في أوطاننا المُخدَّرةِ بالضجيج
دوائرُ مغلقةٌ
ودوائرُ مفتوحةٌ علىٰ الانغلاق
المسافةُ بينها جذوةٌ
حينَ اشتعلتْ
تحوَّلتا إلىٰ رماد
العابرونَ خلافاً للعادةِ
يبرِّرونَ نكرانَهم
يوحونَ لمَنْ يضمرونَ حنقاً
أنَّ الصورَ المشوَّهةَ
هي ما يفكرونَ بهِ حقّاً
لذلكَ ما انفكَّتِ الشوارعُ
تزيِّف قناعاتها
عندَ احتدامِ المسافات
في الأزمنةِ المشبوبةِ أحداقاً
بيدَ أنَّ التنصّلَ من عقمها
يوجبُ تسجيرَ تنورٍ
خبزُهُ مبتلٌّ بملحٍ وطين
طلعُهُ مخضرُّ النبتِ
وضوعُهُ مشرئبُّ الخطىٰ
ربَّما يكشفُ السرَّ
صوتٌ تدثَّرَ بالصمتِ
في عالمٍ أتعبَتْ شفتَيهِ
أكفُّ الكلام
ثَمَّةَ جنونٌ عاكفٌ علىٰ تقويمِ الألم
ثَمَّةَ عيونٌ تنزفُ خجلاً أمامَ الرمم
هٰكذا تبدُو الأُحجيةُ
كأنَّها الكوابيسُ تنزلُ كالصاعقةِ
وهم ما بينَ صحوٍ وذهولٍ
يشرقونَ مرَّة ويأفلونَ مرَّات
ثمَّ يعود الالتباسُ
يتبرعَمُ جذراً
لهُ في المصبَّات عمقٌ
وفي مواقدِ الجمرِ نار
لو كانتْ لنا مثابة تروّضنا
لما بقينا كالدَّبىٰ المنتشرِ كالحرائق
يقضمُ الثمر
طنينُهُ كثير وفعلُهُ قليل
يتسلَّلُ تحتَ جنحِ الظلامِ
نحو ميتاتهِ المتكرّرةِ
وليسَ هنالكَ من حجر.
====
كامل عبد الحسين الكعبي
العراق- بغداد