وطرق تنفيذها.

ولكي تنمو المهارات العلمية لدي الأطفال علي المعلم أن يقوم بما يلي:

طرح الأسئلة، وقتراح المشكلات والتفسيرات المختلفة بنفسه ؛  ليوضح للأطفال بأن هذا التصرف مقبول ومطلوب.

تشجيع الأطفال على طرح أسئلتهم الخاصة خلال العمل ، والتعبير عن أفكارهم ، ما يتيح لهم الفرصة لتطوير خيالهم، وإبداعهم.

إعطاء الفرصة للأطفال للقيام بتجربة مناسبة لمرحلتهم العمرية، وقدراتهم .

إتاحة الفرصة للأطفال أن يناقشوا ويخططوا لتجاربهم مع المعلم قبل البدء بها.

السماح للأطفال بطرح أسئلتهم الشخصية، واقتراح الفرضيات وتفسير البيانات.

إتاحة الفرصة للأطفال لتجربة أفكارهم الذاتية التي نشأت خلال أدائهم للمهمة المطلوبة منهم.

إن العمل المبني على الأنشطة والتجارب المباشرة يجعل من العلوم مادة مثيرة، وذات صلة وثيقة بالواقع الملموس، خاصةً إذا قام الطفل باختيار النشاط بنفسه، والذي يميل لممارسته، وأدائه وفق الميول والقدرات الخاصة به والذي يشغل وقت فراغه بشكل مفيد وإيجابي.

كما سيجعل من الممكن تطوير الكثير من المهارات المختلف، ومنها: مهارات النقاش، وطرح التساءولات، وعرض الأفكار وإعادة صياغتها بصورة صحيحة ، مهارة الطلاقة والمرونة في العرض والمناقشة، وتطور اللغة، والتنبؤ، وحل المشكلات واتخاذ القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى