مقالات

مشروع وجدي زيد في إصلاح التعليم المصري 3=3 (بقلم: محمد ناجي المنشاوي)

يقترح الدكتور وجدي زيد لمشروعه في إصلاح التعليم المصري عنوانا دالا عليه وهو ( مدارس تتعلم في مجتمع يتعلم)، وكأنه يرسم عملية تعليمية في حلقة دائرية متتابعة ومتوالية في حلقات متصلة، تفضي كل حلقة إلى غيرها في (ديمومة) تعليمية لا تتوقف، ويقول الباحث ان خبراء التعليم يرون ان اللحظة التي يستثار فيها خيال المرء بمعرفة جديدة، تفتح آفاقا لم يكن يدركها من قبل _هذه اللحظة _ لها قوة تماثل الرغبات الأساسية الملحة للإنسان.

  فهو يولد وبداخله رغبة قوية في التعرف على العالم حوله والتعلم وواجب المجتمع ان يكتشف مبكرا هذه الرغبة في التعلم عند الطفل إذا ماأردنا لهذه الرغبة ان تستمر طويلا.

 على أن هذه اللحظة الخاصة تحتاج دائرة متكاملة تشمل العائلة والمعلم والإدارة المدرسية ولابد من وحدة حقيقية بينهم جميعا.

  حتى (تتخلق) هذه اللحظة عند الطالب، ويجب أن تكون هذه الوحدة حقيقية، ومنتجة، وأن ننظر إلى المدرسة كجزء من الحياة الاجتماعية ككل هناك خطوتان لكسر عزلة المدرسة عن الحياة الاجتماعية هما: الخطوة الأولى؛ أن يأتي الطفل إلى المدرسة ومعه خبرات إيجابية بسيطة، اكتسبها مباشرة من العائلة.

  والخطوة الثانية: أن يترك المتعلم المدرسة ومعه خبرات جديدة يمكن استخدامها في الحياة اليومية، ويزيد الخبراء على ذلك فيقولون اننا نعيش جميعا في الحياة مواقف وتجارب متوالية فيها تحديات صغيرة وكبيرة.

  وعلينا أن نكون مستعدين لهذه التحديات إذا كنا نريد أن تصبح الحياة والتعلم شيئا واحدا.

ويرى الباحث وجدي زيد إن المجتمع الذي تتأسس ثقافته على (التعليم) هو مجتمع يعطي كل إمكاناته لتلك المؤسسات التي تشكل تطور أبنائه (كمتعلمين) هذا هو المفهوم الذي تبنته اخيرا الدول المتقدمة صناعيا، والتي اكتشفت العديد من أوجه القصور في تعليم أبنائها بعد أن تخرجوا وكان أداؤهم في الأعمال التي التحقوا بها ضعيفا على نحو غير متوقع، والأدهي من ذلك انهم وجدوا تسريبا وهروبا من المدارس فكان هذا المفهوم الجديد وإعادة تأسيس المدارس عليه.

  وهدف هذا المفهوم نفسه بسيط وهو (كل مؤسسات التعليم يمكن أن يعاد تصميمها وإدارتها كمؤسسات ” تتعلم”!) وهذا يعني انها تؤسس لنظام يسمح للطالب ووالديه والمعلم والإدارة وكل من هم داخل المؤسسة وخارجها المشاركة في عملية التعلم من خلال تعبيرهم عن طموحاتهم وبناء وعيهم وتطوير قدراتهم.

  وفكرة (المدرسة التي تتعلم) هي أن المدارس والجامعات والمعاهد يمكن أن تعد وتدار كمؤسسات تتعلم، وهذا لايعني إصدار أوامر إدارية بذلك بل هي أن تكون هذه المؤسسات حية خلاقة وبشكل دائم من خلال إشراك كل فرد في المؤسسة وتمكينه من التعبير عن طموحاته وبناء وعيه وتطوير جميع قدراته.

  ووفق هذا المفهوم يتحول هؤلاء الذين (اعتادوا تبادل الشكوك) إلى عناصر تؤمن وتعترف بأن أمامهم جميعا صالحا عاما لن يتحقق إلا من خلال تحقق مستقبل وطموحات كل واحد فيهم.

  أما (المجتمع الذي يتعلم) فنعني به البيئة التي تعمل فيها المدرسة أو الكلية ومن المعروف ان المدرسة لاتقدم سوي جزء ممايتعلمه الطفل والمراهق وطالب الكلية.

 أما الباقي فيأتي من مجموع الأنشطة والاهتمامات ووسائل الاتصال المختلفة والأصدقاء والأقران ويأتي تأثير كل هؤلاء من شخصية المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.

  ويؤمن كل علماء التربية الآن أننا لن نستطيع أن نخلق (المدرسة التي تتعلم) دون إشراك المجتمع الذي حولها وتغييره، ولن يحدث أي إصلاح حقيقي في المدرسة إذا كان هذا الإشراك غير مكتمل، ويشمل الجميع.

  وهناك مفاهيم حاكمة لمفهوم (مدارس تتعلم) وهي ثلاثة مفاهيم من وجهة نظر الباحث وهي : (أولا): إن كل مؤسسة تعليمية هي نتاج لكل مايفكر فيه ويعمله أعضاؤها (ثانيا) : إن التعلم ليس إلا علاقة واتصال.

  (ثالثا): لابد من وجود رؤية تقود عملية التعلم كلها ورغم أن هذه الرؤية العامة يمكن أن تمنح الناس القوة والقدرة على التعلم في أحلك الظروف والمواقف، هذا ويقترح الباحث خطة زمنية للإصلاح التعليمي في مصر تصل بها مصر إلى المنافسة الدولية من خلال أربع مراحل تستغرق ثماني سنوات وهي على النحو الآتي:

 (المرحلة الأولى التحضيرية): وفيها يتم التأسيس لنظام تعليمي جديد يرتبط باقتصاد الدولة وتستغرق عاما واحدا.

  (المرحلة الثانية): تحقيق التنمية وتستغرق ثلاث سنوات (المرحلة الثالثة): لتحقيق التوازن بين التعليم والاقتصاد وتستغرق أربع سنوات وبعدها وهو مايتبؤه الباحث تأتي (المرحلة الرابعة) والأخيرة كنتاج حتمي لتنفيذ المراحل الثلاث السابقة عمليا وبنجاح على أرض الواقع وهي (المرحلة الرابعة) :حيث تكون مصر حال تحقق الخطوات الثلاثة السابقة مهيأة وقادرة بوضوح وقوة على المنافسة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى