اقتصاد

جائحة «كورونا».. وخسائر قطاع السياحة (بقلم: نيللي النحاس- مصر)

(تعد السياحة مصدرا من مصادر الدخل القومي في مصر)، من أكثر الجمل التي شهدت على أهمية قطاع السياحة في النهوض الاقتصادي بمصر، ولكن في الآونة الأخيرة وتحديدًا خلال العام 2020 اختلف المشهد تماماً، وذلك يرجع إلى غلق الفنادق والمطاعم والكافيهات وجميع المنشأت السياحية؛ بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي أدى إلى حظر السفر من وإلى البلاد، ونتج عنه تدهور عام بقطاع السياحة.

وللأسف كان هذا واقعًا مؤسفًا كما أكد لي فوزي فتحي مدير بقطاع السياحة بأسيوط، والذي أشار إلى أن نسبة الأضرار والخسائر بقطاع السياحة وصلت 100٪ بعد مارس 2020م، مضيفًا أن الوضع استمر هكذا إلى أن أعلن رئيس الوزراء الفتح مرة أخرى، والعمل بنسبة 25٪ ثم 50٪ بشرط وجود الإجراءات الاحترازية.

 وفي اعتقادي أن من أهم هذه الإجراءات؛ التعقيم التام لجميع الغرف والمفروشات بها، قبل وبعد مغادرة النزيل، حيث يتم غلق الغرفة بعد التعقيم لمدة ثلاثة أيام، ويتم تسكين غرفة أخرى، وأيضا ترك مسافة التباعد بين الغرف والأخرى، بترك غرفة مغلقة، وذلك لسلامة صحة النزلاء، وكذلك الأمر بالنسبة للأدوات والمأكولات.

أما عن دور الدولة تجاه رفع الضرر الناتج عن غلق الفنادق أثناء الـ كورونا بقطاع السياحة، فأعتقد أن الدولة لم تقصر في شيء؛ حيث قامت في شهر أبريل بصرف رواتب لجميع العاملين المؤمّن عليهم بالفنادق، عن طريق صندوق إعانة الطوارئ، وتم صرف دفعتين في الفترة الماضية، كما قام رئيس الوزراء بتأجيل جميع المديونيات علي الفنادق إلى مايو 2021 علي أن تسدد بعد ذلك على أقساط كمساعدة للحد من الخسائر.

وعن مطالب العاملين بالقطاع السياحي، أفضى إليّ فوزي بما وصفه بـ الظلم الواقع علي العاملين به، مُشبهًا العامل بالقطاع، بـ عامل الأجرة، مع فارق أنه- (أي الأول)- يأخد الأجر بالشهر؛ حيث أنه لا يوجد ما يضمن للعامل بالسياحة أي أمان من ناحية التأمين الصحي، أو المعاش أو التأمينات أو النقابات.

 وأتفق مع فوزي في ملاحظته بحدوث خسائر كبيرة بالقطاع السياحي بعد ثورة 25 يناير ما أدى إلى تسريب 60٪ من العاملين بالسياحة؛ لأنه لا توجد أي موارد دخل لهم، فالعامل بمجرد بلوغه سن المعاش تنتهي مستحقاته بالفندق ولا يجد ما يؤمّن حياته بعد المعاش؛ لذلك نرجو من الدولة ووزارة السياحة الاهتمام ومتابعة العاملين بقطاع السياحة؛ من ناحيه التأمين الصحي والمعاشات وإنشاء نقابات لهم، أسوة بباقي المهن الطبية والمهندسين والمحاماة.

وفي الختام؛ فإنه ليس هناك أدنى شك في أن دور عامل السياحة لا يقل عن دور الطبيب وغيره؛ فالمؤكد أن قطاع السياحة قطاع خدمي للجميع، سواء للمصريين بالداخل، أو للسائحين من الخارج.

نيللي النحاس- مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى