مقالاتمميز

د.خالد محسن يكتب: سيناريوهات استراتيجية مُوجعة للرد على صلَف وتعنّت إثيوبيا !!

أثارت تصريحات الرئيس السيسي مؤخرا ردود فعل واسعة علي كافة المستويات الإقليمية والدولية والمحلية.. وأربكت حسابات وطموحات أديس أبابا بعد أن تغيرت لغة القاهرة 360 درجة، ونفد صبرها ووصلت لمرحلة اللغة السياسية الحادة الجادة.

 وقد أثلجت كلمات الرئيس قلوب كل المصريين، وجاءت بليغة وحكيمة ومختصرة:

(محدش هيقدر ياخد نقطة مية وحدة من حق مصر .. وإحنا ما بنتهددش ورد فعلنا هيأثر علي المنطقة بأكملها، واللي عايز يجرب يجرب..!)

وتأتي التصريحات في إطار طمأنة المصريين، والتأكيد أن القيادة السياسية ليست بمعزل عن نبض المصريين وشعورهم بالقلق والضجر من استمرار تعنت وصلف أثيوبيا وإعلانها التحدي والتهديد بالملء الثاني لخزان سد النهضة، دون تنسيق وموافقة صريحة من دولتي المصب.

ومن بين السطور تشعر أن هناك سيناريوهات إستراتيجية موجعة تنتظر أثيوبيا، في حال استمرار تعنتها والإصرار علي الملء الثاني والإخلال بحق مصر التاريخي، بينما يري البعض أنها رد مباشر وصريح وتلويح بالتدخل العسكري لحسم هذه القضية التي تعد مسألة حياه اوموت بالنسبة لمصر والسودان!

ولعل الحديث عن السيناريوهات المتوقعة والمستقبل القريب لسد النهضة يشغل بال الكثيرين ويؤرق الرأي العام، وخاصة مع استمرار الضغوط الشعبية نحو اتخاذ مواقف أكثر فاعلية لكبح جموح أديس أبابا ودرء خطر  الإنفراد بتحديد مصير المياه بالنيل الأزرق ،مع اقتراب العد التنازلي للموعد الذي حددته أثيوبيا للملء الثاني بداية يوليو القادم.

 وتثور حالة من الجدل ،والتساؤلات حول قضية استمرار تعنت أثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع وتنفيذ المرحلة الثانية وإدارة وتشغيل السد دون منازع وتهميش الإرادة المصرية والسودانية.

 وعلي كافة المستويات الشعبية أصبحت القضية كابوسا مفزعا يلازم مواطني البلدين  ليلا ونهارا، ويتساءلون.. لماذا تأخرت حكومتي مصر والسودان في إقرار الرد الحاسم، بعد فشل كافة جولات التفاوض علي كافة المستويات؟! وماذا تنتظران بعد قرب خراب وجفاف مالطه؟!

وهل تنجح الوساطة الأمريكية في إقناع أديس أبابا بالتوزيع العادل والاستماع لصوت العقل !!

القضية تزداد تعقيدا  وتشابكًا، بينما يؤكد خبراء المياه والإستراتجية أن الحل العسكري لحسم الخلاف مع أثيوبيا، ربما يكون قد فات آوانه وأن ضرره أكثر من نفعه.

ولكن يبدو أن مصر لديها ما تقوله قريبا، بعد استمرار الحشد الدبلوماسي الأخير ومخاطبة شركاء أثيوبيا واستمرار التحذير من  التداعيات السلبية للإجراءات الأحادية  بشأن ملء السد.

وهناك مقترحات يطرحها بعض النشطاء مثل ضرب سد السرج الداعم لقوة سد النهضة، أو تحرير كامل لمنطقة (بني شنقول) التي يقع بها السد، وإخضاعها للحكم تحت الإداره السودانيه المصريه، ويعضد هؤلاء وجهة نظرهم بوجود مستندات تؤكد أنها أرض مصرية.

واعتقد أنه لو فشلت مصر في الحرب الدبلوماسية التي تدور رحاها كفرصة أخيرة، وتحييد بعض شركاء أثيوبيا، ربما يكون التصعيد السياسي والمقاطعة الإقتصادية، أو اللجوء للخيار الصعب وفقا لما تراه القياده المصرية..!!

تحيا مصر قوية.. والمجد لعزة وكبرياء الوطن.

بقلم : د.خالد محسن

(نائب رئيس تحرير المساء) 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى