أدب وثقافة

حافية على فُتات الزجاج تحسبه ألماظا !!

تناثرت فتات الزجاج من بعيد تتلقلق أمام عينيها فشاهدته بريقًا يلمع ويناديها كي تمشي عليه لينير دربها إلي طريق الجمال، فحسبته ألماظا، ولكن مع أول خطوات لها عليه، علمت أنه بريق خداع، وما هو إلا طريق من فُتات الزجاج.. وبدل أن يقودها للجمال، أصبح يقودها للألم، بعد أول جرح في طريقها وهي تسير عليه، إلى أن تلون جسدُها وفستانُها باللون الأحمر من شدة النزف منه.

 

هكذا هي حياتُنا أيضًا في بعض الأحيان عند مفترق الطرق؛ قد تكون خدَّاعة في البدايات، ومُؤلمة عند النهايات، وما نحسبُه ألماظًا ندرك بعدها أنه ما هو إلا زجاج، ولا يبقى لنا سوي الألم، ونظل عاجزين عن إكمال الطريق، أو المكوث به أو البُعد عنه؛ فنظل ننزف حتى آخر قطرة بالعمر.

فلا يخدعنَّك البريقُ؛ فليس كل بريقٍ هو ألماظ، وليست كل الطرق تستحق المُجازفة بحياتك.

___________________

بقلم- نيللي النحاس
البورتريه بريشة الطبيب الفنان -طارق سليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى