ملفاتمميز

الخبير التربوي د. تامر شوقي يتساءل: التصحيح الإلكتروني.. هل هو «جاني» أم مجني عليه؟

عقب الانتهاء من إعلان نتائج الطلاب في امتحانات الثانوية العامة، تفاجأت أعداد كبيرة من الطلاب بحصولهم على درجات ضعيفة ما جعلهم يشعرون  بأنهم تعرضوا للظلم من التصحيح الإلكتروني، وقاموا بتقديم تظلمات في المواد التي حصلوا على درجات منخفضة فيها، مع أن التصحيح الإلكتروني هو البديل الأنسب للتصحيح البشري..

 فبعد أن زادت -خلال السنوات الأخيرة- بدرجة كبيرة أخطاء التصحيح البشري ما أضر بعديد من الطلاب من خلال حصولهم على درجات أقل بكثير مما يستحقونه إما بسبب عدم دقة التصحيح أو نسيان تصحيح بعض الأسئلة ما أثار عديدًا من المشكلات والشكوك المتعلقة بمدى دقة وعدالة التصحيح البشري، وبالتالي أصبح التوجه الآن سواء على المستويين العالمي أو المحلي، نحو استبعاد العنصر البشري من التصحيح والاقتصار فقط على التصحيح الإلكتروني.

 

 ويتمتع التصحيح الإلكتروني بعديد من المميزات منها:

1-  سهولة ودقة التصحيح.

2-     تجنب الأخطاء في التصحيح التي قد يقع فيها العنصر البشري.

3-     وجود ضمانة لتصحيح كل الأسئلة التي أجاب عليها الطالب حتى لو كان الطالب وضع أكثر من علامة على إجابة سؤال واحد، أو تركه بدون إجابة، حيث  تتم مراجعة وتصحيح تلك الأسئلة بشكل يدوي مما يضمن حصول الطالب على حقه كاملًا.

4- إمكانية تصحيح الامتحانات مهما كانت ضخامة أعداد الطلاب أو أعداد الأسئلة في الامتحان الواحد في أسرع وقت ممكن.

5-  التصحيح الإلكتروني يتيح إمكانية رصد درجات الطلاب في كل مادة  قوائم الرصد النهائية في نفس وقت تصحيحها.

6-  استحالة التلاعب أو تغيير درجات اي طالب تم تصحيح أوراق إجاباته بشكل إلكتروني.

7-  سرعة التصحيح وبالتالي إمكانية إعلان النتائج بعد أيام قليلة من انتهاء الامتحانات لو كانت أعداد الطلاب كبيرة مثل الثانوية العامة، إما إذا كانت أعداد الطلاب صغيرة مثل طلاب الكليات فيمكن إعلان النتائج في نفس يوم انتهاء الامتحان الأخير.

8-  يتيح التصحيح الإلكتروني إمكانية إجراء التحليلات الإحصائية (مثل معاملات السهولة، والصعوبة، والتمييز) لكل سؤال من أسئلة الامتحان بناءًا على إجابات الطلاب بشكل فوري مما يمكن المسؤولين والمتخصصين من معرفة مستويات الأسئلة سواء السهلة جدًا أو الصعبة جدًا وبالتالي تعديلها أو استبعادها من بنوك الأسئلة والإبقاء فقط على الأسئلة الجيدة المميزة بين مستويات الطلاب المختلفة، وبالتالي فإن التصحيح الإلكتروني أداة مهمة لإعداد وتخزين الأسئلة فيما بعد في بنوك الأسئلة وفقا للمعايير العلمية السليمة.

9- لا تحتاج إلى أماكن ضخمة لتخزين أوراق إجابات الطلاب.

10-  التقليل من تكاليف طباعة ملايين الأوراق للإجابة عليها بشكل يدوي بل أصبحت إجابة الطالب في ورقة واحدة فقط، بالإضافة إلى التقليل من تكاليف إنشاء كنتورولات للتصحيح اليدوي ومن تكاليف تجييش مئات الآلاف من المعلمين والإداريين والعمال للعمل بها…

 

 ويمكن تفسير شكاوي بعض الطلاب من تعرضهم للظلم في التصحيح الإلكتروني من خلال بعض الأمور البعيدة تمامًا عن التصحيح الإلكتروني ومنها مثلا:

أ-  كتابة الطالب رقم نموذج الامتحان بشكل خاطئ وبالتالي يتم تصحيحه وفقًا لنموذج إجابة امتحان آخر، مع ذلك ففي حالة الشك من حصول الطالب على درجات منخفضة من الامتحان يتم التأكد تمامًا من أن نموذج الإجابة هو المطابق تمامًا لنموذج امتحانه.

ب- عدم التزام الطالب بتعليمات الإجابة على البابل شيت مثل تظليل أكثر من دائرة، أو استخدام الكوريكتور، أو عدم تظليل دائرة الإجابة بشكل واضح.

ج-  طبيعة امتحانات الاختيار من متعدد ذاتها قد تجعل الطالب يحصل على درجات منخفضة جدًا في حالة اختيار الإجابات الخاطئة حيث لا توجد حلول وسطى.

د-  إرجاع الطالب المقصر دائمًا لأسباب حصوله على درجات منخفضة إلى عوامل خارجية مثل تعرضه للظلم في التصحيح، وعدم اعترافه بالتقصير في الاستذكار أو الحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى