مقال رئيس التحريرمقالاتمميز

تعرف على أسباب التراجع الخطير للطبقة الوسطى في الدراما المصرية !!

إعداد/ د. محمود عزالدين 

• تبدو مصر اليوم «مصرَين» أكثر من أي وقت مضى، حتى أن هذا الانقسام أصبح واضحاً في عوالم وسائل التواصل الاجتماعي ومحتواها، الذي قسّمه المصريون إلى فئتين تحت عنوان: « مصر وإيچبت ».

• محتوى كامل بمقاطعه المصوّرة ومنشوراته وترنداته واهتماماته – حسب تقرير لموقع بي بي سي- يعكس معيشة المواطنين في المجمعات السكنية الفخمة (الكومباوندات) المسوّرة والبعيدة عن القاهرة التاريخية، وآخر يأتي مع جمالياته وضوضائه وموسيقاه الصاخبة، ليظهر كيف يعيش الآخرون في (مصر- العشّة) في استعارة لوصف الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم.

• تنسحب هذه الهوة أيضاً على إنتاج الدراما المصرية، لا سيما في موسم شهر رمضان.. وقد أصبحت المسلسلات ساحة تظهر هذه الثنائية في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية، التي أعادت تشكيل الطبقات الاجتماعية في مصر خلال السنوات الأخيرة، وقلّصت حضور الطبقة الوسطى التقليدية التي شكلت لسنوات طويلة، العمود الفقري للدراما المصرية.

• الأمر الخطير- حسب تقرير بي بي سي- أن المجتمع المصري يشهد تراجعاً متزايداً للطبقة الوسطى في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.. وفي هذا السياق، يرى أحد الكتاب، أن دراما الطبقة الوسطى العادية، التي اعتاد عليها الجمهور طوال تاريخ الدراما التلفزيونية المصرية منذ الستينيات وحتى التسعينيات، «قد اختفت نتيجة الانكماش الحاد لهذه الطبقة وتدهور أحيائها السكنية التقليدية، سواءً في القاهرة الفاطمية أو في قاهرة حداثة القرن العشرين».

فقد تلاشت هذه الأحياء لصالح ظهور الأحياء المسوّرة (الكومباوندات) في الظهير الصحراوي للمدينة من جهة، ونموّ الحارات العشوائية التي أصبحت تحيط بالمدينة وأحيائها التقليدية من جهة أخرى.

• وإذا ما تم التعبير عن الطبقة الوسطى في أعمال نادرة مؤخراً، فإن ذلك يتم بلغة شرائحها الأكثر ثقافة وانفتاحاً، أو بمعنى أدق، تُقدَّم من منظور كتّاب وصنّاع الدراما أنفسهم، بمشاكل تراها الطبقة الوسطى العادية بعيدة عنها ولا تمتّ إليها بصلة.

 ومع مرور الوقت، باتت هذه الطبقة الوسطى القديمة والمحافظة تشعر بتزايد اغترابها وانهزامها أمام الدراما الجديدة وأمام الإعلانات الاستفزازية التي تقطع سياق المشاهدة كل خمس دقائق.. وهي الفئة التي كانت الدراما المصرية تركز عليها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما يُعرف بـ العصر الذهبي للدراما المصرية.

مي عمر راقصة في مسلسل إش إش

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى