أدب وثقافة

كامل الكعبي يكتب من بغداد: زوبعةٌ في فنجانِ الغياب!!

لا تشطب اسمي من ذاكرةِ النسيانِ واستحضر كُلّ شهقةٍ مستلةٍ من جيبِ الغيابِ حتىٰ لو رحتَ ترقبُ الدِيَم تستمطرُ المدىٰ فقدْ أكونُ بينَ الغيماتِ أكتبُ اسمَكَ في كفّي وألملمُ أصابعي كيما أراكَ فليسَ غريباً على مَنْ يتكِئ على حوافِّ الغيمِ ليمشّطَ شَعْرَ السماءِ بأصابع الودِّ أنْ يهطلَ مطراً متى شاءَ أو أنْ ينبتَ سنابلَ ماءٍ فوقَ شفاهِ العطشِ.

 تَذَكّرني جيداً مع كُلّ قدحةِ ذهنٍ معَ كُلّ خفقةِ قلبٍ معَ خَطَراتِ الظنونِ ومسافاتِ القهرِ الشاسعةِ التي نصبَتْ شراكها بينَ حديّنِ تُحرّك الأوراقَ في الخفاءِ كَحيّةٍ رقطاء تلدغُ دماملَ الشقاقِ تطلعكَ ملمساً ناعماً من بهارج الزمنِ.

  تَذَكّرني وإياكَ أنْ تنسى انسلال الخيطِ من بساطِ الهجرِ عندَ هَيَجانِ سَورةِ الشكِّ وغفلةِ الهيمانِ تدلفُ بتوقيتِ ذَرْوَةٍ تبحرُ إلى الشواطِئ النديّةِ بالحُلُمِ والنهاراتِ المُتشحةِ بالسوادِ لا تلوي علىٰ شيءٍ تصبحُ وتمسي جذلانَ ترقبُ الخفافيشَ وقدْ مدّتْ أجنحتها لتنالَ من أشعّةِ الفجرِ تتماهى مع مزامير الكهوفِ وناياتِ الشَطَطِ.

 تَذَكّرني حتىٰ لو غَيّبني السحابُ بعيداً حتىٰ لو أزهرتْ شتلاتُ الحُبِّ من غيماتي المالحةِ أو جئتكَ كطيفِ الخيالِ دونَ أنْ تراني فلا تنساني ارسمْ ظلّي علىٰ مرآتكَ واحفظْ سِرّ الثرى ريثما يحين الأجلُ ويستغيثُ البذارُ فلعلّ قارعةَ الرشدِ تصعقُ شحناتِ النسيانِ وتُبقي صورتي تؤطِّرُ نوافذكَ البعيدة.

________

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي- العِراق _ بَغْدادُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى