أدب وثقافة
حوار مع عواد الحناوي محرر الكلمات المتقاطعة بجريدة الأهرام
أجرى الحوار: سمير شحاتة
تتميز اختياراته فى تنفيذ كلماته بالدهشة حيناً والغرابة حيناً آخر، فلديه حالة حياتية يعيشها دائما فى السرَ والعلن، أما حياته الأدبية والثقافية والكتابة الشعرية فيتفاعل معها بروح مثقف واع وحر، وبالتالى تطرح إشكاليات كثيرة ربما تأخذ القارئ إلى نشاط شيق يهب للمتلقى وصفة فى مصاحبة عمل ثقافى-إبداعى لكيفية تنفيذ الكلمات المتقاطعة بحجمها غير العادى الذى يُنشر كل يوم خميس بجريدة “الأهرام” الأسبوعية، والأسرار التى تحكمها فى طرح وصنع الكلمات الإبداعية والجمالية والتخيلية المتعلقة بأناقة لغته من حلول سرية يعرف أبوابها مؤلفها فقط ثم من تأخذه الدهشة فى حلها.
فى هذا الحوار، الذى ينفتح على أسئلة ليس فقط عن عواد الحناوى (كمحرر للكلمات المتقاطعة) بخياراتها الإبداعية والجمالية فقط، ولكن أيضاً عن حياته الأدبية والثقافية وكيفية تنفيذه لبعض المواهب كالخط العربى والزخرفة الإسلامية وفن الأرابيسك والشعر .. إلخ:
-
كيف كانت بدايتكم مع هذا النشاط الثقافي؟
بدأت ممارسة هذا النشاط الثقافى بناء عن اجتهاد ذاتى فأحببته وأجدته، ثم قمت بتنفيذه بفضل الله، وبتشجيع من ذوى القربى، وأمارسها منذ ما يقرب من 44 عاماً.
-
هل لديك مواهب أخرى إلى جانب تأليف الكلمات المتقاطعة؟
نعم، لدى أكثر من موهبة، كالخط العربى، والزخرفة الإسلامية، وفن الأرابيسك، والتأليف، والشعر. كذلك تنفيذ مسابقات الذكاء الإبداعية عن المدن والعواصم والبحار، والذكاء بالنطق العكسى.
-
يتميز شعرك بالعمق والإيحاء والجمال، ما هي مصادر إلهامك الشعري؟
ليس هناك شاعر لديه مصادر محددة، الموهبة والثقافة سوياً تعطى الشاعر رؤيته وأسلوبه الخاص، وأنا لا أعرف أن قصيدتى إيحائية وجميلة أم لا، هذا شىء أتركه دائماً للقارئ، لكن من جانب آخر، اهتم بخصوصيتى، وأن يكون لى صوتى الخاص بى وحدى.
-
كيف تمارس هذه الأعمال في وقت واحد، وهل لديك متسع من الوقت لتحقيقها؟
إن لكل عمل منهم وقتا معينا مرتبطا بالإيحاء النفسى، فالكلمات المتقاطعة لها وقتها لأننى مرتبط بتسليمها قبل نشرها بفترة، لأنها أسبوعية، أما الشعر والكتابة القصصية والزخرفة .. ألخ، فوقتها مفتوح يمكن مزاولتها فى أى وقت.
-
بالفرض أنه لو لديك رغبة لتنفيذ عمل معين، فهل تجد استجابة سريعة لتنفيذها؟
تتم الرغبة فى إنتاج العمل الأدبى مثلاً أو الفنى طبقاً للاستعداد النفسى كى أكون مهيأ لتنفيذها، فالقلب دليل الإنسان بقوة بصره وبصيرته فى ارتياد المجهول، واكتشاف الألغاز والأسرار، أما الشعر فإنه يرتبط بالكلمة العميقة، ومستسلماً لنداء الشعر وأقاصيه الرحبة المتيمة بالإنصات والتواضع.
-
نريد التعرف على كل موهبة وكيفية ممارستها، وما هو الأسلوب المتبع فى هذا الإطار الثقافى الإبداعي؟
بدأت ممارسة موهبة تحرير وتنفيذ الكلمات المتقاطعة وكان عمرى 14 عاماً، وقد عملت فى أكثر من صحيفة، وأقوم بتحريرها فى جريدة “الأهرام” منذ عام 1997 وحتى الآن، وقد صدر لى كتاباً للكلمات المتقاطعة من تأليفى منذ عشرة سنوات، أما عن كيفية تنفيذها فإنني أتبع كل ما يمكن من الثقافة المتنوعة تضم كل ما يخص عالم الطيور والحيوانات والحشرات والأفلام والمؤلفات والرياضة، وحتى المخترعون والمبتكرون، لتتكون فى النهاية صورة إبداعية متكاملة لموسوعة ثقافية يتمتع بها القارئ ويغذى مداركه الثقافية العامة.
-
بالنسبة لفن الأرابيسك، هل درستم هذا الفن أم تدخل ضمن إبداعاتك؟
بالفعل، إنها موهبة إبداعية طبيعية، حيث البحث عن مواطن الجمال تستعذبها أفق جمالية للمتلقى.
-
هل لديكم مواهب إبداعية أخرى غير المذكورة؟
لدى لمحة ذكاء فى استقطاب المواهب الإبداعية الأخرى، بمعنى أننى بالنسبة للكلمات المتقاطعة مع قوة الملاحظة قد احتفظت فى ذاكرتى بمعظم عواصم العالم، وكذلك المدن، وقد استثمرتها فى عمل مسابقة ذكاء x ذكاء عن تلك العواصم والمدن.
ومن فضل الله هناك الكثير من الإبداعات، فقد جمعت الأرابيسك والكلمات المتقاطعة فى مسابقة واحدة سميتها (فن وإبداع)، فصممت وحدات أرابيسك كاملة منها كلمات متقاطعة. وأيضاً أرسم أشكالاً مختلفة بفن الأرابيسك على هيئة أتوبيس، أو فازة زهور، وأهرامات، وعندى أشكال إبداعية كثيرة غيرها. كما أن هناك مسابقات الذكاء بالنطق العكسى عن الأسماء البشرية والمدن .. ألخ. ومنها على سبيل المثال:
ذكاء الأسماء اسم مذكر (نومير) النطق العكسى (ريمون) اسم مذكر
ذكاء الأنهار نهر روسى (أوب) النطق العكسى (بوا) من الثعابين
ذكاء المضايق مضيق بآسيا (بلك) النطق العكسى (كلب) حيوان
ذكاء المدن مدينة إيطالية (روما) النطق العكسى (أمور) نهر روسى
-
بالنسبة لموهبة التأليف القصصي، ما هو الوقت المتاح للكتابة، وهل تقرأ لأحد من الكُتاب والمؤلفين؟
أباشر التأليف بناء على تصور ذاتى، حيث البحث عن مواطن الجمال والإبداع بعين ثاقبة، واستعين بموقف واقعى مررت به فى حياتى، أو فكرة معينة تدور فى مخيلتى، وبناء عليه أقوم بالتعمق الفكرى تجاه هذا التصور، وبمقتضاه أقوم بكتابتها سواء كانت رواية، أو قصة قصيرة، كذلك قصص الأطفال، كما أكتب الشعر والخواطر، فأنا أعشق الواقعية حيث أنها تستشرف عندى منهجاً واضحاً فى الحياة.
-
أخيراً، فأنت تمتلك استثماراً غنياً وذكياً وعميقاً، وخبرات متعددة من المواهب والإبداعات وذخيرة كاملة تؤسس لغة الحوار لاستقطاب سيرة حياة أديب وشاعر ومبدع. بماذا تختتم هذا الحوار الشيق؟