عربي ودوليمميز

6 في صدارة قائمة قادة «طالبان».. و«بوتين»: واشنطن جلبت الدمار والخراب لأفغانستان

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التواجد الأمريكي في أفغانستان استمر 20 عاما دون تحقيق أي تقدم، النتيجة هي المأساة والخسائر فقط. وقال بوتين اليوم الأربعاء خلال لقاء مع طلاب مدارس بمناسبة انطلاق السنة الدراسة الجديدة:

الأحداث التي تجري في مكان ليس بعيدا عنا، أقصد أفغانستان.. لمدة عشرين عاما، كانت القوات الأمريكية موجودة في تلك المنطقة ولمدة عشرين عاما حاولوا إضفاء الطابع الحضاري على الناس، ما يعني في الواقع إدخال معاييرهم ومعايير حياتهم بأوسع معنى للكلمة، بما في ذلك في النظام السياسي للمجتمع.

وأضاف: والنتيجة ليست إلا مآس وخسائر فقط، طالت من قام بذلك الأمر وكذلك وبشكل أكبر أبناء الشعب الأفغاني. النتيجة هي صفر، إن لم تكن أقل منه، إن صح التعبير.

ودعا بوتين إلى ضرورة إدراك حقيقة أنه من المستحيل فرض أي شيء من الخارج، وقال: لا بد أن ينضج الوضع، وإذا أراد أحد أن يحدث ذلك بشكل أسرع وأحسن، فالأمر يتطلب تقديم مساعدة للناس.

وتابع: نعم، يمكن ويجب القيام بذلك ولكن يجب فعله بطريقة حضارية، من خلال خطوات دقيقة ومحسوبة ودعم الاتجاهات الإيجابية دون عجلة.. لا بد من التحلي بالصبر، مضيفا أنه من دون توفر جملة العوامل هذه يتعذر عمليا تحقيق أي نتيجة إيجابية.

في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي إيجور مورجولوف، إنه يجب انتظار تشكيل حكومة شاملة جديدة في أفغانستان، لكي تعترف موسكو بالسلطات الأفغانية الجديدة.

وأكد نائب الوزير، في مقابلة حصرية مع وكالة “نوفوستي”، أنه لا يجوز الاستعجال في هذا الموضوع.

وأضاف مورجولوف: بالنسبة لمسألة الاعتراف الرسمي، علينا أولا انتظار تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، والتي يجب أن تمثل جميع القوى السياسية، بما في ذلك الأقليات العرقية، وبعد ذلك تحديد موقفنا. لا داعي للاستعجال هنا.

وتابع الدبلوماسي الروسي القول: أعتقد أنه لا توجد دواعي لتهويل الوضع في أفغانستان. لقد أعلنت السلطة الجديدة عن انتهاء القتال وعن العفو العام على الموظفين في الدولة. وأعلنت عن عزمها تشكيل حكومة ائتلافية شاملة، واحترام حقوق المرأة، بالطبع، ضمن النظام القانوني الإسلامي، وكذلك الحفاظ على حرية الإعلام. كما أعلنت، وهذا الأهم، عن رغبتها في القضاء على إنتاج المخدرات في البلاد. نحن نعتبر كل هذا على أنه إشارات إيجابية ونتطلع الى تنفيذها عمليا.

وقال إن موسكو تأمل بصدق أن تتمكن الأطراف الأفغانية المعنية من التوصل إلى توافق سياسي، وتشكيل هيكل جديد لسلطة الدولة يأخذ في الاعتبار مصالح الشعب الأفغاني بأكمله.

من جهة أخرى، تتركز أنظار العالم منذ فترة على أفغانستان منذ أن عادت حركة طالبان إلى السلطة بالتزامن من انسحاب الولايات المتحدة، والسؤال الملح: كيف ستتصرف طالبان؟ وهل تغيرت بعد غيبة 20 عاما؟

في محاولة للإجابة على هذا السؤال، سنستعرض معلومات عن أهم قادة الحركة المرشحين لأداء أدوار في توجيه سياسات السلطة المقبلة وإدارة دفة الحكم.

ويتصدر قائمة زعماء الحركة، قائدها الأعلى، الملا هيبة الله أخوند زاده، وهو ثالث زعيم لطالبان منذ ظهورها في البلاد بعد الملا عمر وأختر منصور. وتقول المعلومات المتوفرة عن الملا هيبة الله أخوند زاده، إنه ولد في قندهار وقد يكون ذلك في عام 1961، وكان والده إماما في منطقة ريفية.

وكان زاده قد شارك من بعيد في النشاطات المضادة للسوفيات في أفغانستان قبل أن ينتقل مع أسرته إلى باكستان، حيث استقر في مدينة كويتا شمال البلاد، والتحق بمدرسة دينية هناك.

انضم أخوند زاده إلى حركة طالبان التي نشأت في أكناف المدارس الدينية في عام 1994، وتولى في عهد طالبان الأول بين عامي 1996 – 2001، ترأس إحدى المحاكم الشرعية.

وتولى الرجل قيادة طالبان في مايو عاك 2016 بعد مقتل سلفه أختر محمد منصور في غارة لطائرة مسيرة أمريكية. ويوصف أخوند زاده بأنه يعمل في سرية تامة، ويكتفي ببث رسائل أحيانا في الأعياد الدينية، وأنه تمكن من توحيد الحركة بعد أن مزقتها الصرعات بعد مقتل الملا منصور.

الشخصية الثانية في قائمة قادة طالبان، هي الملا عبد الغني برادر، وهو أحد مؤسسي الحركة، ود وُلد في ولاية أرزغان جنوب البلاد، ونشأ في قندهار، وشارك في القتال ضد الاتحاد اليوفييتي نهاية السبعينيات.

اعتقل عبد الغني برادر في عام 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية وكان حينها في منصب القائد العسكري للحركة، وأطلق سراحه في عام 2018، بضغط من واشنطن، حسب تقارير.

وكان برادر تولى رئاسة مكتب طالبان السياسي في الدوحة، ومن هناك قاد المفاوضات مع الأمريكيين التي أفضت إلى انسحاب قواتهم وحلفائهم من البلاد.

ومن بين أبرز قادة طالبان، يأتي شير محمد عباس ستانيكزاي، وكان في منصب نائب وزير لطالبان قبل الإطاحة بحكم الحركة، وهو يقيم في العاصمة القطرية الدوحة منذ 10 سنوات، وشارك في المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، ومثل الحركة في مهمات دبلوماسية إلى عدة دول.

ومن بين القادة أيضا، سراج الدين حقاني، نجل جلال الدين حقاني، أحد اشهر القادة الأفغان، ومؤسس شبكة حقاني القوية، والتي تصفها واشنطن بأنها من أخطر الفصائل التي قاتلت الأمريكيين وقوات الناتو في أفغانستان خلال عقدين من الزمن.

وتشتهر شبكة حقاني بشراستها وباستخدام العمليات الانتحارية وبأنها الأكثر تنظيما، وتنسب إليها أعنف الهجمات التي نفذت في أفغانستان في السنوات الأخيرة.

وكان سراج الدين حقاني الذي يبلغ من العمر 45 عاما، قد نشر في عام 2020 مقالا في صحيفة نيويورك تايمز، كشف فيه عن موقف لافت، حيث كتب يقول: “لأكثر من أربعة عقود، تهدر حياة الأفغان الغالية كل يوم. لقد سئم الجميع الحرب. أنا مقتنع بضرورة وقف القتل والتشويه”.

ويضاف إلى قادة طالبان الكبار، الملا يعقوب، نجل الملا محمد عمر، ورئيس اللجنة العسكرية صاحبة النفوذ الكبير في أوساط الحركة. ويستمد الرجل مكانته من والده الذي كان زعيما لطاليان.

القيادي السادس البارز في حركة طالبان هو عبد الحكيم حقاني، وهو رئيس فريق طالبان التفاوضي، ويقف أيضا على رأس “مجلس علماء الدين” ويوصف بأن من أكثر المقربين من زعيم الحركة الملا هيبة الله أخوند زاده.

____________________________

 المصدر: وكالات + فرانس برس + بي بي سي + RT

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى