الجنس الناعم

هات بوسة من بُقّك !!  (بقلم: منى فؤاد- مصر) 

فين أيام دور البرد الوسطي الجميل؟

وحشتنا جملة متبوسنيش علشان عندي برد

ترد وتقوله كلنا عندنا برد؛ هات بوسة من بوقك بقى

يااااه كانت أيام جميلة واللمة الحلوة، والعطسة البريئة اللي الرد عليها بيكون: يرحمكم الله

تقوم انت ترد بمنتهى الرخامة وتقل الدم

 وتقوله: مش أنا يا ريس

فين أيام الكُحة الرقيقة اللي لما كنت تكُحها يقولولك اسم الله عليك يا حبيبي، ولو أمك جنبك كانت تخبطلك علي ضهرك وتديك كوباية مية، وتفضل تِكَبر في ودانك وتقولك: اسم عليك يابني؛ اعوز بالله من الشيطان الرچيم، ولما تخلص كُحة تبوسك.. اللي هو يعني حمدلله على السلامة.

وكان حنان الأم طافح أيامها؛ كانت تجيب زيت أكل من بتاع التموين تدهنلك صدرك وتحطلك جرنال، وتغليلك ورق جوافة ولبان دكر.

كنت تقوم تاني يوم تاكل زي( الغزال ) في النجيلة؛

لا النجيلة بتخلص ولا البعيد( الغزال) بيشبع.

وإلا بقى لما كنت تسخن والعيلة كلها تقعد جنبك؛

اللي يقسلك الحرارة، واللي يعملك كمادات، واللي يأكلك صدر فرخة مسلوق مع شوية شوربة، واللي رايح يبوس، واللي جاي يبوس، والجيران تنزل تسأل عليك جيبالك زيارة كلها بتبقى برتقال، والغني منهم يجيب يوستفندي.

 البيت كان بيبقي فيه ٧ فدادين موالح، وعلي حس الزيارة دي يفضلوا قاعدين 9 ساعات ياكلوا دماغ أمك رغي وشهم في وشك ونفسهم في نفسك

تحس إنهم خلاص هيبسوك من بوقك لغاية ماتحس انك بتحتضر، وفي الآخر تنام وانت قاعد علي أمل انهم يمشوا، وتصحى برضه تلاقيهم لسه قاعدين!!

محدش كان بيخاف من حد، ولما كان واحد يجيله برد يقول للي جنبه : الله يسامحك يا أخي عديتني، ويضحكوا الإثنين وكف علي كف.

الدور ده كله كنا بنروح الصيدلية بنشتري حاجة كده اسمها مجموعة انفلونزا؛ كانت بتبقى كام كبسولة ملهومش علاقة ببعض محطوطة في كيس نايلون معفن مش متعقم، وكنت تاخدها، وتبقى فله، وتعيش حياتك عادي بدون أي إنزعاج ليك أو لغيرك

دلوقت لو حد في البيت جاتله نفس الأعراض دي

مبيلقيش حد يديله كوباية مية، ولا جورنال يحطه في صدرة، ولا برتقاناية  ولا يستفندياية تبل ريقه؛

بيعزلوه لوحده زي البوبي

بيبقى شايل العار؛ وكأن الراجل فقد رجولته والست فقدت عذريتها، ويتعاملوا معاملة اللقيط ابن الحرام اللي لقوه علي باب جامع، ويرموه لوحده ويتخاف منه

تحاول تفهمهم ان زِر البطاطا هو السبب مبيسمعوش ولا يفهموش،  ويسموه فيروس لو راجل، وكرونا لو كانت ست.

بقت وصمة في حياتة، ويعيش طول عمره شايل العار

ولما بيمشي في الشارع بعد ما يخف؛ يشاوروا عليه ويقولوله:

بتاع الكرونا اهو… بتاع الكرونا اهو، وينادوا عليه: يا فيرووس

مبقاش حد بيقدر يقول لحد: هات بوسة من بُقّك!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى