ملفات

تنمية مهارات التفكير والبحث العلمي لدى الأطفال (د. شيماء قنديل- مصر)

  إن التفكير لا ياتى فجأة دون مقدمات فعلينا أن ندرك أن التفكير يزرع، وينمي، ويربي، ويعلم ولا بد من رعاية الفرد المتعلم، واكسابه المعارف، والمعلومات، والمهارات، والعادات التى تشكل لديه الخلفية العلمية اللازمة التى تتفاعل مع ذاته ، وتقوده إلى البحث عن معلومات أخرى أبعد، وأعمق مستخدمًا خبراته، ومهاراته متفاعلاً مع بيئته بكل ما فيها من متغيرات، ومعطيات، وأنشطة، وظاهرات مولدًا منها معرفة جديدة تظهر بأشكال متنوعة.

  ومن هذا المنطلق، كانت ضرورة تنمية مهارات التفكير عامة، ومهارات التفكير العلمي بشكل خاص لدي الطفل هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ضرورة التأكيد على استخدام أنواع من الأنشطة التى تزيد من دافعية الطفل للإقبال على التفاعل معها كونها تراعي روح الطفولة وخصائصها والتى كان منها النشاط التمثيلي ، ولعب الأدوار، خاصة وإن ذلك الاتجاه يتلاءم مع ما يتسم به طفل مرحلة الروضة، والمرحلة الإبتدائية من خصائص نمائية عقلية؛ حيث نجده يتمتع بخصائص تميزه وله قدرته الخاصة على الخلق والإبداع. كما يتميز بأنه كائن يولد مكتشفا .. فيعمل بنشاط ذاتى ودافعية ذاتيه.

وعليه يمكن تسريع النمو المعرفي، وهذا يرتبط بالمنبهات والمواقف البيئية ، والاعتماد عليها فى التعلم، وكذلك على الخبرات الموجهة كمدخل لتنمية وتطوير الناحية المعرفية وبشكل خاص التفكير لدى الفرد وخاصة التفكير العلمي.

ما هو مفهوم التفكير العلمى؟

هو ذلك الشكل من التفكير الذي يُمارس عند محاولة بيان العلل والأسباب لمواجهة المواقف والمشكلات ، كما تعرف بأنها العمليات العقلية التى يستخدمها الإنسان عند بحث عن حل لأمر ما يريد الإجابة عليه والتى تعكس الخبرة، والقدرة على الحكم على الأمور لديه، ومهارة التفكير ذاتها هى التى تمكن الفرد من بناء هذه الخبرات التى يبدأ الإنسان فى تكوينها منذ السنوات الأولى من عمره، وإذا اكتسب الطفل (التلميذ) منذ صغره المهارات الصحيحة فى التفكير تمكنه من استخدام قدراته العقلية بشكل أفضل فى حل ما يعترضه من مشاكل أو أمور حياتية يومية قد يواجهها.

ويتضمن التفكير العلمى عدة مهارات تميزه، وفى تحقق كل مهارة منها فعلى الطفل (التلميذ) أن يتبع عدة خطوات منهجية منظمة وهي: (الشعور بالمشكلة – تحديد المشكلة – جمع المعلومات حولها – وضع الفروض المناسبة – اختيار صحة الفروض – التوصل الى النتائج وتعميمها).

عند التعامل مع أى مشكلة أو صراع، من المهم استخدام مهارات التفكير  العلمى من أجل الفهم الصحيح للمشكلة والتوصل إلى كل الحلول الممكنه، ويجب تعليم الطفل (التلميذ) منذ صغره خطوات التفكير العلمى، واستخدامها فى التوصل للحلول الممكنة للمشكلة.

كيف ننمي مهارات التفكير والبحث العلمي لدى أطفالنا بشكل صحيح ومتسلسل ؟

قد تكون الدفعة التي يعطيها معلم المرحلة الإبتدائية للتلميذ هي سبب نجاحه خلال ما تبقى من دراسته،  وحتى حياته العملية، ومن طرق تنمية مهارات التفكير والبحث العلمي لدى الأطفال (التلاميذ) هي:

 أولا- تشجيع وتدريب الأطفال (التلاميذ)على القراءة الخارجية ، وعدم الاكتفاء بالكتاب المدرسي،  والاطلاع على مجلات تتضمن موضوعات علمية ، وتجارب ، وجعلهم يقرأون تلك المواضيع بأنفسهم، ثم مناقشتها، بطريقة علمية و ليس عن طريق الجدلية والفلسفة، وبطريقة العصف الذهنى لاستمطار أكبر قدر من الأفكار التى تدور فى ذهن الأطفال.

 

 

ثانياً- تدريب الأطفال على البحث العلمي بشكل مبسط، وذلك من خلال إعطاءهم موضوعات علمية بسيطة كالطيور أو مفهوم علمى كالطاقة….، ومساعدتهم في توفير مصادر المعلومات التى يحتاجونها مثل: الكتب، والمراجع اللإلكترونية التي تساعدهم في البحث عن المعلومات.

 

ثالثاً- الحرص على إتباع الخطوات التفكير العلمى الصحيح عند كتابة البحث، ويمكن تدريب الأطفال على ذلك من خلال إعطائهم نموذجًا (قالب) جاهزًا لشكل الورقة البحثية وعلى التلميذ الكتابة البحثية فى هذا النموذج ، وذلك لتدريبهم على كتابة الورقة البحثية بشكل صحيح.

فهذه تعد أفضل الطرق السهلة والبسيطة، والغير مكلفة التى يُمكن اتباعها من قبل ولي الأمر أو المعلم لتعليم الأطفال (التلاميذ) مهارات التفكير والبحث العلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى